مسابقة لتوظيف الطلبة القضاة    تلمسان: جمع أزيد من 25 ساعة من الشهادات الحية حول الثورة التحريرية المجيدة    رمضان في القصر خلال مارس    بورصة الجزائر: انطلاق عملية فتح رأسمال بنك التنمية المحلية ببيع 2ر44 مليون سهم جديد    فلسطين: عشرات المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك    الجزائر تخسر أمام تونس    الطارف… الإطاحة بشبكة إجرامية تنشط في الاتجار بالمؤثرات العقلية    الجزائر تشهد حركة تنموية رائدة    باتنة: وفد عن البعثة الاستعلامية المؤقتة للجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني في زيارة للولاية    مجلس الأمة: جيلالي تعرض قانون تسيير النفايات الجديد    وهران : ترحيل إحدى عشرة عائلة إلى سكنات لائقة بوادي تليلات وبئر الجير    فلسطين: الحرب خلفت آثارا كارثية على الأطفال في غزة    الاحتلال الصهيوني يشرع في الافراج عن 90 أسيرا فلسطينيا ضمن المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار في غزة    رئيس الجمهورية: كل رموز المقاومة والثورة التحريرية المجيدة يجب أن ينالوا حقهم من الأعمال السينمائية    سينمائيون يشيدون بعناية رئيس الجمهورية لقطاع السينما    المجلس الشعبي الوطني: الفوج المكلف بإثراء المشروع التمهيدي لقانون الجمعيات يستمع إلى رئيسة الهلال الأحمر الجزائري    السيد بن براهم يستقبل الأديبة و الكاتبة الفرنسية إيزابيل فاها    حزبنا أودع مقترحاته حول مشروعي قانوني البلدية والولاية    60 منصبا تكوينيا في طور الدكتوراه بجامعة وهران 1    عطاف في نيويورك للإشراف على اجتماعات لمجلس الأمن    الحرب تنتهي في غزة والمحتل يجرّ أذيال الهزيمة    وفد من الحماية المدنية التونسية يحل بالجزائر    تقليص مدة الاستجابة لنداءات الاستغاثة    إنقاذ 200 شخص مؤخرا عبر الولايات    صحافيون وحقوقيون يتبرّؤون ويجدّدون دعمهم للقضية الصحراوية    الجزائر تحقق إنجازا مهما على الساحة الدولية    استلام محطة تصفية المياه المستعملة السداسي الثاني من 2025    أنشيلوتي مهدَّد بالإقالة    ولايات جنوب تنظم فعاليات متنوعة وتدشين مشاريع تنموية    تلاميذ تقرت وسطيف في ضيافة المجلس الشعبي الوطني    الأسواق الإفريقية والآسيوية وجهات واعدة للتصدير    سينمائيون يشيدون بالاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية لقطاع السينما    عروض كثيرة لحاج موسى    ديدوش مراد صنع مجد الجزائر    وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ    الشركة الجزائرية-القطرية للصلب/جيجل: تصدير نحو 700 ألف طن من منتجات الحديد خلال 2024    غزة: بدء دخول شاحنات المساعدات إلى القطاع عبر معبر رفح    نديل: التحول الطاقوي بات من أولويات الحكومة ومشاريع واعدة للرفع من القدرات الوطنية للمحروقات    المعهد الوطني للصحة العمومية: تنظيم دورات تكوينية حول الوقاية والتكفل بالأمراض المرتبطة بالتغذية    الجلسات الوطنية للسينما: بللو يبرز دور الدولة في ترقية المشهد الثقافي    سوناطراك تشارك في قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد    رياضة مدرسية: تأسيس عشر رابطات ولائية بالجنوب    الطبعة ال3 للدورة الوطنية للكرات الحديدية: تتويج ثلاثي تلمسان بولاية الوادي    شايب: نهدف إلى تحسين خدمة المواطن    الجزائر تتحرّك من أجل أطفال غزّة    جيدو/البطولة الوطنية فردي- أكابر: تتويج مولودية الجزائر باللقب الوطني    ريان قلي يجدد عقده مع كوينز بارك رانجرز الإنجليزي    الجزائر رائدة في الطاقة والفلاحة والأشغال العمومية    بلومي يباشر عملية التأهيل ويقترب من العودة إلى الملاعب    بلمهدي: هذا موعد أولى رحلات الحج    رقمنة 90 % من ملفات المرضى    بلمهدي يزور المجاهدين وأرامل وأبناء الشهداء بالبقاع المقدّسة    المتحور XEC سريع الانتشار والإجراءات الوقائية ضرورة    بلمهدي يوقع على اتفاقية الحج    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    ثلاث أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أول نوفمبر
نشر في النصر يوم 30 - 10 - 2013


عمار بن عودة في حديث مثير للنصر
القادة الذين فجروا الثورة 21 و ليس 22 و لو انضم مصالي إلى المجموعة لقضينا على الاستعمار في 3 سنوات
أبدى العقيد بن مصطفى بن عودة الملقب "عمار" بن عودة عضو مجموعة 22 الذين فجروا الثورة التحريرية، تواضعا كبيرا في بداية الحوار الذي أجريناه معه على هامش حضوره في الندوة التاريخية المنعقدة بالقطب الجامعي البوني بعد أن كان مقررا أن يستقبلنا في منزله لكن تعذر ذلك لإجرائه جلسة لتصفية الدم، وطلب منا لقاءه خلال الندوة.
في بداية حديثه قال " أرفض كلمة الرمز، أنا مناضل فقط والثورة اندلعت بفضل " الشعب العظيم". عبارة رددها كثيرا، تحدث بن عودة البالغ من العمر 88 سنة عن جوانب مهمة عايشها في التحضير لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، وأضاف بأن العربي بن مهيدي هو من لقبه باسم "عمار ".
مصالي طرد بوضياف وكريم بلقاسم وقال لهما أنتم الشباب ستأخذون الجزائر إلى الهاوية
حدثنا على ظروف انعقاد اجتماع مجموعة 22؟
القادة الذي فجروا الثورة هم 21 وليس 22، والقائمة المتداولة تضم اسم صاحب المحل الذي عقد فيه الاجتماع المناضل المرحوم الياس دريش بالعاصمة، فهو لم يكن موجودا بتاريخ انعقاد الاجتماع في 24 جوان 1954، لكن موقفه العظيم بفتح محله لنا يسجله التاريخ. الاجتماع كان يضم ممثلين عن جميع التيارات بهدف واحد هو صناعة الثورة وتحقيق الاستقلال. وأذكر حقيقة مهمة جدا و هي أن الثورة حضرت بقيادة 21 مناضلا، لكن من صنعوها وفجروها 16 فقط، و الخمسة المتبقون انصرفوا إلى أعمال أخرى ولم يشاركوا في تنظيم اندلاع الثورة .
الاعلام المصري وراء تأجيل إعلان الثورة الجزائرية
لماذا لم ينضم مصالي الحاج إلى " مجموعة 21 كما صنفتها " رغم أنه كان ينادي بالتحرير وليس بالإدماج وهو ما يتوافق مع مبادئكم؟
هذا سؤال وجيه، مصالي الحاج الوحيد في الحزب الشيوعي من كان يتحدث عن العنف ويدعو للانفصال عن فرنسا وفق توجهه الخاص. ذهب إليه بوضياف وكريم بلقاسم وقالا له " يا سيدي الحاج انضم إلينا فالثورة بحاجة إليك لتندلع " فطردهما وقال " أنتم الشباب ستأخذون الجزائر إلى الهاوية مرة أخرى كما حصل في مجازر 8 ماي 45، وأنا سأحاربكم " كان يعتقد في نفسه أنه الزعيم وهو الثورة، للأسف لو أنضم إلينا لقضينا على الاستعمار في ثلاث سنوات وليس 7 سنوات. فرنسا أعطت لمصالي الحاج السلاح لمحاربة الثورة. قام بتصفية عدد كبير من المجاهدين عن طريق منظمته المسماة " أمنا " لو يرجع الزمن بنا إلى الوراء، فمصالي الحاج كان يجب أن يحاسب ويسجن على الاغتيالات التي نفذها في حق الثوار خاصة في فرنسا.
اتفقنا على أن يكون الشعب هو رئيس الثورة وبن بولعيد استشهد على ذلك بسورة النمل
لماذا اختير يوم الفاتح نوفمبر 1954 تحديدا تاريخا لاندلاع ثورة التحرير؟
كانت هناك مشاورات لتعيين قادة لتحضير لثورة، حيث تم تشكيل مجموعة مكونة من 5 أفراد ضمت ديدوش مراد، العربي بن مهيدي، محمد بوضياف، رابح بيطاط، و مصطفى بن بولعيد، اجتمعوا وقرروا أن يكون بينهم قائد يمثل منطقة القبائل كون كريم بلقاسم متواجد خارج الوطن بسويسرا، فوقع الاختيار على أوعمران، ثم تم إرسالي إلى منطقة القبائل فقابلت أوعمران يوم 24 جوان 1954 رفقة بلوزداد وبوعجاج في دكان للمواد الغذائية ثم انتقلنا إلى (مقهى الجزائر)، وأقنعنا أوعمران بأننا لسنا مركزيين ولا اتصال لنا بهم ونحن على استعداد لتفجير الثورة، فوافق على أن يكون معنا، وبعد فترة انضمت القيادات الأربع إلى مجموعة الخمسة بالاتصال بكل من بن بلة و آيت أحمد و خيدر الذين كانوا في مصر، ثم انضم إليهم كريم بلقاسم ممثلا لمنطقة القبائل بعد أن تنازل له أوعمران. و دارت المشاورات بينهم حول نقطتين أساسيتين هما توفير السلاح وتحديد تاريخ اندلاع الثورة فتم الاتفاق على تاريخ 15 أكتوبر لانطلاقها، فانتشر الخبر بسرعة البرق بعد أن كشف عنه الإعلام المصري، مع الحديث بأن مصر هي التي ستقود الثورة تحت إشراف جمال عبد الناصر، فتدخل خيضر وبوضياف، واقترحا على القيادات تغيير تاريخ اندلاع الثورة إلى الفاتح من نوفمبر، لان مجموعة ال 21 اتفقت على أن لا يكون قائد لهذه الثورة لا جمال عبد الناصر ولا مصالي الحاج و إنما الشعب هو قائدها.
اتفقنا ألا يكون للثورة قائد ورفضنا جمال عبد الناصر كما رفضنا مصالي
ما هي المهمة التي أسندت للعقيد بن عودة تحضيرا ليوم اندلاع الثورة؟
لما رجعت إلى عنابة بتاريخ 23 أكتوبر 1954 لتحضير موعد اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر، وجدت نفسي وحيدا فبدأت بربط اتصالات ببعض المجاهدين على غرار محمد الهادي عمار، بناني محمد، و العربي حشاني ليصل عددنا إلى 7 أشخاص. وقد كلفت من قبل القادة بطباعة بيان أول نوفمبر وتوزيعه بعنابة وضواحيها، حيث وجدنا صعوبة في توفير عدد كبير من النسخ، ما أجبرنا على شراء آلة راقنة وحزمة من الأوراق وإعدادها بمنزل " مولود راشدي " الذي اتخذناه مقرا لنا بأعالي سيرايدي، هذا البطل الذي قدم الكثير للثورة ولم يأخذ نصيبه من العرفان. بعد ذلك قمنا بتقسيم أنفسنا إلى 3 مجموعات ، الأولى قامت بالتسلل إلى مخزن للذخيرة والأسلحة بالقرب من الميناء لتفجيره، إلا أنه كان فارغا، والمجموعتان الثانية والثالثة قامتا بقطع كوابل الكهرباء وبعض الطرق التي يستخدمها جنود المستعمر.
مؤتمر الصومام نقل من حجر مفروش بالقل
هل كان هناك قائد بارز في "مجموعة 21" التي فجرت الثورة؟
قررنا عدم صنع زعيم للثورة و أنشأنا قيادة جماعية تفاديا لما يفعله مصالي الحاج الذي نصب نفسه "فرعونا" وصيا على الشعب الجزائري، رافضا جميع المبادرات التي قدمت له من قبل العديد من القيادات التي فجرت الثورة لمواجهة المستعمر، مستصغرا قدرات وعزيمة الشباب المكافح. وخلال اجتماع مجموعة ال 21 الذي خلا من أي عضو لحزب الشعب، تدخل مصطفى بن بولعيد واستشهد بالآية القرآنية 33 من سورة النمل " قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون " في إشارة إلى عدم تعيين أي قائد للثورة،حيث كنا متفقين على أن الشعب هو "رئيس" الثورة.
جمعية العلماء المسلمين وفرحات عباس لم يجلبوا سوى العار
ساهمت في كتابة بيان أول نوفمبر، حدثنا على ظروف بلورة هذه الوثيقة؟
كان الشهيد العربي بن مهيدي أول من نطق بعبارة " بسم الله الرحمن الرحيم " لافتتاح البيان قائلا " تكلموا لنكتب ". وأكد على أن البيان سيبنى على المبادئ الإسلامية، في وقت هدم فيه كل ما له صلة بالإسلام وبقيت الجزائر بدون هوية. و أيّد بن بولعيد، بن مهيدي، وكان الإجماع على بناء الدولة على المبادئ السامية للإسلام، وبيان أول نوفمبر هو الذي جند " الشعب العظيم " للانخراط ودعم الثورة، وأوصلنا للاستقلال وجعل منا أمة. وحمل البيان أيضا إشارة للمبادئ السامية لحقوق الإنسان التي انتهكها المستعمر وسبق للمسلمين أن دعوا إليها، وليس حتى تعلمنا إياها هيئة الأمم المتحدة. وقد قال عمر بن الخطاب في قصته مع عمر بن العاص حاكم مصر " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"
ما هي الصعوبات التي واجهتكم في التحضير لاندلاع الثورة؟
كان نقص السلاح هو العائق الأساسي الذي واجهنا في بداية الثورة، لأن أغلب الأسلحة التي كانت بحوزتنا تقليدية تقتصر على بنادق صيد، و لم يكن من السهل الحصول على أسلحة وذخيرة مثل التي كانت بحوزة جيش المستعمر، ومع اتساع نطاق الثورة و اتجاهها أكثر نحو التنظيم، استطعنا أن نوفر الأسلحة ولو بكميات محدودة عبر الحدود التونسية، وعن طريق الغنائم التي نحصل عليها في الهجمات والكمائن التي كانت تنصب للعدو.
هل كان انعقاد مؤتمر الصومام مقررا فعلا بمنطقة القل؟
فعلا، المؤتمر كان مقررا انعقاده بالقل وتحديدا بمنطقة " حجر المفروش " التي تعتبر أحد مراكز القاعدة الشرقية، كنت أنا مشرفا على قدوم وفد القادة عبر الحدود التونسية كي أرافقهم إلى " حجر المفروش "، و طلبنا من الأشقاء التونسيين أن يقدموا لنا ضمانات بتأمين عملية الدخول دون حدوث أي مشكل، إلا أنهم رفضوا وقالوا لنا لا توجد ضمانات. و هذا ما دفعنا إلى تغيير مكان انعقاد مؤتمر الصومام إلى قرية "إفري" تفاديا لوقوع أي تطورات غير محسوبة.
كيف كانت علاقتكم بجمعية العلماء المسلمين قبل اندلاع الثورة؟
نحن لم نكن راضين على جمعية العلماء المسلمين التي كانت تطالب بالاندماج، وذهب بعض أعضائها مع فرحات عباس إلى فرنسا والتقوا بوزير الداخلية، و لم يحقق اجتماعهم أي مكسب سوى الخزي والعار وتم منحهم مطاريات عند خروجهم حيث كانت الأمطار تتساقط بغزارة، وعادوا إلى الجزائر حاملينها، و جعلت الجميع يسخرون منهم حيث لم يجلبوا للجزائر سوى الخزي والعار.
ما تعليقك على التناقضات الموجودة في مذكرات بعض الشخصيات التاريخية؟
الثورة تخللتها محطات وأحداث، ولكل شخص نظرته لها، مثل حادث المرور كل من شاهده يفسره من زاويته وقناعته، و لا نستطيع أن نعطي جميع الحقائق بتفاصيلها، و مع ذلك نحن مطالبون بسرد الأحداث بمصداقية دون تزييف أو تحريف كي يعرف جيل الاستقلال ما قام به الشعب العظيم لتحرير الوطن من نير الاستعمار. حاوره : حسين دريدح
في عملية سبر للنصر مست 100 شخص من كل الأعمار والمستويات
"مجموعة 22":أسئلة النصر التي أحرجت المستجوبين؟
فضلنا أن نخرج في عدد اليوم عن المألوف ، وعما تعده الصحف ومختلف وسائل الاعلام من ملفات لتخليد الاحتفالات بثورة نوفمبر المجيدة . و ارتأينا أن نجري عملية سبر بسيطة الأسئلة ، عميقة الأبعاد والمغزى . حاولنا أن نستقصي فيها مدى معرفة و إلمام الجزائريين بتاريخ ثورتهم وصناعها . ونرصد ما رسخ في ذاكرتهم . اعتقدنا أننا بتبسيط الأسئلة سنحصل على ردود و إجابات سريعة وفي متناول الجميع . لكن للأسف كانت دهشتنا كبيرة ، وصدمتنا أعظم .
العربي ونوغي
اذ عجز حتى أولئك الذين كنا نعتقد جازمين أنهم من أهل الاختصاص عن الاجابة . طرحنا ثلاثة أسئلة مباشرة على أساتذة جامعيين ومسؤولين في مواقع ومناصب عليا من المسؤولية الادارية والمؤسساتية ، ومنتخبين (بما في ذلك نواب ) .. وإطارات مختلفة الوظائف ، أطباء وصيادلة ، ومقاولين وأساتذة في مختلف أطوار التعليم ، ومعلمين ، وصحافيين ، ونقابيين ، وطلبة جامعيين ، وتلاميذ ثانويين ومتوسطين ، وحتى من التعليم الابتدائي ، ومنتمين لمنظمات جماهيرية مختلفة ، ومناضلي أحزاب ( بما فيها تلك التي تتخذ من نوفمبر مرجعية خطاباتها وحملاتها الانتخابية ...) وأيضا على تجار ومتقاعدين ، ومواطنين من مختلف الشرائح ... بتعبير أشمل وأوسع طرحنا أسئلتنا على جزائريين في قطاعات مختلفة ، بل حتى على بعض المجاهدين أنفسهم ..
الأسئلة الثلاثة ...
حملنا ثلاثة أسئلة مباشرة ، وطرحناها على ما لا يقل عن 100 شخص من مختلف الأعمار ( شيوخ ، نساء ، كهول ، شبان وفتيات ... ) يمثلون درجات متفاوتة في السن والمستوى الاجتماعي والتعليمي والتربوي ... هذه العينة تنحدر مما لا يقل عن 20 ولاية ، غالبيتها من الشرق والوسط الجزائري .
الأسئلة كانت على النحو التالي :
1 - أذكر أكبر عدد ممكن من "مجموعة 22 " التي أعدت بيان فاتح نوفمبر وخططت وفجرت ثورة التحرير ؟
2 - أذكر أسماء الباقين على قيد الحياة من هؤلاء الأبطال ؟ (أطال الله عمرهم ، ورحم شهداءنا الأبرار ) .
3 - متى انعقد أول اجتماع تحضيري للقادة 22 ، لاعداد مخطط انطلاق الثورة؟
من المؤسف في البداية أن أؤكد بأن لا أحد ممن طرحنا عليهم أسئلتنا أجاب اجابة صحيحة ، وذكر أسماء أبطال المجموعة كاملة وصحيحة . أحسن وأفضل المجيبين توقفوا عند ذكر 12 اسما صحيحا من أصل 22 بطلا ! وعدد الاجابات الصحيحة بلغة المصححين كان 32 من أصل 100 مستجوب . وهؤلاء أغلبهم من المجاهدين والباحثين والأساتذة الجامعيين وبعض المعلمين والمناضلين ، و 5 فقط منهم من المواطنين البسطاء.
11 مستجوبا توقفوا عند ذكر 8 أسماء صحيحة من أصل 22 .
17 من مختلف مستويات المستجوبين ، أعطوا 6 أسماء صحيحة من مجموعة 22 .
64 مستجوبا ممن شملهم رصدنا لم يخطئوا في استظهار 4 أسماء صحيحة ، ودون تردد وهي ( زيغود يوسف ومصطفى بن بولعيد وديدوش مراد والعربي بن مهيدي).
58 آخرين ( من مختلف المستويات للأسف) أعطوا إجابات مثيرة للغرابة والدهشة ، تنم عن جهل فادح بتاريخ الثورة ، ومضحكة ، لكنه ضحك كالبكاء . أدرجوا بعض الأسماء ، بالتأكيد هي من المقاومة أومجاهدة عبر مر تاريخنا التحرري ، وهي أيضا أوزان وطنية خالصة ، لكنها لم تكن من مجموعة 22 ... لقد ذكر بعضهم أسماء أبطال آخرين كالأمير عبد القادر وللا فاطمة نسومر وعلي لابوانت وآيت أحمد وبن بلة وبومدين وحسيبة بن بوعلي وفضيلة سعدان وجميلة بوحيرد وياسف سعدي ووزير المجاهدين الحالي وبوتفليقة وزروال وبن جديد وبن باديس ومهري ومفدي زكرياء ...
حول السؤال الثاني ، المتعلق بعدد الباقين على قيد الحياة من " مجموعة 22 " ، تضاربت الاجابات واختلفت ، ولم ترد اجابة واحدة صحيحة من أصل 100 مستجوب !. أفضل الاجابات توقفت عند ثلاثة أسماء . في حين ذكر ما لا يقل عن 65 مستجوبا اسمين صحيحين وهما عمار بن عودة ومحمد مشاطي . آخرون ذكروا أسماء اعتقدوا أنها مازالت على قيد الحياة كبن طوبال مثلا . (الباقون على قيد الحياة أطال الله عمرهم خمسة، وهم : عثمان بلوزداد والزوبير بوعجاج ومحمد مشاطي وعمار بن عودة وعبد القادر لعمودي) .
بشأن السؤال الأخير المتعلق بتاريخ أول اجتماع تحضيري ل " مجموعة 22 " لتحضير بيان أول نوفمبر التحريري ، 34 أجابوا اجابة صحيحة ، واعتذر كثيرون عن تذكر التاريخ بدقة للسن أو بسبب المتاعب اليومية للحياة . في حين خلط 41 ولم يميزوا بين الاجتماع التحضيري لاعداد بيان أول نوفمبر ، وبداية الكفاح المسلح وطنيا في خير ليلة أخرجت للجزائريين أي ليلة أول نوفمبر 1954 المجيدة . يجدر التذكير بأن أول اجتماع تحضيري انعقد في 23 جوان 1954 . أما الاجتماع الثاني المخصص للمصادقة على محتوى نداء أول نوفمبر فتم يوم 24 أكتوبر 1954 .
نشير في الأخير بأن ما يمكن استنتاجه من عملية السبر التي قمنا بها ، أن ترسيخ مرجعيتنا التاريخية في أذهان النشء مهمة ملحة . وأن تراكم ومرور السنوات بات يهدد الذاكرة الجماعية للجزائريين والأمة بأسرها ، بالنسيان والمحو .. لقد حبانا الله بأعظم ثورة في تاريخ البشرية ، ثورة حررت الانسان وعجلت باستقلال الشعوب ، وأعتقت من استعمروا واستعبدوا وعجلت بثوراتهم وانتفاضاتهم لانتزاع حرياتهم .. لقد استلهموا من شجاعة وتضحيات أبطالنا ، ليصنعوا تاريخهم وثوراتهم .. في حين ابتعدنا كثيرا عن وهج والهام ثورتنا فخمدت شعلة التحرر فينا أو تكاد . مؤسف أن نجهل حتى أسماء أبطالنا الذين صنعوا مجدنا وفكوا أغلالنا وحرروا فكرنا ، وعلمونا لغة الكلام في صمت الاستعباد وجبروت الاستدمار .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.