كشف مؤخرا تقرير صادر عن سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية الخاص بمشتركي الهاتف النقال، لمختلف المتعاملين في هذا المجال بالجزائر، أن عدد الشرائح المجهولة التي لم يتم تعطيلها قد وصل إلى 600 مائة ألف شريحة مجهولة وأوضح التقرير أن هذه الوضعية هي نتيجة لعدم جدية المتعاملين في هذا المجال بمراقبة الموزعين ونقاط البيع الفرعية دون الكشف عن متعاملي الهاتف النقال الذين لم يتمكنوا من جرد وتعطيل شرائح المجهولة والتي تبقى غير مسجلة بأسماء شخصيات طبيعية أو معنوية يمكن الرجوع إليها لتحميلها المسؤولية القانونية في حالة حدوث أية مخالفة للقانون أو استغلالها بطرق غير مشروعة، ويرتقب من جهة أخرى أن يتضّمن تقرير المراقبة المقرر تسليمه لوزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال أيضا وجود بيانات وهمية لعدد كبير من مشتركي الهاتف النقال، بسبب بيعها من دون استلام وثائق الهوية ما يمكن من استعمالها من طرف المجرمين والعناصر الإرهابية.وللإشارة فإن سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية كانت قد قامت سنة 2008 بإخطار مختلف متعاملي الهاتف النقال في الجزائر بضرورة جرد جميع الشرائح المجهولة والعمل على تعطيلها لأسباب اقتصادية وأخرى أمنية، وذلك في ظل الاعتقاد بأن خروج الكثير من شرائح الهاتف النقال عن سيطرة متعاملي الهاتف النقال يعود أساسا إلى تلاعب بعض الموزعين ونقاط البيع عبر الوطن وهو ما يجعل مهمة مراقبتها صعبة للغاية، بالإضافة إلى قيام بعضهم ببيع الشرائح المعنية دون الحصول على إثباتات لهوية المشتركين لأسباب ترجع لرغبة هؤلاء الجامحة في الربح السريع بدل إتباع الإجراءات المتعارف عليها في هذا المجال.وكانت سلطة الضبط قد اتخذت هذا القرار خوفا من استعمال الشرائح المجهولة في العمليات الإرهابية، وقد أعلنت وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في نهاية ديسمبر من السنة الماضية أنه تم إحصاء 30 مليون مشترك في شبكة الهاتف النقال في الجزائر والتي تضم المتعاملين الثلاثة، وهو ما يمثل زيادة ب12.64 بالمائة مقارنة بسنة 2008، في حين بلغ عدد مشتركي شبكة الهاتف الثابت 3.76 مليون مشترك في ذات الفترة