محاولات مداهمة للشقق وتخريب متوسطة جديدة شهدت الوحدة الجوارية رقم 14 بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة بداية من عصر يوم الأحد وإلى غاية فجر يوم الاثنين أحداث شغب وأعمال تخريب أجبرت السكان على قضاء ليلة بيضاء مع تسجيل محاولات مداهمة لمنازل. الأحداث تعد حلقة من سلسلة مواجهات يعيش على وقعها سكان الوحدة الجوارية رقم 14 منذ ستة أشهر وقد أصبحت تحدث بشكل يومي تقريبا منذ ليلة عيد الأضحى، حيث قال لنا السكان أن نفس السيناريو يتكرر كل مساء بسلوكات استفزازية بين الطرفين تتطور إلى مناوشات ثم يتطور الأمر إلى رشق بالحجارة ومطاردات بين مجموعات من المرحلين من حي فج الريح وأخرى من حي وادي الحد في عمليات استعراضية الهدف منها، كما عبر لنا مواطنون، هو استعراض القوى وإحكام السيطرة على الوحدة التي يقتسمون عماراتها، وهو وضع جعل السكان يعيشون تحت ضغط نفسي كبير وهاجس حدوث إنزلاقات قد يصعب التحكم فيها. المواجهات بدأت، حسب شهادات سكان، عصرا ثم هدأت قليلا لتتجدد بعد صلاة العشاء بشكل أعنف بمداهمة مراهقين مدججين بالسيوف وزجاجات حارقة للجزء الخاص بسكان وادي الحد ورشق النوافذ بالحجارة مع القيام بمحاولات لاقتحام سكنات قال لنا السكان أنهم قد منعوا حدوثها بالوقوف بالمرصاد للمعتدين. وقد اختلفت الرواية التي قدمها لنا سكان فج الريح بالتأكيد على أنهم هم من يتعرضون لأفعال استفزازية، مع اعتراف الطرفين بأن المحرك هم مراهقون وأحيانا تكون الأسباب تافهة ومفتعلة، لكن ووفق ما لمسناه من التصريحات، فإن الوحدة الجوارية تشهد حرب زعامة وهمية مبنية على ثقافة أن كل حي هو الأحسن والأكثر رجولة وشجاعة. وأفاد مسنون بالحي أن محاولات لم الشمل باءت بالفشل لأن أولياء الشباب لم يندمجوا كما يجب في المسعى ويعيشون على أفكار خاطئة زادت الطينة بلة، بينما أشارت جهات أمنية أن هناك تواطؤ من سكان يساعدون الفاعلين في كل مرة على الاختباء وأن الأمر يتعلق بمسبوقين على رأس عصابتين في كل مرة يحركون الأحداث ويحدثون الشغب، وما يصعب في مهمة التدخل هي تداخل المعتدين مع السكان بشكل لا يسمح بتوقيف المحركين الحقيقيين. الأحداث تواصلت حتى الثالثة فجرا وقد حولت الوحدة الجوارية إلى ساحة معركة بالحجارة حيث لاحظنا كميات كبيرة مرمية في كل شبر من الحي، كما لاحظنا تحطم زجاج نوافذ الكثير من الشقق حتى الواقعة منها بالطوابق العليا وهو أمر أكده سكان أشاروا أن الرشق تواصل لساعات وبشكل عنيف خلف حالة رعب في أوساط النساء والأطفال، ما جعلهم يعيشون على وقع ليلة بيضاء شهدت في جزئها الأخير مداهمة لمتوسطة دشنت منذ أقل من شهرين تم رشقها بالحجارة وتحطيم الزجاج المكون لواجهتها مع اقتحام الأقسام، وقد تعرض الحارس إلى الاعتداء وسجل خمسة جرحى أثناء الرشق منهم أعوان أمن. وقد توقفت الدراسة بالمتوسطة نهار أمس بسبب ما لحقها من تخريب حيث وقفنا على عمليات رفع للحجارة والزجاج المتناثر في كل مكان، وأفاد الحارس أنه فوجئ بأسراب بشرية قامت بالاعتداء عليه ما أدى إلى إصابته بجروح على مستوى الوجه، بينما عبر أولياء تلاميذ عن تذمرهم لما يحدث من اضطرابات وحذروا من تطورات خطيرة في حال استمرار مسلسل المواجهات مطالبين بتعزيز الأمن، بينما يرى آخرون أن الأمر مرتبط بجهد داخلي لخلق ثقافة تعايش داخل الفضاء الواحد بسبب نفور غير مبرر قسم الوحدة الجوارية إلى ما يشبه المعسكرين المتناحرين. مصدر أمني أشار أن الوحدة تعرف تعزيزات أمنية منذ العيد وما تعيشه هو عبارة عن انتقال للعنف من الأحياء الأصلية للسكان إلى حيز جغرافي يتنازعه مراهقون. وقد سبق لمصالح الأمن وأن أوقفت خلال عيد الأضحى خمسة أشخاص تمت محاكمتهم وتم الأسبوع الماضي توقيف أربعة مراهقين لكن يبقى الحل في خلق أجواء تعايش حقيقية ورفع الحساسيات حتى وإن كانت محاولات سابقة لعدد من الأئمة قد باءت بالفشل.