حديث عن تأجيل دورة اللجنة المركزية للآفلان ذكر أعضاء من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني أن الدورة الاستثنائية للجنة المركزية المقررة في السادس عشر من الشهر الجاري مرشحة للتأجيل إلى نهاية الشهر أو الى موعد آخر لعدة عوامل تتعلق أساسا بالصراع القضائي المعلق بين جماعة الأمين العام الحالي عمار سعداني وجماعة عبد الرحمان بلعياط منسق المكتب السياسي سابقا، وكذا لعدم وضوح الرؤية بالنسبة لتشكيلة المكتب السياسي. نقل أعضاء في اللجنة المركزية للآفلان أن الدورة الاستثنائية لهذه الأخيرة التي من المقرر أن تنعقد في 16 نوفمبر الجاري للمصادقة على تشكيلة المكتب السياسي من المرجح جدا أن تؤجل إلى نهاية الشهر والى موعد لاحق، ويبرر هؤلاء التأجيل بالمشاكل الداخلية التي لا يزال الحزب يتخبط فيها خاصة منها الشق القضائي بسبب الصراع المستمر مع جناح عبد الرحمان بلعياط منسق المكتب السياسي سابقا. وتقدم مصادرنا السابقة قراءة مفادها انه لا يمكن لعمار سعداني استدعاء دورة طارئة للجنة المركزية ومجلس الدولة لم يفصل بعد في الدعوى المستعجلة التي رفعها جناح بلعياط في 28 أوت الماضي عشية انعقاد دورة اللجنة المركزية التي زكت سعداني أمينا عاما للحزب، كما أن موقف مجلس الدولة كان واضحا من الصراع داخل الحزب العتيد حيث ألغى طلب عقد دورة اللجنة المركزية في ذلك الوقت، قبل أن يعاود جناح سعداني الذهاب إلى ولاية الجزائر في ظرف قياسي للحصول على رخصة ثانية لعقد الدورة ما دفع بالجناح الآخر إلى الطعن بصفة مستعجلة مرة أخرى لإلغاء الرخصة الثانية واعتبارها غير قانونية بعد قرار مجلس الدولة الأول. وعلى هذا الأساس يتخوف جناح سعداني من تكرار نفس السيناريو في حال تقدم بطلب لعقد الدورة الاستثنائية يوم 16 نوفمبر الجاري، إذ من غير المستبعد جدا أن يتحرك الجناح الآخر مباشرة ويؤدي ذلك إلى الدخول في متاهات قضائية وإدارية حقيقية، وحرب إعلامية بين الإخوة الأعداء لن تكون في صالح الحزب خاصة في الظروف الحالية، وعليه نصح البعض بالتريث بعض الشيء إلى غاية وضوح الرؤية، وبالتالي تأجيل دورة اللجنة المركزية إلى وقت لاحق لعدم الوثوق في درجة التحكم فيها حاليا. وفضلا عن الجانب القضائي هذا هناك أيضا -تقول المصادر السابقة- إشكالية عدم الفصل في تشكيلة المكتب السياسي بصفة نهائية، إذ وجد عمار سعداني بعض الصعوبة في إقناع بعض الموالين له بالتخلي عن طموحهم في الوقت الحالي، مثلما حصل مع أحمد بومهدي الذي كان من اشد أنصار سعداني في صراعه مع بلعياط، و الذي رفض هذا الأخير تعيينه ضمن تشكيلة المكتب السياسي حسب مصادر مطلعة أو طلب منه لجم هذا الطموح، وهو ما أثار غضب بومهدي وخلق مشكلة حقيقية لم تفك إلا بتدخل بعض القيادات التي أقنعت سعداني في آخر المطاف بقبول بومهدي ضمن طاقمه، لكن الحال لم تكن كذلك مع شخصيات وقيادات أخرى طامحة هي الأخرى. وفي هذا الوقت دعا بلعياط وعدد معتبر من أعضاء اللجنة المركزية في بيان لهم أول أمس بعد اجتماع عقدوه بالعاصمة بقية الأعضاء إلى التمرد وعدم الاستجابة لدعوات سعداني الخاصة بعقد دورة اللجنة المركزية، وقال هؤلاء في ذات البيان أن عدد المعارضين لعقد الدورة بلغ 130 عضو حتى الآن.