مشروع تقليص مدة الخدمة الوطنية قيد الدراسة على مستوى وزارة الدفاع أوضح المدير المركزي للعتاد بوزارة الدفاع الوطني اللواء علي عكروم أن مشروع تقليص مدة الخدمة الوطنية هو الآن قيد الدراسة على مستوى الوزارة، وان ذلك يتمشى واحترافية الجيش الوطني الشعبي لكن لا شيء جديد في هذا الملف في الوقت الحالي. من جهة أخرى أشاد رئس المجلس الشعبي الوطني بالدور الكبير الذي قام به الجيش لحماية الجزائر من كل المخاطر خاصة منها محاولات بعض القوى الخارجية زرع الفتنة وبذور التفكك، وكذا محاولات إغراق البلاد بالمخدرات. ابرز المشاركون في اليوم البرلماني المنظم أول أمس بمقر المجلس الشعبي الوطني حول "دور البحث العلمي في تطوير وعصرنة الجيوش" أهمية التعاون والتنسيق بين الجامعات ومؤسسات البحث المدنية والجيش من اجل تطوير قدرات هذا الأخير في جميع المجالات أسوة بما تقوم جيوش أخرى في العالم التي تخصص أموالا كبيرة للبحث العلمي. وأكد رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة في كلمة الافتتاح أمام حضور مميز من ضباط سامين في الجيش الوطني الشعبي والأمن الوطني وأساتذة جامعيين أن الجيش الوطني الشعبي وقوى الأمن الأخرى تقوم بواجبها في حماية امن البلاد وحدوده في ظروف قاسية، في وقت تحاول فيه قوى أجنبية غرس فيروسات "الكانتونية والطائفية" وتسعى لتفكيك العديد من بلدان الجنوب والمنطقة العربية إلى دويلات مصطنعة تدور مثل الذباب حول المركز، وأضاف بأن الجزائر وجيشها وطيلة نصف قرن من الاستقلال لم تظهر أي نوايا عدوانية أو توسعية اتجاه جيرانها، بل العكس عملت حتى يكون لها صفر مشاكل مع جيرانها في المغرب العربي وإفريقيا، وسعت للسلم والتعاون، رغم دسائس البعض من جيرانها الذين حاولوا اقتطاع جزء من ترابها لكنهم فشلوا كما فشل الاستعمار من قبلهم، وعلى الرغم أيضا من أن بلادنا تتعرض إلى حرب غير معلنة عبر محاولات إدخال سموم المخدرات إليها بكميات مرعبة عبر الحدود، في إشارة واضحة لما يقوم بها النظام المغربي على حدودنا الغربية في هذا الشأن. وابرز محمد العربي ولد خليفة في هذا السياق أن الجيش الوطني الشعبي يستمد قوته أيضا من تجانس مكونات المجتمع الجزائري الذي لا يوجد فيه أي تمييز على أساس العرق أو الطائفة، ثم شدد يقول في هذا الصدد " من يحاول زرع شيطان الفتنة سيفشل كما فشلت الكولونيالية طيلة قرن وثلث، وأن الجزائر ستبقى واحدة موحدة إلى الأبد بحكم التجربة التاريخية ومنجزات ثورة التحرير". وفي مجال التكوين قال رئيس الغرفة السفلى للبرلمان أن مؤسسة الجيش حرصت في السنوات الأخيرة على تكوين إطاراتها من مختلف المستويات والرفع من جاهزيتها بالتدريب المستمر والتحكم في التكنولوجيات، والتركيز على البحث العلمي النظري والتطبيقي في المجالات العسكرية، كما حرصت أيضا على الاستعداد لكل الاحتمالات في محيط مضطرب وعلى حدود شاسعة تعصف ببلدانها أزمات حقيقية، وحروب أهلية، ويتمركز بها الإرهاب العابر للحدود، هذا الإرهاب بعد أن قهره الجيش والشعب في تسعينيات القرن الماضي بتضحيات جسام، حاول العودة إلى جنوبنا لتخريب مؤسسة اقتصادية في تقنتورين، لكن الجيش الوطني الشعبي –يضيف – المتحدث كان له بالمرصاد بلا "مفاوضة" ولا "مساومة" وعرف كيف يتعامل مع الظرف باعتراف العالم. واعتبر ولد خليفة "الخدمة الوطنية" مهما كانت مدتها ونوعها مسألة حيوية بالنسبة للشباب الجزائري من كل الشرائح، وهي واجب ينبغي تأديته اتجاه الوطن، وهي أيضا مدرسة أساسية لترسيخ المبادئ العليا للوطنية الصافية وتقديس الواجب والانضباط والنظام وإتقان العمل. وبخصوص ما أشيع عن نية الدولة تقليص مدة الخدمة الوطنية أوضح مدير العتاد بوزارة الدفاع الوطني اللواء علي عكروم في تصريح له على هامش اليوم البرلماني أن هذا المشروع قيد الدراسة الآن على مستوى وزارة الدفاع الوطني، وانه يتمشى واحترافية الجيش الوطني الشعبي،وفي حال تبنيه سيقدم لاحقا للحكومة. وأشار متدخلون في اليوم البرلماني من أساتذة في الجامعة وخبراء عسكريين ومدنيين على أهمية ربط العلاقة بين مؤسسات البحث العلمي والجامعات المدنية ومؤسسة الجيش كي تستفيد هذه الأخيرة من كل التطور الذي سيتحقق في المجال العلمي، مثلما هي الحال في كثير من بلدان العالم التي تخصص ميزانيات سنوية ضخمة تقدر بعشرات الملايير من الدولارات لتطوير قدرات جيوشها الوطنية.