80 بالمائة من مرضى السكري الذين يعانون من تقرّح الأصابع يتعرضون للبتر أكد أحد الأطباء الأخصائيين في علاج السكري، أن المرض في ارتفاع مستمر بالجزائر، ولكن مضاعفاته هي التي تشكل خطورة على حياة المريض، و التي منها إصابة القدم بالغرغرينا التي تؤدي في 80 بالمائة من الحالات لبتر القدم جزئيا أو كليا وفي حالات أخرى إذا صعبت السيطرة عليها يفقد المريض حياته. أوضح أحد الأطباء المشاركين في الحملة التحسيسية لمرضى السكري التي شهدتها وهران أمس، أن التكفل بمريض السكري الذي تصل حالته لغرغرينا القدم، يكلف الدولة أموالا باهظة لأن الأدوية التي تجلب من بعض المخابر الدولية غالية الثمن وحتى المعدات اللازمة لمنع إنتشار الداء لكامل الجسم تكلف غاليا، ورغم هذا فالمريض يأتي غالبا في وضع متقدم يجعل بتر الرجل أمرا حتميا لإنقاذ حياته، وهذه الفئة تشكل حوالي 80 بالمائة من المرضى، و قال " نسعى لتفادي الوصول لهذا الوضع بالكشف المبكر عن المرض و تحسيس المريض بهذه المخاطر حتى لا يتحول السكري الذي هو مرض يمكن التعايش معه بسهولة، إلى مصدر رئيسي للموت". من جهته، وجه الدكتور بيكارة عبد الحليم مسؤول دار مرضى السكري ورئيس جمعية صوت مرضى السكري، نداء للوزارة الوصية من أجل برمجة مشروع لدار مرضى السكري يعوض الدار الحالية الموجودة في عمارة مما يضاعف معاناة المرضى، و قال في هذا الخصوص، "وهران هي الولاية الوحيدة التي ليس لها دار لمرضى السكري رغم ما تقدمه الدار الحالية من مساعدات لهؤلاء". وأضاف أن إحياء اليوم العالمي لمرضى السكري، كان هذا العام بتنظيم نصف ماراطون بوهران على مسافة 3 كم شارك فيه حوالي 400 مريض من مختلف الشرائح العمرية، وهذا حسب الدكتور بيكارة رسالة لهؤلاء المرضى بأن المشي نصف ساعة يوميا يساعد كثيرا على خفض نسبة السكر في الدم، مشيرا إلى أن الإصابة بالسكري تمس كل الشرائح العمرية حتى الرضيع الذي لا يتجاوز عمره 6 أشهر. وأوضحت السيدة كسيلي حبيبة المكلفة بالاتصال بالمجمع الصيدلاني "فايزر" المنظم الرئيسي للحملة التحسيسية إلى جانب بعض الجمعيات الناشطة في هذا التخصص، أن هذه الحملة التحسيسية التوعوية، ستتواصل عبر عدة مناطق من الوطن، بعد أن انطلقت في منتصف سبتمبر الماضي بالعاصمة، ثم وهران والموعد سيكون في قسنطينة الأسبوع المقبل بساحة "لابراش"، لتنتهي بسطيف يوم 23 نوفمبر الجاري. وتهدف هذه الحملة لتوعية وتحسيس المرضى بصفة خاصة والمواطنين بصفة عامة حول الأخطار والمضاعفات التي تنجم عن السكري، حيث أن الناس يعتقدون أن المرض بسيط ويهملون التكفل والحذر من العواقب التي تكون أسوأ من المرض بحد ذاته. وفي هذا الصدد أكد أحد الأطباء المختصين الذي التقيناه ضمن طاقم الحملة، أن أغلب الوفيات بمرض القلب كان سببها الأول هو السكري، ونفس الأمر بالنسبة لمرضى العجز الكلوي وأخطار الإصابة بالعمى وغيرها من الأخطار، وأضاف أن المريض يعالج فقط على السكري وينسى المضاعفات التي ترافق الحالة، ومن أجل هذا تضمن البرنامج الوقائي التحسيسي تعريف الوافدين على الخيمة الكبيرة التي نصبت قرب واجهة البحر، بمختلف الأعراض التي توحي بمضاعفات للسكري منها الدوران أو الدوخة، السمنة المفرطة، وفقدان الإحساس بالأشياء خاصة أثناء اللمس وغيرها من الأعراض التي جربها المرضى والأصحاء على حد سواء، كما تم في ذات الخيمة الكشف عن المرض عن طريق تحاليل مباشرة وسخر 5 أطباء مختصين لاستقبال المرضى وتقديم لهم فحص وتوجيههم نحو المصالح المختصة بالولاية.