المجاهد لخضر عيساوي "موسطاش" في ذمة الله شيعت يوم أمس جنازة المجاهد لخضر عيساوي، بمقبرة العاشرة في بلدية مجانة ببرج بوعريريج، بعدما انتهت رحلة صراعه مع المرض باستسلام روحه إلى بارئها، حيث وافته المنية بمنزله الكائن ببلدية وادي صياد عن عمر ناهز 95 سنة . الفقيد التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1956، أين بدأ مسبلا إلى جانب رفقاء الكفاح لإيصال المؤونة و الدواء للثوار بمنطقة تاخروبت و وادي مزيطة، ليرقى بعدها إلى قائد للفدائيين من منطقة مريسان إلى الدار البيضاء ببرج بوعريريج، قبل أن يتم اعتقاله من طرف قوات العدو بتاريخ 22 ديسمبر سنة 1959، و الزج به في سجن قصر الطير بسطيف ليحول بعدها إلى سجن الحراش بالجزائر العاصمة أين أطلق سراحه قبل شهرين من الإستقلال . و يحتفظ سكان الولاية و من حضروا الجنازة بشهادات الإعتراف لكفاح هذا الرجل المدعو «موسطاش» إبان الثورة التحريرية، و كذا خلال العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر، أين كان في الصفوف الأولى لمحاربة الإرهاب سنوات التسعينات، و دفع مقابل إستماتته و دفاعه عن الوطن حينها الإصابة برصاصة غادرة على مستوى الفخذ في اشتباك مسلح مع الجماعات الإرهابية، ليترك الفقيد بصماته فيما بعد بمساهمته في إنجاح سياسة المصالحة و الوئام المدني، حيث استسلم على يده ما لا يقل عن ثلاثة إرهابيين أحدهما كان ضمن جماعة مسلحة ببراقي في العاصمة . و قد سبق للفقيد أن أدلى بشهادته عن الثورة التحريرية لجريدة النصر، في ذكرى الفاتح من نوفمبر الفارط (2013 )، و تطرق حينها إلى المجزرة التي ارتكبتها قوات العدو الفرنسي بقرية أولاد سيدي أعمر ضد المدنيين العزل، في حادثة الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها 47 شهيدا في يوم واحد، بعدما أذاقت قوات العدو سكان المنطقة أبشع صور التعذيب و التنكيل و القتل . ع / بوعبدالله