سلال يدعو المستثمرين إلى عدم الاستسلام لديكتاتورية البيروقراطية دعا أمس الوزير الأول عبد المالك سلال المستثمرين الخواص للمشاركة في الأنشطة الاستثمارية ذات الصلة بمجالات الفلاحة والسياحة بما يسمح بتنمية الاقتصاد الوطني وحثهم على عدم الاستسلام أمام ما أسماها " ديكتاتورية البيروقراطية ''، مؤكدا عزم الحكومة مرافقتهم من أجل تحقيق اقتصاد وطني منتج و مصدر. وأكد سلال خلال لقائه بالمستثمرين المحليين بالوادي في القرية السياحية التابعة لمستثمر خاص على ضرورة مساهمة المستثمرين الخواص في ترقية الإنتاج الوطني والتصدير المتنوع بدلا أن يبقى معتمدا فقط على المحروقات، وقال أنه "من غير الممكن الاستمرار" في الاعتماد على مداخيل البترول و الغاز''، مضيفا أن الدولة تضطلع اليوم بدور آخر يتمثل في "ضبط السوق و مرافقة المستثمرين الوطنيين من أجل خلق إقتصاد وطني منتج و مصدر". كما شدد على أنه "لا يمكن الحديث عن دولة حقيقية إذا لم تمتلك قاعدة صناعية قوية تمكنها من اكتساح الأسواق الخارجية" و هو ما يشكل كما أضاف، '' صلب مفهوم العولمة''.و جدد في هذا الصدد تأكيده بأن الدولة تحدوها "إرادة قوية" للمرور إلى هذه المرحلة بحيث "لا يوجد هناك حل آخر لخلق الثروة لتحقيق الإنتاجية".من جهة أخرى أعلن سلال عن تخصيص برنامج تكميلي بقيمة 24,549 مليار دينار ( 2454,9 مليار سنتيم) ويوجه هذا البرنامج التكميلي حسب وثيقة لمصالح الوزارة الأولى وزعت على الصحافة خلال لقاء سلال مع السلطات المحلية وممثلي المجتمع المدني لتمويل، العديد من العمليات التنموية في مختلف القطاعات. وكان الوزير الاول قد استهل زيارته إلى ولاية وادي سوف بتدشين المحطة البرية الجديدة لنقل المسافرين. وفي بلدية قمار الواقعة على مسافة 14 كلم من عاصمة الولاية عاين الوزير الأول وحدة لتوضيب ومعالجة التمور التابعة لمركب "المستقبل" للخدمات الفلاحية التابع لأحد الخواص وهي الوحدة التي تتربع على مساحة 525 متر مربع وتوفر 120 منصب شغل دائم و70 منصب عمل موسمي وتصل قدراتها إلى 5 طن يوميا من التمور، والتي أدمجت ضمن مركب " المستقبل" للخدمات الفلاحية الذي أنشئ في 2010 الذي ينشط في مجالات تخرين المنتوجات الفلاحية ويتوفر على معصرة زيت الزيتون. وبذات الموقع قدمت للوزير الأول عروض حول وضعية قطاعي الفلاحة والغابات وبرامج التنمية الريفية لسنتي 2000 - 2013 وعرض حول وضعية قطاع الموارد المائية والعمليات الكبرى المقررة في اطار مكافحة ظاهرة صعود المياه.كما قدمت شروح للوزير الأول حول مشروع نموذجي للديوان الوطني للسقي وصرف المياه حول استعمال طريقة استغلال الطاقة الحرارية الباطنية في الزراعات البلاستيكية المتعددة الوحدات، وهذا قبل ان يشرف سلال على حفل رمزي تم خلاله توزيع 15 عقد امتياز لفائدة شباب من أصل 370 شابا معنيا بهذه العملية كمرحلة أولى في انتظار استكمال دراسة باقي الملفات، وقد استغل سلال هذه المناسبة للتأكيد على أهمية التكوين من أجل تطوير قطاع الفلاحة بهذه المنطقة. زيارة الوزير الأول إلى ولاية الوادي قادته أيضا لمعاينة وحدة متخصصة في صناعة الحديد المستخدم في أشغال البناء تقع ببلدية كوينين على مسافة 5 كلم من مقر الولاية.وتقوم هذه الوحدة التي تم إنشاؤها سنة 2009 في إطار شراكة جزائرية - تركية بإنتاج الشبكة الحديدية الخاصة بالخرسانة الإسمنتية والمسامير و المربعات الحديدية الخاصة بأعمدة الأساسات والسياج الحديدي وسلك الربط. وفي معرض رده على بعض الانشغالات التي طرحها المرقي والتي تخص التصدير أشار السيد سلال إلى مشروع لتوسيع معبر "الطالب العربي" الحدودي بهدف تطوير وتسهيل العمليات التجارية والتصدير.أما في عاصمة الولاية الوادي فدشن الوزير الأول المستشفى المختص في علاج أمراض العيون الذي أنجز في إطار التعاون الجزائري-الكوبي بطاقة استقبال تقدر ب 40 سريرا. ويتوفر هذا المستشفى على عديد الأجنحة تخص العلاج بالأشعة والعمليات الجراحية والفحص والاستعجالات بالإضافة إلى مخبر ومكتب للاستعلامات وجناح للتكوين حسب البطاقة التقنية للمشروع. ويضمن المستشفى المختص في أمراض العيون يوميا ما بين 300 إلى 500 فحص طبي وما بين 30 إلى 40 عملية جراحية يوميا. وحسب توضيحات مسؤولي قطاع الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لولاية الوادي فمن المنتظر أن يتدعم هذا المستشفى قريبا، بفريق طبي كوبي يتكون من 84 طبيبا حسب. وبالمناسبة استمع الوزير الأول إلى عرض حول قطاع الصحة والسكان تضمن بعض الإنشغالات من بينها نقص في جانب التأطير الطبي سيما ما تعلق بالأخصائيين وكذا قدم الهياكل الصحية سيما منها المستشفيات، وفي معرض رده على هذه الإنشغالات أمر الوزير الأول بالتعجيل في إنشاء ملحقة للشبه الطبي لتدارك العجز المسجل في هذا المجال داعيا القائمين على القطاع الى ضرورة تسجيل احتياجات الولاية في مجال التأطير الطبي واقتراح مشاريع لمنشآت صحية جديدة. سلال يتفقد بالوادي مشروع إنجاز مركب سياحي وفي آخر محطة في زيارته إلى ولاية الوادي قبل عقده جلسة العمل الموسعة للمنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني، تفقد الوزير الأول بعض الهياكل المنجزة بورشات مشروع إنجاز اقرية السياحية الصحراوية "الغزال الذهبي" التي تنجز في إطار الإستثمار الخاص . ويتوفر هذا الهيكل السياحي على العديد من المنشآت من بينها فندق يتوفر على 87 غرفة و72 بنغالو و 51 خيمة مجهزة بأحدث التجهيزات و14 سكنا ومساحة لرياضة "الغولف" بها 18 حفرة بمساحة 100 هكتار بالإضافة إلى حمام سونا ومتحف وعدد من المسابح والمطاعم حسب البطاقة التقنية للمشروع .وبذات الموقع التقى الوزير الأول مع عدد من المستثمرين المحليين الذين طرحوا أمامه بعض الإنشغالات ذات الصلة بتوفر العقار الصناعي وأخرى تتعلق بالمرافقة ضمن مختلف الآليات التي أقرتها السلطات العمومية بخصوص ترقية ودعم الإستثمار. ع.أسابع الوزير الأول من الوادي الجزائر لا تريد خلق المشاكل لجيرانها وكل من يمسها يعرف ما ينتظره أكد أمس الوزير الأول عبد المالك سلال بأن الجزائر لا تريد خلق مشاكل لأي بلد من البلدان المجاورة إطلاقا وقال أنه على العكس من ذلك فإنها تحرص على الوقوف مع جيرانها باعتبار أن في أمن البلدان الجارة ضمان لأمن الجزائر وفي استقرارها ضمان لازدهارها، محذرا بالمناسبة من المساس بالجزائر. وقال السيد سلال خلال إشرافه على جلسة عمل موسعة للمنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني لولاية الوادي في ختام زيارته لهذه الولاية بأن الاستقرار يعد الانشغال الأول للجزائر التي لاتريد خلق مشاكل لأي بلد، مشيرا إلى سنوات المأساة الوطنية التي عاشت البلاد خلالها مرارة الارهاب وتبعاته التي مست استقرارها وما انجر عن ذلك من فاتورة باهظة للفتنة والفرقة وأضاف بتعبير دارج في تحذيره لمن يريد المساس بالجزائر '' من يمسنا يعرف سابعه''. وأضاف الوزير الأول بأن علاقة الجزائر مع جيرانها تحكمها سياسية واضحة وعقيدة منبثقة من مبادئ ثورة نوفمبر وترتكز على عدم التدخل في الشأن الداخلي لجيرانها، مضيفا '' إن وقوف الجزائر مع جيرانها نابع من ايمانها بأن أمنهم هو أمنها واستقرارهم هو خير ضمان لازدهارها. من جهة أخرى أكد سلال على أهمية الاستقرار في مسار التطور، مبرزا بأن التوجه الحالي للبلاد يسعى إلى ضمان الامن الغذائي من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء إلى غاية الوصول إلى اقتحام المنتوج الوطني للأسواق الخارجية. كما أكد في نفس الصدد حرص الدولة على تنويع اقتصاد البلاد من خلال إعادة بعث القاعدة الصناعية في البلاد وتطويرها والوصول في ذلك إلى ترقية علامة '' صنع بالجزائر'' التي قال بأنها يجب أن تكون في المستقبل بديلا لضعف النوعية والجودة وعدم القدرة على المنافسة. كما ألح سلال في المقام الثالث على ضرورة تطوير قطاع السياحة سيما في ولايات الجنوب، معربا بالمناسبة عن التزام السلطات العمومية لتشجيع كل أرباب العمل والمستثمرين الشباب على التوجه للاستثمار في السياحة، وقال أنه سيطلب من وزير التعليم العالي فتح كلية بالوادي في الجانب الثقافي السياحي لارتباط القطاعين الأخيرين ببعضهما البعض في الجذب السياحي. ولم يتردد الوزير الأول في إبداء تفاؤله بمستقبل مزدهر للبلاد في ظل الاستقرار الذي تنعم به وأعطى أمثلة على ما تم تحقيقه خلال السنوات العشر الأخيرة من خلال إبراز بعض المؤشرات التي قال أنها تترجم تحسن مستوى معيشة المواطن الجزائري. واشار في هذا الصدد إلى ارتفاع استهلاك الكهرباء وكذا استهلاك المواد الطاقوية ذات صلة بالبترول بنسبة 40 بالمائة وهو ما يعادل كما قال مستوى استهلاك المواطن الاسباني ويفوق ثلاث مرات استهلاك المواطن المغربي، وقال أن الأمر نفسه قد تحقق فيما يتعلق باستهلاك البنزين الذي تضاعف حسبه خلال السنوات العشر الأخيرة بثلاث مرات واستهلاك الغاز الذي تضاعف مرتين في خلال سنتين. وبعد أن أكد مجددا حرص الدولة على التوجه أكثر نحو دعم النشاطات الخلاقة للثروة ولسياسة تشغيل الشباب، حرص الوزير الأول على الرد مرة أخرى على منتقديه بالتأكيد بأن خرجاته الميدانية للولايات والميزانية التي تمنح لهذه الولايات تندرج ضمن المخططات التكميلية ولا تدخل أبدا في '' حملة انتخابية مسبقة''.