أحزاب و شخصيات تؤسس جبهة معارضة و تطالب بتأجيل تعديل الدستور و ضمان نزاهة الرئاسيات أعلن قادة أحزاب سياسية وشخصيات وطنية، رفضهم تعديل الدستور قبل الانتخابات الرئاسية، لعدم توفر الشروط والظروف الملائمة لتعديل توافقي، كما طالبوا في بيان صدر أمس تضمن توقيع قادة 15 حزبا سياسيا وأربع شخصيات وطنية، تشكيل لجنة وطنية مستقلة عن السلطة للإشراف على تحضير وتنظيم الانتخابات الرئاسية في كل مراحلها القانونية، بسبب الشكوك حول نزاهة الموعد الانتخابي المقبل. وحضر من الشخصيات السياسية المعارضة المرشح للانتخابات الرئاسية رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور وكل من أحمد عظيمي وأرزقي فراد كما وقع الوزير السابق عبد العزيز رحابي على البيان. وشارك في الندوة حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الأرسيدي) بصفة ملاحظ. وقال رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش خلال ندوة صحفية عقدها أمس، بان الأحزاب والشخصيات الوطنية التي شكلت مجموعة ال14 والتي توسعت لتضم 19 حزبا وشخصيات وطنية، لم تطالب "بمنع الرئيس بوتفليقة من الترشح ولم تطرح هذا الخيار"، موضحا بان موقف الأحزاب كان ضد العهدة الرابعة للرئيس، التي تعنى إغلاق اللعبة الانتخابية وإعادة انتخاب الرئيس بوتفليقة لولاية جديدة. وأكد بن بعيبش، دعوة المجموعة لتأجيل التعديل الدستوري، والذي "لا يشكل عائقا أمام أي مترشح ولا يشكل خطرا على المسار السياسي والاقتصادي للبلاد"، مشيرا بان الأحزاب المشتركة في البيان الصادر أمس، جددت مطلبها بتشكيل لجنة وطنية مستقلة لمراقبة الانتخابات، تتولى إدارة العملية، مضيفا بان الضمانات التي منحتها الدولة غير كفيلة بتبديد المخاوف والشكوك التي تراودهم بالنظر للتجارب السابقة، ودعا لتمكين اللجنة من مراجعة قوائم الناخبين. وقال رئيس الفجر الجديد، أن المبادرة مفتوحة لكل الأحزاب والمترشحين والشخصيات الوطنية الفاعلة, الهدف منها هو إيجاد قواعد وآليات ديمقراطية تضمن نزاهة الانتخابات الرئاسية القادمة، ونفى وجود أي اتصال مع جبهة القوى الاشتراكية، وقال بان قيادة الحزب تفضل التريث ومراقبة التطورات السياسية قبل اتخاذ القرار، ولم يستبعد ربط اتصال مع "الأفافاس" وباقي التشكيلات السياسية الأخرى مستقبلا. وبخصوص غياب علي بن فليس الاجتماع، رد بن بعيبش قائلا "لا دخل لبن فليس في المبادرة"، وقال بأن دعوة الحضور لم توجه لبن فليس، كونه لم يعلن ترشحه. واضاف قائلا "عندما يعلن ترشح سنوجه له الدعوة". ونفى بن بعيبش، وجود أي قرار لأحزاب المعارضة لدعم مرشح باسم المعارضة، مؤكدا بان هذا "الأمر لم يطرح للنقاش"، كما رفض الحديث عن "حرب زعامات" بين بعض قادة الأحزاب السياسية داخل المجموعة، كما رد على انتقادات بخصوص عدم تمكن المجموعة من توحيد صفوفها لفرض صوتها، وقال "نحن نناضل وفي بعض الأحيان تجاوزنا الخطوط الحمراء ولو تحركت الداخلية لنزعت منا الاعتماد"، رافضا فكرة الخروج إلى الشارع، وقال "نحن أحزاب سياسية ولسنا ميليشيات ولا يمكننا أن نتجاوز دورنا السياسي". من جانبه، أكد رئيس الحكومة سابقا والمرشح للرئاسيات احمد بن بيتور، بان دخول شخصيات من الوزن الثقيل، المعترك الانتخابي، من شانه التقليل من حجم التزوير المحتمل في الرئاسيات، وتحدث مطولا عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي بدأت تلوح في الأفق بسبب تراجع مداخيل النفط، وقال بان السياسة المتبعة حاليا تتطلب تحقيق مداخيل بسعر برميل يعادل 190 دولار، وهو أمر استبعده المتحدث، الذي استدل بتصريحات وزير المالية الذي أعلن مؤخرا عن تراجع المداخيل بنسبة 10 بالمائة. ودعت الأحزاب في بيانها، إلى تجاوز الخلافات والحساسيات السياسية، والعمل على إيجاد قوائم مشتركة لتفادي كل ما يضر بوحدة الصف، واعتبرت بان الوضع الداخلي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، ومؤشراته توحي بضبابية المستقبل، واعتبرت بان الموعد المتمثل في الانتخابات الرئاسية المقبلة يشكل فرصة هامة لا يجب تضييعها. وقال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري أن " اللقاء بين ممثلي مجموعة السيادة والذاكرة بالإضافة إلى أحزاب أخرى منها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وحزب الجيل الجديد وأحزاب أخرى كثيرة وأحمد بن بيتور وأرزقي فراد ممثلا لأصحاب المبادرة التي قدمها مع رحابي وعظيمي، جد مهم ويعتبر فاتحة خير لتشكيل جبهة سياسية موسعة بغرض التغيير والإصلاح السياسي". وأضاف مقري "سيعمل الجميع على ثبات واستمرار هذه الجبهة في اتخاذ مواقف مشتركة في الانتخابات الرئاسية ومواصلة المقاومة السياسية بعد الانتخابات، إذا استمر الحال على ما هو عليه".