سعداني وحنون يتفقان على طبيعة الرئاسيات المقبلة حنون: لم نتفق على خلق تكتل لدعم مرشح ما لكن الرئاسيات يجب أن تكون جزائرية بامتياز و أن لا تكون محل احتجاج اتفق حزب جبهة التحرير الوطني وحزب العمال على إطار مشترك لمناقشة عدد من القضايا السياسية والاجتماعية الهامة المطروحة اليوم على الساحة الوطنية على رأسها الانتخابات الرئاسية المقبلة والسيادة الوطنية والملفات الاجتماعية والاقتصادية، وأدان الحزبان حادثة الاعتداء على القنصلية الجزائرية في الدار البيضاء، إلا أنهما دعيا إلى التهدئة وعدم إعطاء أي فرصة للقوى الأجنبية للتدخل بين البلدين. استقبل أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني بمقر الحزب الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون في إطار ما اسماه الحوار بين الطبقة السياسية، وخرج اللقاء بالاتفاق على عدد من المسائل. وقالت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون في لقاء صحفي مشترك مع سعداني بعد اللقاء الذي دام ساعة كاملة أن هذا اللقاء أملته الظروف السياسية الراهنة وطنيا وإقليميا ودوليا، وهو ليبس الأول من نوعه، وقد تم التطرق فيه للعديد من القضايا التي تخص مصير البلاد. وأضافت حنون انه من منطلق مسؤولية كل حزب فقد تم الاتفاق بين الحزبين على الدفاع عن السيادة الوطنية وتقوية خاصياتها، ورفض كل أشكال التدخل الأجنبي العسكري والسياسي في الجزائر وفي البلدان الشقيقة. واتفق الآفلان والعمال أيضا حسب المتحدثة على أن تكون الانتخابات الرئاسية المقبلة "جزائرية بامتياز دون أي شكل من أشكال الضغط و التدخل والابتزاز الأجنبي"، وان تتوفر فيها حرية الترشح والاختيار للجميع، وردا عن سؤال حول ما إذا تم الاتفاق بينهما على دعم رئيس الجمهورية لعهدة جديدة أوضحت حنون أن ذلك لم يتم، وان ما اتفق عليه بخصوص الانتخابات الرئاسية هو الإطار المبدئي، من حيث توفير الشروط الضرورية لإجرائها، أما الموقف منها فكل حزب موقفه، موضحة انه لم يتم التطرق إلى مسألة إنشاء جبهة أو تحالف لدعم الرئيس لعهدة جديدة، والمهم بالنسبة للمتحدثة أن لا تكون الانتخابات الرئاسية المقبلة محل احتجاج، أو أن تعطي الفرصة للتدخل والضغط الأجنبي. لكنها أكدت أن لرئيس الجمهورية الحق في الترشح إذا رغب في ذلك، ولا يمكن إقصاء أي كان من الترشح لهذا الموعد، أما بشأن ترشحها هي فقد أوضحت أن ذلك تتخذه هيئات الحزب والمؤتمر على الأبواب، وفيه سيفصل المناضلون في هذا الأمر. وعادت لشروط إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة لتقول أنها غير متوفرة كما ينبغي، وقد اتفقت مع أمين عام الآفلان على ضرورة تطهير الحقل السياسي ومراجعة بعض القوانين التي صدرت عام 2012، مشيرة أن الجزائر دولة فتية وهي بصدد بناء مؤسساتها والنضال سيستمر من اجل ذلك.ودعت المتحدثة التي أخذت القسط الكبير من وقت اللقاء الصحفي إلى ضرورة السعي لإيجاد إطار للأحزاب الفاعلة على الساحة الوطنية في هذا الوقت بالذات لمناقشة القضايا المهمة.وأكد كلا من سعداني وحنون على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية وتطهير العمل السياسي وجعله ايجابيا، والدفاع عن القطاع العام، وتقوية الإنتاج الوطني، وتحسين القدرة الشرائية وتحسين معيشة المواطن. واتفقا أيضا بالنسبة للقضايا الإقليمية والدولية على رفض ما يسمى بالربيع العربي واعتباره فوضى مبرمجة، وعدم السماح بأن يمس استقرار الجزائر تحت أي غطاء، وردا بطريقة غير مباشرة على رئيس حركة مجتمع السلم بأنه لا مجال أبدا للمقارنة بين "نوفمبر الثورة التي حررت الجزائر" وبين فوضى وتدمير ما يسمى "الربيع العربي"، وبالنسبة للتوتر بين الجزائر والمغرب أدان الحزبان حادثة الاعتداء على قنصليتنا في الدار البيضاء، و اتفقا على الدعوة إلى التهدئة وعدم التصعيد، لأن المزيد من التوتر لا يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، ويمكن أن يمنح الفرصة لقوى أجنبية للتدخل. وترك سعداني وحنون المسائل التفصيلية للنقاش وللقاءات أخرى مستقبلا ولم يعلنا صراحة عن أي "تحالف" أو "تكتل" بينهما في المستقبل، بل اعتبرا اللقاء هاديا في إطار الحوار بين الطبقة السياسية، ونشير أن عمار سعداني كان قد استقبل قبل حنون رئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمار غول في إطار نفس المسعى. محمد عدنان