سلال يأمر بعدم تسجيل أي مشروع تنموي في البلديات إلا بموافقة المواطنين دعا أمس الوزير الأول عبد المالك سلال المسؤولين المحليين إلى ضرورة العمل بوتيرة أكثر ومتابعة مشاريع إنجاز البنية التحتية وفتح أبوابهم للمواطنين من أجل التعبير عن آرائهم وتلبية انشغالاتهم، مشددا على هامش زيارة العمل والتفقد التي قادته لولاية البليدة أمس على ضرورة السماح للمواطنين بالمشاركة في خياراتهم التنموية المحلية من خلال انتقاء طبيعة المشاريع بالأحياء. و أكد على ضرورة أن لا يسجل أي مشروع في البلدية إلا باستشارة المواطنين، مشيرا إلى أن ذلك يمثل الديمقراطية المحلية أو التشاركية. و كانت أول نقطة نزل فيها الوزير الأول عبد المالك سلال للولاية، تدشينه لمشروع 2960 مسكن اجتماعي ببلدية الأربعاء الموجهة لترحيل أصحاب البنايات الهشة بالعاصمة، وكانت ولاية البليدة قد خصصت ضمن برامجها السكنية للقضاء على السكن الهش 9700 سكن للعاصمة موزعة على بلديتي الأربعاء ومفتاح، في حين 30 بالمائة منها توجه لسكان ولاية البليدة. وتلقى سلال بهذا الموقع عرضا حول قطاع الأشغال العمومية بالولاية ودعا القائمين على القطاع بالولاية إلى تسريع الأشغال بمشروع الطريق السيار شمال جنوب في شطره بين المديةوالبليدة، والذي يمر عبر جبال الشفة. كما دشن الوزير الأول بنفس البلدية مركبا رياضيا متعدد الخدمات يضم عدة رياضات، ومنح على هامش معاينته المركب الرياضي شهادات تكريمية لعدد من الرياضيين ببلدية الأربعاء. وببلدية بن خليل تفقد سلال المستثمرة الفلاحية النموذجية الإخوة شابي أين تلقى شروحات حول الإنتاج بذات المستثمرة الرائدة التي تنتج مختلف أنواع الفواكه خاصة الحمضيات التي توجه أغلبها للتصدير نحو الخارج. وشدد سلال في هذه المستثمرة على ضرورة توسيع الإنتاج الفلاحي بسهل المتيجة خاصة إنتاج الحمضيات، كما منح سلال بنفس المستثمرة عقود امتياز لعدد من الفلاحين بالولاية منهم مسير مستثمرة الإخوة شابي. و انتقل سلال بعدها نحو مستشفى فرانتز فانون أين دشن المعهد الوطني للكلى الذي يعد الأول عربيا وإفريقيا، وطرح أمامه مشكل التنظيم والتسيير وأعطى أوامر للجوء إلى شريك أجنبي يساعد في تسييره حتى يكون في مستوى الخدمات التي يقدمها خاصة زرع الكلى، مشيرا إلى أن من أكبر المعوقات التي يعانيها قطاع الصحة هو زرع الأعضاء. وتجدر الإشارة إلى أن معهد الكلى كان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد وضع حجر الأساس لانجازه سنة 2006، ومن المنتظر أن يدخل هذا المعهد حيز الخدمة في شهر أفريل القادم. وفي هذا الخصوص قال سلال بأن هذا المعهد يعد مكسبا هاما لقطاع الصحة بالجزائر، بحيث سيقوم بزرع الكلى وتصفية الدم إلى جانب البحث العلمي في المجال الطبي والتكوين الجامعي. ويتوفر هذا المعهد على 200سرير للمرضى و10 أسرة لتصفية الدم بالإضافة إلى 3 مخابر وقاعتين للعمليات، إلى جانب تجهيزات متطورة فيما يخص التصوير الإشعاعي والعمليات الجراحية. وقد تلقى سلال بهذا المعهد عرضا حول زرع الكلى بالجزائر بحيث تم إحصاء 8 آلاف حالة لمرضى القصور الكلوي ينتظرون زرع الكلى حاليا، في حين يتم تسجيل سنويا 200 حالة لزرع الكلى والهدف بعد تدشين المعهد المذكور الوصول إلى 500 حالة سنويا. كما أن الجزائر حسب العرض الذي تلقاه الوزير الأول بحاجة إلى زرع 1300 كلى سنويا و450 كبد إلى جانب الحاجة إلى زرع 300بنكرياس و300 حالة أخرى لزرع القلب بالإضافة إلى الحاجة لزرع 200 حالة للرئتين. وفي نفس السياق، تفقد سلال مصلحة الاستعجالات الجديدة بمستشفى فرانتز فانون و أمر بهذه المصلحة مدير المستشفى بإنجاز مهبط للطائرات المروحية و إبرام اتفاقيات مع شركات طيران لنقل المرضى في حالات مستعجلة لذات المصلحة عبر المروحيات، و خاصة في حالات حدوث كوارث قائلا بأن الجزائر تتوفر على عدد من المروحيات سواء لدى الخطوط الجوية أو الحماية المدنية، الدرك، الشرطة، و أنه يمكن للدولة اقتناء مروحيات أخرى إذا اقتضى الأمر ذلك. وعلى هامش اللقاء مع المجتمع المدني كشف الوزير الأول عن تخصيص ميزانية إضافية لولاية البليدة تقدر ب3257 مليار سنتيم ستوجه لقطاعات مختلفة منها دعم السكن الريفي والترقوي، إلى جانب تحسين العمران بالإضافة إلى الموارد المائية والصرف الصحي . نور الدين . ع دعاهم للعمل في إطار قوانين الجمهورية وعدم الخوف من أحد الدولة عازمة على حماية إطاراتها وأعوانها مهما كانت صفاتهم قال أمس الوزير الأول عبد المالك سلال أن الدولة عازمة على حماية إطاراتها وأعوانها مهما كانت صفاتهم، مضيفا بأن تأطير أفعال التسيير لتحقيق التوازن بين إطارات الدولة ومكافحة الفساد تقتضي ذلك. ودعا سلال في لقائه بالمجتمع المدني ومنتخبي ولاية البليدة على هامش الزيارة التفقدية التي قادته للولاية إطارات وأعوان الدولة للعمل في إطار قوانين الجمهورية، قائلا إذا تعرض أي إطار في الدولة لمس أو مضايقة من أي جهة الحكومة ستقف إلى جانبه ملحا على ضرورة التقدم للأمام باعثا برسالة طمأنة لكل الإطارات بأن الحكومة ستقف إلى جانبهم في حالة تعرضهم لمضايقات تزامنا مع حملة محاربة الفساد، من جانب آخر قال سلال أن الثلاثية تعمل على تقديم عدة اقتراحات للنهوض بالقطاع الاقتصادي ولخص هذه الاقتراحات في صياغة عقد وطني اقتصادي واجتماعي من أجل النمو وحماية وترقية الإنتاج الوطني إلى جانب مساهمة الصندوق الوطني للاستثمار في تمويل النشاط الاقتصادي في القطاعين العام والخاص بالإضافة إلى تحسين مناخ وظروف عمل المؤسسات إلى جانب تأطير أفعال التسيير لتحقيق التوازن بين إطارات الدولة ومكافحة الفساد ،وأكد سلال بأن الدولة عازمة على توفير كل الإمكانيات و الإجراءات التي تسهل بلوغ هذه الأهداف مضيفا بأن الجزائر لها من المؤهلات ما يسمح لها لكي تكون قطبا قويا في المتوسط وإفريقيا و العالم العربي مشددا على ضرورة الوصول إلى الهدف قائلا بأن هناك عزيمة سياسية وإرادة لدى المجتمع المدني وأرباب العمل لتحقيق ذلك، وأضاف الوزير الأول بأن الحكومة لها ثقة مطلقة بقدرات أبناء الشعب خاصة الشباب الذين دعاهم إلى تطليق ثقافة اليأس والشك والانخراط في خارطة البناء والتشييد مؤكدا بأن المستقبل في سواعد الشباب وهذا المشروع سيكون مزدهرا ويتحقق بفضل مساهمة الجميع، وأضاف الوزير الأول قائلا بأن المقاييس الاقتصادية اليوم في الخط الأخضر بحيث الاقتصاد لا يعرف تضخما كبيرا، كما تخلصت الجزائر من المديونية ومنذ سنتين أطلقت الحكومة برنامجا لإنعاش القاعدة الصناعية بإدماج الإطارات الجزائرية المتخرجة من الجامعات الجزائرية ، وفي نفس الإطار دعا المستثمرين الخواص إلى بذل جهد أكبر في تنمية الاقتصاد الوطني، من جهة أخرى دعا سلال من جديد الشعب الجزائري إلى التحلي بروح المسؤولية في الانتخابات الرئاسية القادمة و جدد التأكيد على أن الاستقرار هو الحل الوحيد والمخرج الوحيد والمنبع الوحيد الذي يؤدي بالبلاد للخير مضيفا بأن الاستقرار هو أساس بناء الجزائر وبدون أمن لا مفر من النجاح ، من جهة أخرى قال سلال بأن الجزائر تداركت التأخر في التنمية نتيجة أحداث العشرية السوداء والحكومة عازمة على مواصلة العمل للتكفل بكل الانشغالات في قطاعات السكن، التربية ،الصحة وغيرها، وفيما يخص إصلاح الخدمة العمومية كشف سلال عن عرض مشروع قانون عرض أمام مجلس الحكومة أول أمس ينص على تمديد صلاحية شهادة الميلاد إلى 10 سنوات مضيفا بأن التفكير جاريا لأن تصبح شهادة الميلاد صالحة مدى الحياة، وفي نفس الوقت أوضح بأن الملف الذي يودعه التلميذ في الابتدائي يصاحبه إلى المرحلة الجامعية باستثناء إضافة بعض الوثائق الأخرى اللازمة ، كما جدد التأكيد على إلغاء التصديق على الوثائق بصفة نهائية في البلديات والاكتفاء بتصوير نسخ طبق الأصل فقط ، وكشف سلال في هذه النقطة عن تسجيل تصديق كل بلدية عن 07 آلاف وثيقة يوميا، مشيرا في نفس السياق إلى أن عدد الوثائق الإدارية تم تخفيضها من 36 وثيقة إلى 13 وثيقة فقط. لا يوجد خلاف بين الإباضية والمالكية في غرداية أكد سلال في لقائه بالمجتمع المدني بولاية البليدة أنه لا يوجد خلاف بين الإباضية والمالكية في غرداية وإنما المذهبين مرتبطين مضيفا بأنه توجد بعض نقاط الخلاف البسيطة لكن لا ينبغي أن نهدم مجتمعا أو كيانا بل لابد من خلق الثقة فيما بيننا، مشيرا في ذات السياق إلى أنه سيتوجه ليلة المولد النبوي الشريف إلى غرداية أين سيؤدي الصلاة في مساجدها ويلتقي بأعيانها، كما عاد سلال للحديث عن المصالحة الوطنية وقال بأنه لا يوجد شخص قادر دينيا وفكريا وسياسيا وثقافيا أن يقترح على الشعب مشروع المصالحة ويطلب من الشعب التسامح مثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مضيفا بأن مصلحة الجزائر مرتبطة بسياسة المصالحة الوطنية ،قائلا بأن هناك دول قليلة فقط استطاعت أن تخرج من المأساة مثلما خرجت منها الجزائر ، وشدد سلال أيضا على أهمية المصالحة مع التاريخ .