غلام الله: بعض الشباب في غرداية تحركوا تحت تأثير أحزاب سياسية قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبوعبد الله غلام الله أمس الثلاثاء بالعاصمة، أن ما حدث بغرداية مؤخرا، هو "محاولة من بعض الشباب الذين لهم توجهات مستوحاة من بعض الأحزاب السياسية التعبير عن وجودهم بهذه السلوكات الغريبة جدا عن المجتمع الجزائري". و أوضح غلام الله في تصريح للصحافة على هامش ندوة حول الوقف، أن ما حدث بغرداية لا علاقة له بصراع مزعوم ما بين المذهب المالكي والإباضي بل - كما أكد - من فعل شباب لهم توجهات سياسية مستوحاة من بعض الأحزاب سواء من داخل الجزائر أو خارجها أرادوا من خلال ذلك التعبير عن وجودهم بهذه السلوكات الغريبة جدا عن المجتمع الجزائري. أشار الوزير إلى عدم وجود مشاكل ما بين الاباضيين والمالكيين بغرداية، مؤكدا في هذا السياق أن الإباضيين موجودون في كل مكان من الجزائر وتحصي العاصمة وحدها أكثر من 10 مساجد اباضية، ليضيف "ليس لدينا أي اشكال لحد الآن ما بين المذهب المالكي والاباضي". ولفت الوزير إلى وجود أئمة إباضيين يدرسون بالمدارس الدينية المالكية وأئمة مالكيين يدرسون بالمدارس الاباضية وأن هناك - كما أكد- طلبة اباضيين يدرسون في المدارس المالكية وطلبة مالكيين يدرسون في المدارس الاباضية. من جهة أخرى، دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف القائمين على تسيير الأملاك الوقفية إلى الاستفادة من آليات الاستثمار المتوفرة لخلق ثقافة وقفية قادرة على خلق مؤسسات. وقال غلام الله "علينا أن نستفيد من آليات الاستثمار في تسيير الأوقاف لخلق ثقافة وقفية قادرة على خلق مؤسسات وقفية للصالح العام، مشيرا إلى أن الجزائر بحاجة إلى مزيد من القوانين الخاصة بتسيير الأملاك الوقفية لأنه لا يوجد حاليا سوى 10 نصوص قانونية لتسيير الأوقاف. وذكر الوزير أن الأوقاف في الجزائر تعرضت للهدم والسلب من طرف الاستعمار الفرنسي الذي- حسب تعبيره- "لم يستطع طمس مقومات الشعب الجزائري الذي بقي آنذاك محصنا بالوقف". وأشار نفس المتحدث إلى أن "الأوقاف تحصن المجتمع من العولمة وأفكارها"مضيفا أن للأوقاف دورا كبيرا في إعداد الأجيال وحمايتها. وأكد الوزير في هذا السياق أن الأئمة المشرفين على التخرج واعون بأهمية دور الأوقاف في تحصين المجتمع. وذكر الوزير أنه بفضل الوقف "يصبح المجتمع في غنى عما يتصدق عليه ولا يبقى فقيرا محتاجا، وذكر في هذا السياق أن المجتمع الاباضي متكافل بشكل كبير بفضل انتشار ثقافة الوقف لديه. من جهة أخرى كشف غلام الله أن كوطة الجزائريين من الحج لهذا الموسم محددة ب 28 ألف حاج سيؤدون مناسكهم في "أحسن الظروف بعدما تم الاتفاق مع السلطات السعودية – حسبه - على تهيئة أماكن مناسبة للحجاج الجزائريين في الأماكن المقدسة والمشاعر وهي مكاسب كانت خلال السنة الماضية نسعى للحفاظ عليها، كما قال.