يعاني سكان بلدية بئر العاتر ولاية تبسة بعد التغيرات المناخية التي سجلت خلالها درجات الحرارة أدنى مستوياتها من نقص حاد في التزود بقارورات غاز البوتان التي وصلت إلى حد الندرة وباتت تأخذ بخناقهم ، في ظل تزايد الطلب على هذه المادة الحيوية ، جراء تدني درجات الحرارة من جهة وتفاقم ظاهرة تهريب هذه المادة إلى القطر المجاور ، وهو ما انعكس على أسعارها التي فاقت الضعف للقارورة الواحدة. وتعرف نقاط توزيع قارورات الغاز بالمدينة طوابير لا متناهية للمواطنين للظفر بقارورة غاز وسط حالة من الفوضى التي تتحول أحيانا إلى ملاسنات ثم تتطور إلى عراك بالأيدي مما دفع بموزعي قارورات الغاز إلى الاستنجاد بالشرطة لتنظيم عملية التوزيع ، كل ذلك راجع إلى كون الكميات التي تصل البلدية لا تفي بالحاجة أمام تزايد الطلب الذي لم يعد يغطي احتياجات سكان المدينة والقرى والمداشر ، ناهيك عن اتساع رقعة تهريب هذه المادة التي دخلت هي الأخرى أجندة المهربين أين يقوم المهربون بتحويل أكبر عدد ممكن من القارورات إلى المناطق التونسية بالشريط الحدودي، ويؤكد عدد من المواطنين ل " النصر " أن أزمة الغاز دفعت بهم إلى شد الرحال والتنقل من مكان إلى آخر وقطع مسافات بعيدة بحثا عن قارورات الغاز التي لم يعد بإمكانهم الاستغناء عنها ، في انتظار انفراج الأزمة التي تلقي بظلالها القاتمة على المواطنين وأثارت استياءهم وتذمرهم للمعاناة التي يكابدونها مع قدوم كل فصل شتاء ، متأسفين في الوقت نفسه لاستغلال بعض الأشخاص هذه الأزمة الخانقة التي لم تتبدد منذ عقود للجوئهم إلى بيع قارورات الغاز في السوق السوداء بأسعار مضاعفة لا يستطيع الكثير من المواطنين من ذوي الدخل المحدود والبطالين القدرة على شرائها ، وقد أرجع البعض هذه الأزمة لتأخر عمليات تزويد عدد من الأحياء السكنية بالغاز الطبيعي سيما الجديدة منها التي تم توزيعها على مستحقيها دون تزويدها بالغاز، فضلا على الأحياء الفوضوية التي تتناسل يوميا بشكل غريب وتقطنها أعداد كبيرة من المواطنين، في حين أشارت مصالح الطاقة والمناجم بالولاية تؤكد على توفر قارورات غاز البوتان بالكميات المطلوبة ، وأن عملية تزويد محطات الخدمات والموزعين الخواص تجري بانتظام، وبغرض القضاء على الأزمة أو التقليل على الأقل من تداعياتها على المواطنين ،فقد خصصت مؤسسة «نفطال» فرقتين لمضاعفة الإنتاج وضمان تموين كاف لزبائنها، بحيث قدر الإنتاج اليومي الموجه للمواطنين القاطنين بالمناطق الريفية وغير المستفيدين من هذه المادة أو غاز المدينة بأكثر من 6 آلاف قارورة من غاز البوتان يوميا، واضعة في الحسبان ارتفاع الطلب على هذه المادة الحيوية خصوصا خلال فصلي الشتاء والخريف وبدرجات أقل خلال باقي أيام السنة،وهي الفترة التي تعرف طلبا متزايدا على هذه المادة. ويبدو أن مشاريع غاز المدينة ووصولها إلى أغلب بلديات الولاية لم يساهم في خفض الطلب على قارورات غاز البوتان والقضاء على الطوابير التي تتشكل بين مناسبة وأخرى،ويتوقع أن تنخفض طلبات المواطنين في حال تعميم مشاريع غاز المدينة إلى البلديات ال 28 بالولاية.