احتجاجات أمام الدائرة و مكتب "سو" بعد الإعلان عن القائمة المؤقتة ب 7 آلاف سكن بقسنطينة تجمع عشرات المواطنين طيلة نهار أمس، بالقرب من مكتب الدراسات "سو" وسط تعزيزات أمنية مشددة، و ذلك على خلفية عملية توزيع دائرة قسنطينة لقرابة 7 آلاف استفادة مسبقة من السكن الاجتماعي، أوكل لجمعيات الأحياء مهمة تسليمها دون الإعلان عن القوائم. و شهد محيط مكتب الدراسات "سو" بالمنطقة الصناعية، تجمهر العشرات من المواطنين الذين توافدوا من جميع أحياء دائرة قسنطينة، بعدما لم يحصلوا أمس الأول على قرارات الاستفادة من السكن الاجتماعي، و الخاصة بمن أودعوا ملفاتهم بين سنتي 1990 و 2004 و ذلك وسط جو مشحون و حالة غليان قصوى، عرفت مناوشات خفيفة مع مصالح الأمن التي عززت تواجدها بالمكان تحسبا لحدوث أية انزلاقات محتملة، خصوصا و أن الكثيرين أصروا على مقابلة المسؤولين في الدائرة و مدير مكتب الدراسات "سو" من أجل معرفة مصير ملفاتهم و سبب إقصائهم. و قد اقتربت "النصر" من المحتجين، حيث أكدوا بأن الكثير منهم تفاجأوا بإقصائهم رغم قدم ملفاتهم و أحقيتهم، كما قالوا، في الحصول على سكنات الاجتماعية، سيما و أن العديد منهم لا يزال يقطن في ظروف قاسية شققا ضيقة بها عائلات متعددة، بينما تحدث البعض عن "نسيان" أحياء بكاملها من العملية، بحيث لم تقدم للجان الأحياء قرارات الاستفادة أمس الأول، في وقت ذكر آخرون بأن الإستفادات الموزعة تخللتها أخطاء إدارية و تحدثوا عن وقوع تداخل بين بعض الأحياء بتوزيع استفادات في غير مكانها. المحتجون ذكروا أن العملية لم تكن دقيقة كفاية، متسائلين عن سبب عدم نشر القوائم في شبكة الأنترنت على الأقل، و ذلك من أجل تجنيبهم عناء التنقل إلى مكتب "سو" و معرفة الحقيقة دون اللجوء إلى الفوضى و التزاحم، على حد قولهم، بينما ذهب بعضهم إلى الحديث عن إدراج دخلاء و غير مستحقين في القوائم التي "حرموا" من الاطلاع عليها لأسباب غير معروفة، حسبهم، يأتي ذلك في وقت واصلت مصالح الدائرة و مكتب الدراسات "سو" استقبال المواطنين و لجان الأحياء طيلة النهار تقريبا، حيث سُلمت القوائم المتأخرة للجان الأحياء، كما شهد مقر دائرة قسنطينة مساء أمس الأول تجمع بعض النسوة ما خلق تدافعا تسبب في سقوط زجاج المدخل، و شاهدنا تجمهر بعد المواطنين قرب بعض المندوبيات البلدية بالرغم من أنها غير معنية بالعملية. و قد عاش سكان دائرة قسنطينة أمس الأول ليلة بيضاء، بحيث تجمع العشرات من غير المستفيدين داخل الأحياء بعد شروع اللجان في توزيع الاستفادات المُسبقة على حوالي 7 آلاف حالة، رغم عدم وصول نتائج البطاقية الوطنية للسكن، كما تحدث شهود عيان عن وقوع ملاسنات بين مواطنين و ممثلي لجان الأحياء الذين تكفلوا بعملية التوزيع، التي تميزت بالفوضى للتأخر في تحديد المكان المضبوط لتسليم الإستفادات ما اضطر المواطنين للتنقل من مكان إلى آخر وسط حالة من الترقب و القلق الشديدين. من جهة أخرى نفى مصدر مطلع من دائرة قسنطينة حدوث اختلالات و عدم توزيع الإستفادات على بعض لجان الأحياء، و قال أن هؤلاء يكونون قد أجلوا العملية خوفا من ضغط الشارع، ليضيف بأنه قد تم إعداد برنامج خاص لكل حي من أجل شروع المقصيين في إيداع الطعون و ذلك ابتداء من 2 فيفري المقبل.