الجزائر تنتقد تقرير مؤشر العبودية العالمية وصفت وزارة الخارجية، مضمون التقرير الذي أجرته مؤخرا منظمة "والك فري" حول العبودية في العالم، في شقه الخاص بالجزائر، ب "غير المنطقية"، وقالت بأن هذا التقرير لا يستند لمعطيات موثوقة و أكيدة، وأضافت بأن مؤشر انتشار العبودية الحديثة نتيجة لتعميم وهمي يقوم على عينات عشوائية يعد تمثيلها أكثر من مريب. انتقد عمار بلانى المتحدث باسم الخارجية تقرير "مؤشر العبودية العالمية" الصادر عن منظمة "مؤسسة واك فري" والذي قدر عدد المستعبدين في الجزائر ب70 ألف عبد، واصفا تقديرات المنظمة بأنها غير منطقية ومنافية للعقل. وقال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، أمس، أن التقديرات المنسوبة للجزائر في التحقيق الذي أجرته مؤخرا منظمة "والك فري" حول العبودية في العالم "غير معقولة تماما". وفي أول رد فعل للخارجية على مضمون التقرير، الذي صنف الجزائر في مقدمة الدول المغاربية في تصنيف الدول الراعية للعبودية، أوضح بلاني في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، بان مؤسسة "والك فري" التي وضعت مؤشر العبودية في العالم، أكدت بنفسها بان التقرير لا يستند لمعطيات موثوقة، وأضاف قائلا "يجب أن أؤكد أنه باعتراف من مسؤولي هذه المنظمة غير الحكومية أنفسهم هذا التحقيق لا يستند لمعطيات موثوقة و أكيدة لكون مؤشر انتشار العبودية الحديثة مجرد نتيجة لتعميم وهمي يقوم على عينات عشوائية يعد تمثيلها أكثر من مريب". واستطرد الناطق باسم الخارجية قائلا إنه "بالإضافة إلى هذه المنهجية التي تفضي إلى استنتاجات خاطئة كليا، فان التقديرات المنسوبة للجزائر في هذا التحقيق غير معقولة تماما و لا تستحق المزيد من التعليقات". كما انتقد مضمون التقرير، رئيس اللجنة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، الذي أكد في تصريح صحفي، بان مضمون التقرير الذي صنّف الجزائر في المرتبة 91 مجرّد دعاية مفبركة لتشويه سمعة الجزائر". واعتبر قسنطيني، ما تضمنه التقرير البريطاني بأنها "اتهامات باطلة". مضيفا أن قانون العقوبات يعاقب كل من يستعبد شخصا بأحكام تتراوح بين 5 سنوات والمؤبد، على عكس دول الشرق الأوسط التي تستغل الأشخاص كعبيد. و تشير هذه الدراسة التي نشرت يوم الخميس المنصرم بلندن إلى نحو 30 مليون شخص يعيشون في "ظروف استعبادية" في العالم ثلاثة أرباعهم في آسيا. واحتلت الجزائر المرتبة ال 91 في تصنيف الدول الراعية للعبودية والرق في العالم في سنة 2013، بتسجيل 70 ألف حالة استرقاق واستغلال البشر في أعمال قاسية أو قسرية، متقدمة في ذلك على المغرب وليبيا وتونس. وقال تقرير "مؤشر العبودية العالمية" الصادر عن منظمة "مؤسسة والك فري" الأمريكية في لندن، إن ضحايا "العبودية الحديثة في العالم" يناهزون 29,8 مليون شخص، وصنف الجزائر في المرتبة ال 91، بعدد 70 ألف عبد، متقدمة على المغرب الذي يحصي 50 ألف عبد وليبيا ب17 ألفا وتونس ب 9 آلاف. وبالنسبة إلى المنظمة، فإن الفساد هو السبب الرئيسي في انتشار ظاهرة العبودية، وليس الفقر مثلما هو متداول لدى عامة الناس. ويتجسد ذلك من خلال أنشطة الاتجار بالبشر والتشغيل المقيد بشروط قاسية، والزواج القسري وبيع الأطفال بغرض استغلالهم في الدعارة. وفي الدول العربية، أشار التقرير إلى أن العمال المهاجرين من جنوب آسيا وجنوب شرقي آسيا هم أهم ضحايا "العبودية الحديثة"، ويبلغ عددهم أكثر من 95 ألفا. ويبيّن التقرير أنه على الرغم من الجهود المبذولة من الحكومات في المنطقة، يبقى العمال المهاجرون عرضة للاستغلال بسبب الرسوم الباهظة التي يتقاضاها مستقدمو العمالة "عديمو الضمير" والممارسات التجارية غير المشروعة مثل هذه العقود المخادعة والقيود المفروضة على مقدرة العمال على ترك كفلائهم أو نقل الكفالة. وأفاد التقرير بأنه على الرغم من سفر معظم العمال المهاجرين إلى منطقة الشرق الأوسط طوعا لأجل العمل، فإن بعضهم يخضع فيما بعد للعبودية كالحالات التي تشمل حجب الرواتب، واحتجاز جوازات السفر، وعدم القدرة على المغادرة.