خبراء يدرسون فرضيتي عدم استقرار الكتلة الجبلية وتأثير بركان خامد قام أمس خبراء جيولوجيون و مهندسون في قطاع المناجم بمعية مهندسي المجمع الياباني "كوجال" القائم بتنفيذ أشغال الجزء الشرقي من الطريق السيار شرق غرب بوضع علامات على طريق البحيرات بجبل الوحش لمعرفة مدى توقف حركة التربة، بينما يجري التحقق من كون المنطقة البركانية حسب بعض الفرضيات لا تزال تحتفظ بمنافذ خرجت منه حمم البركان الذي تشكل منه جبل الوحش قبل آلاف السنين، و صارت الآن منافذ لتسرب مياه البحيرات الاصطناعية التي أقامتها السلطات الاستعمارية الفرنسية في غابة جبل الوحش لتجعل منها موقعا سياحيا طبيعيا قبل حوالي مئة عام. الخبراء و المهندسون باشروا أمس بوضع علامات بالطلاء الأبيض على التشققات التي ظهرت مساء الأربعاء الماضي في منطقة بحيرة "مستوى" و يراقبون تحركاتها خلال ما لا يقل عن عشرة أيام حسب مصادر من الموقع، و قد رفعت حركة التربة نحو الأعلى في المكان قطعا من الغطاء الإسفلتي السميك بحوالي 50 سنتيمترا و تسببت في تشققات عرضها بضع سنتيمترات أقل من 10 على الطريق العابر للمنطقة، و قد تم غلق الطريق نهائيا في وجه حركة المرور و إخلاء كامل المنطقة من الناس و منع وصولهم اليها. في أسفل جبل الوحش عند مدخل النفقين الجنوبيين تم غلق المنافذ نحو المكان بأعمدة من الفولاذ و سياجات حديدية و منع مجمع كوجال الاقتراب و الدخول للموقع الذي لا يزال ورشة في جزء منه و صار خطرا على سلامة الأشخاص، بينما يعكف المهندسون و الخبراء على جمع البيانات و المعطيات التي تتوفر تباعا من لحظة للأخرى بناء على تحرك طبقات سطح الأرض و أعماق الجبل نزولا حتى النقطة الحرجة في مجمع النفقين بحوالي كيلومتر داخل الجبل. حسب مصادرنا قد يكون التأكد من فرضية البركان الخامد الذي لا تزال أنفاقه الطبيعية تشق جبل الوحش من أعماقه السحيقة نحو السطح في منطقة البحيرات، عاملا مساعدا على اعتبار الانهيار الذي وقع في أول يوم من السنة الجديدة مجرد انزلاق للتربة المتكونة من مادة "الأرجيليت" هي مختلفة عن الصلصال الطيني لتملأ الفراغات التي حدثت بفعل أشغال حفر النفق الأيسر، حيث لم تحدث الظاهرة الطبيعية في النفق الأيمن الذي تم فتحه أمام حركة المرور قبل ستة أشهر. لكن في حالة تحرك الأرض بعمق و بصورة أفقية و هو ما قد تؤكده العلامات الموضوعة على سطح الطريق لمعاينة التشققات و تطورها فالأمر يتعلق حينها وفق ذات المصادر بمشكلة أكبر تتمثل في عدم استقرار الكتلة الجبلية برمتها و هو ما يفرض الإسراع ببناء الأنفاق تمتينها بالخرسانة المسلحة منعا لتلاقي الضغوط من مختلف النقاط في النفقين الجنوبيين في النقطة الحرجة و سطهما. الفرضيتان لا تزالان مطروحتان بتحفظ من قبل المهندسين ليكون القرار الأخير بعد عشرة أيام تقريبا بشرط عدم حدوث حركة جديدة في الأرض على السطح أو داخلها قد تجبر المعنيين على إعادة حساباتهم. و كانت النصر قد أشارت في عدد أمس أن الخطر لا يزال قائما بمنطقة نفقي جبل الوحش و في منطقة البحيرات في المحمية الطبيعية قرب بحيرة "مستوى" التي تبلغ مساحتها 60 آرا، لأن علامات على استمرار حركة الأرض هناك كانت قد برزت يوم الخميس الماضي، و هو ما كانت تترجمه أصوات دمدمات داخل النفق الأيمن المفتوح و أصوات ناجمة عن ضغط الكتل الخرسانية التي تغطيه دائريا بالكامل، حيث أن مجمع "كوجال" الياباني لعلمه بمدى هشاشة المنطقة عمل بتقنية النفق الأنبوبي حيث جعل كامل المسار على مسافة 1900 متر (حوالي كيلومترين) مغلقا في طبقة سميكة من الخرسانة المسلحة ترتكز على شبكة صلبة من حديد الخرسانة السميك جدا، ليس على الجزء الظاهر من النفقين فوق سطح الأرض فقط بل يمتد إلى ما تحت السطح ليشكل أنبوبا أسطوانيا خرسانيا عملاقا يسمح برمي الضغط الناتج عن حركة التربة و صخور السطح نحو الخارج.