قردة الماغو تمنحك تأشيرة المرور للاستمتاع بالمناظر الخلابة بمنطقة الحمدانية كم هو جميل أن تتفتح عيناك على فضاء يحفه الاخضرار وتتدفق منه المياه العذبة من مرتفعات شاهقة وينجذب أنفك و بطنك إلى رائحة الشواء في الوقت الذي تمنعك القردة من المرور حتى تسد رمقها بقطعة خبز أو موزة . تنعت "الحمدانية" التابعة إقليميا لولاية المدية لدى عابري الطريق الوطني رقم واحد بالجبال السويسرية نظرا لسلسلة الجبال الشاهقة التي تميزها ومساحات هامشية خضراء تجعلك تتوقف بدون شعور للاستمتاع بجريان المياه عبر واد فسيح من شلالات صغيرة تنساق مياهها بانسياب. وأنت في طريقك إلى المكان المذكور الذي يعج بحركة السياح، يستوقفك في الطريق العمومي الذي يبعد عن العاصمة بنحو 55 كلم ،عدد كبير من القردة بالمكان المسمى عنصر القردة، حيث تجبرك على سد رمقها بقطعة خبز أو موز كتأشيرة للمرور و هي قلّما تعتدي على المارة ما داموا كلهم يندفعون لإرضائها و الاستمتاع بصحبتها لدقائق معدودة. يستمد منبع القردة تسميته وفق أحد المرشدين من ثنائية لفظية مركبة، هي المنبع والقردة، ويمثل اللفظ الأول المنبع المائي المتدفق من أعالي الجبل والثاني قردة الماغو المحمية عالميا. ونحن نتابع المسير تراءت لنا أعداد من القردة من مختلف الأحجام عالقة بالشباك المعدني الذي وضع خصيصا لحماية الطريق من الانجراف وتساقط الحجارة إلى جانب فضاء يحفه الإخضرار وتتدفق منه المياه العذبة من مرتفعات شاهقة، كما ينجذب بطنك إلى رائحة الشواء، بسبب تواجد عدد معتبر من المحلات التجارية بالمنطقة . بعض التجار شيّدوا مطاعم كبيرة لاستقبال الزوار الكثيرين الذين يتهافتون على المنطقة، خصوصا في الفترة الشتوية التي تتميز ببرودة الطقس وتشكل الضباب الكثيف على قمم الجبال ، وقد تضاعف عددها حسب الشاب مراد 26 سنة يعمل كحارس حظيرة السيارات ، بالقرب من أحد محلات الشواء بعد الهدوء واستتباب الأمن بالمنطقة حيث لا تكاد -يضيف - أن تجد مكانا لركن سيارتك أو تناول وجبة غذاء أيام العطل الشتوية. ويتميز شواء محلات الحمدانية بنوعية اللحم الجيدة ، حيث تجد أصحاب المطاعم يتنافسون لطهي أجود أنواع لحم الخروف، بغية استقطاب المزيد من الزبائن و في السرعة في تلبية الطلبات بما طاب من مأكولات يحتفظ أصحابها بسر إعدادها . تتوفر منطقة الحمدانية على منتجع سياحي يعود تاريخه إلى ثلاثينات القرن الماضي، شهد مع مرور السنوات عدة انجازات منها مطاعم ومرافق للتسلية و الإيواء وساحة كبيرة بها حوالي 27 محلا صنعت من الخشب الأحمر لعرض مختلف الصناعات و الحلي التقليدية وفضاء مخصصا للتعريف بالمنطقة وما تزخر به من نباتات وحيوانات يشرف عليه أعوان من محافظة الغابات، حيث تجد العديد من الطيور و الحيوانات المحنطة و الخرائط والمجلات الحائطية تدلك على سحر وروعة المكان .