تكبدت واحات النخيل بورڤلة خسائر كبيرة خلال السنة الجارية فاقت 5 آلاف نخلة في عاصمة الواحات والمناطق المحاذية لها بمساحات وادي ريغ (170 كلغ عن مقر الولاية)، وقد أتت ألسنة اللهب على أنواع مختلفة من التمور منها "دڤلة نور" و"الطافزوين" و"التاكرموست" و"الغرس"، حيث من المرتقب أن يتراجع منتوج الخريف المقبل (موسم الجني السنوي) حسب إدلاءات بعض الفلاحين الذين عبروا ل "الشروق اليومي" عن معاناتهم المستديمة جراء الحرائق التي تضاعفت السنوات الأخيرة بفعل الممارسات الطائشة للإنسان، فضلا عن ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت 50 درجة مئوية في بعض الأوقات. حكيم عزي تعد مشاكل ضيق المسالك الفلاحية، وهجرة الفلاحين لمزارعم بفعل تكاثر الخنازير وتهديدها لحياتهم، وتأخر التبليغ عن الحوادث وكذا انعدام وسائل الإطفاء قبل وصول رجال الحماية المدنية للهكتارات المتضررة، من الأسباب المساعدة على إتلاف ثروة النخيل وتزايد نشوب النيران التي صعب التحكم فيها حيث تكلف الجهات المختصة ساعات متواصلة للسيطرة على الوضع كما حصل مطلع شهر ماي الفارط، أين أتت النيران على ألفي (2000 نخلة) بجهة بني براهيم نواحي القصر العتيق، حيث ساهمت الرياح العاتية التي تعرفها المنطقة في تعقيد الأزمة التي استغرقت (09 ساعات) متتالية تطلبت تجنيد (40 عونا) من المطافئ وتسخير (07) شاحنات إخماد مزودة بخراطيم تم على إثرها إنقاذ زهاء (450 نخلة) من الحرق المحقق. وبالرغم من المجهودات المبذولة في هذا الشأن كل سنة زيادة على حملة الغرس التي تقوم بها المصالح الفلاحية ومحافظة الغابات وتضاعف النخيل ليصل إلى (300224) نخلة، بإضافة (340.30 نخلة) في الست (06) سنوات الأخيرة، إلا أن تزايد الحرائق التي مست العديد من المناطق الفلاحية المتفرقة أصبحت تشكل هاجسا لدى الفلاحين الذين يناشدون السلطات المحلية بوجوب التأمين عن ممتلكاتهم وتعويضهم عن الخسائر المتكررة وتوفير الأمن داخل الغابات المنتجة لهذه المادة الحيوية التي تعتبر من بين أهم صادرات الدول العربية. يذكر أن أحد المستثمرين الخواص قد أشرف مؤخرا على إنجاز مركب بمنطقة "أوماش" بولاية بسكرة المجاورة قصد استخراج مواد كيماوية من بقايا النخيل واستعمالها في تزفيت الطرقات وهي الطريقة التي ستمكن ولايات الجنوب المنتجة للتمور من تعميم التجربة على المنظور القريب إذا توفرت الإرادة الحية لترقية الاستثمار المحلي.