نظم ''فوروم'' المجاهد بالتنسيق مع الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري، وتحت إشراف وزارة الصحة، وبمشاركة وزارة الشؤون الدينية، ملتقى تناول موضوع ''داء السكري وصوم رمضان''، حيث حاول المتدخلون تقديم معطيات حول قداسة شهر الصيام لدى المسلمين الذين يحرصون على تأديته كل عام، غير أن ذلك لا يمر دون تعرض المصابين بالأمراض المزمنة على منوال داء السكري إلى مضاعفات كبيرة تضع حياتهم في خطر. وفي هذا الإطار، فقد تناولت كلمة البروفيسور ميموني المختصة في داء السكري بمستشفى مصطفى باشا، خطر الصوم على المريض الذي يعاني من أمراض مزمنة، حيث أن الصوم يؤدي إلى تغييرات كبيرة في هرمونات الجسم نتيجة تغيير عادات وأوقات الأكل لدى الإنسان، وكذا فترات النوم، ناهيك عن خصوصية مائدة الإفطار، حيث تمثل 84% مما يتناوله الصائم، فيما تبقى النسبة المتبقية 26% في موعد السحور. وعرّجت الدكتورة ميموني للحديث عن الأخطار التي قد تهدد صحة الصائمين من مرضى السكري مثل الحرارة والحاجة إلى الماء، والأمر يتعلق أساسا بالمرضى الذين يعالجون بحقن الأنسولين، وكذا الحوامل والمسنين، حيث يتوجب على المريض تناول الأكل في النهار ودون انتظار موعد آذان المغرب خاصة إذا أحسن المريض بعدم التوازن خلال الأيام الأولى للشهر الفضيل والاتصال مباشرة بالطبيب. أما بالنسبة للمرضى الذين يتناولون الأقراص ويسمح لهم الطبيب بالصيام، فإمكانهم تناول الدواء خلال الأفطار أو موعد السحور مع اتباعه لكل التوجيهات والنصائح التي يقدمها الطبيب. خلصت الدكتورة إلى تصنيف مرضى السكري على درجتين، الأولى يمنع عليهم الصيام تماما، فيما تبقى الدرجة الثانية رهن المراقبة الطبية ومدى تكيفها مع عادات الأكل وتنظيمها خلال الثلاثة أشهر التي تسبق شهر الصيام. التحسيس للتكفل بالمرضى عند تناوله الكلمة، ركز رئيس الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري، على الدور الذي تقوم به باعتبارها همزة وصل بين ما يقوله الأطباء والفتاوى التي صدرت لحد الآن حول هذا الموضوع ''نحن كفيدرالية لا تهمها الأرقام، مع العلم أن 30 % من هذه الفئة غير مؤمنّة اجتماعيا لأن التكفل الحقيقي بهذه الشريحة يمر حتما عبر الحملات التحسيسية، ودورنا يبقى دائما هو السعي للوصول إلى أكثر شريحة ممكنة من مرضى السكري من خلال توعيتهم بضرورة الأخطار في رمضان وعدم التلاعب بصحتها، لأن الله أعطانا رخصة تسمح لمن يعاني من هذا المرض بالأخطار حتى لا نعرض أنفسنا للخطر، مع التقيد دائما باتباع نصائح وتوجيهات الطبيب. وفي هذا الصدد، قدم بوستا أربع ركائز لمرضى السكري للاقتداء بها وتنفيذها، وهي الدواء، الحمية الغذائية، التمارين الرياضية والمتابعة الذاتية، محذرا المرضى الذين يلجأون إلى التداوي بالأعشاب. للمريض رخصة الإفطار يرى ممثل وزارة الشؤون الدينية مرابطين، أن ديننا الحنيف الذي حثنا على الصوم وضع ضوابط واضحة، وقد تجلى ذلك من خلال إعفاء المريض أو المسافر من الصيام ''إذا كان الإنسان يعاني من مرض مزمن فإن الشرع يسمح له بالإفطار، وكذلك الأمر بالنسبة للحوامل والمسنين، لأن الدين الإسلامي منح رخصة مطلقة يتعين على المريض الاقتداء بها، والمريض في هذه الحالة عليه التحلي بالصبر والثقة في الله والعزم والحزم، حتى تتولد لديه ثقافة تسمح له بالتعامل مع مرضه وطبيبه بطريقة موضوعية وإيمانية''. كما تحدث ممثل الوزارة كذلك عن ظروف كل مريض بداء السكري، حيث أشار إلى أن هناك من يستطيع الصيام دون أي خطر، فيما توجد شريحة أخرى لا يمكنها الصيام حتى لا تعرّض نفسها للخطر مثل انخفاض السكر في الجسم مما يتسبب في الإغماء، وفي هذه الحالة فإن الصيام يصبح معصية بل وحرام. التجفيف.. .الأعراض على المريض ترى الدكتورة جميلة ندير ممثلة وزارة الصحة، أن الحملة التي تنظم خلال شهر رمضان تخص كل الأمراض المزمنة، وهي الحملة التي انطلقت منذ سنة 2010 بين وزارتي الصحة والشؤون الدينية من خلال لجنة تضطلع بتشخيص بطاقات داء السكري ''لقد قدمت لحد الآن بطاقات فنية وتكوين مرشدين في كل الولايات، كما صدرت كذلك تعليمة من وزارة الصحة وجهت لرجال الدين للقيام بمبادرات وحملات تحسيسية قبيل شهر رمضان''. جمال ولد عباس وزير الصحة وإصلاح المستشفيات: هناك 3,5 مليون مصاب بالسكري عند تناوله الكلمة خلال فوروم المجاهد، أشار الوزير جمال ولد عباس إلى أن عدد المصابين بداء السكري بلغ 5,3 مصاب على المستوى الوطني، وهو رقم معتبر بالنظر إلى العدد الإجمالي للسكان الذي يبلغ حوالي 37 مليون نسمة، ورغم أن مرض السكري معروف، إلا أن الوزير أعاب على المصابين عدم المداومة على العلاج حيث يتخلى عنه المريض بعد شهرين أو ثلاثة. كما أشار الوزير إلى وجود 2000 وحدة مختصة في مرض السكري مهمتها مصاحبة الأطفال وتوعيتهم في كل المدارس والمؤسسات التعليمية لتفادي التجاوزات التي تؤدي إلى الإصابة بالسكري حتى لا يفقد الإنسان بصره أو رِجله. وعند تشخيصه لمرض السكري، اعتبره من الأمراض التي تصيب الإنسان في صمت، وحاليا هناك أربع مصالح على المستوى الوطني مختصة في معالجة هذا المرض.