ثانويات تتحول إلى مصالح استعجالية بسبب اغماءات بالجملة في أوساط المتمدرسين تشهد عديد الثانويات بمختلف الولايات الجزائرية حالة طوارئ حولتها إلى ما يشبه مصلحة استعجالات في مؤسسة استشفائية بسبب ما يصفه المختصون بالظاهرة الخطيرة لإغماءات بالجملة في أوساط المتمدرسين يفسرونها بالخوف من الامتحانات، المشاكل العاطفية و حتى ما يدعيه هؤلاء من السحر. فلطالما كان من النادر جدا تسجيل حالة إغماء في أوساط المتمدرسين في مختلف المستويات التعليمية، و ظل الهدوء يخيم عليها ما عدا تلك المناوشات التي تنشب بين الحين و الآخر فيما بين التلاميذ و التي غالبا ما تكون خارج المؤسسة، إلا أنه و في السنوات الأخيرة، بدأت الأمور تأخذ منعرجا يصفه المختصون بالخطير، بسبب ما باتوا يسمونه بالظاهرة التي قالوا بأنها في تنامي مستمر بسبب ارتفاع عدد الحالات التي تسجل يوميا. اغماءات بالجملة تسجل يوميا بالثانويات بحسب شهادة أساتذة و مساعدين تربويين من عديد المؤسسات، تلاميذ يسقطون أرضا داخل الحجرات و أثناء الدراسة، المعلم يصرخ و رفاق التلميذ ينادون المساعدين التربويين من أجل إسعاف رفيقهم، هكذا تتحول أروقة الثانويات في وقت قصير من مكان للدراسة إلى قسم استعجالي، البعض يصرخ خوفا على من سقط أرضا و البعض الآخر يحاول الاتصال بمصالح الحماية المدنية، و تنقلب الأوضاع بين الحين و الآخر. شهود أكدوا لنا بأن الظاهرة بدأت في التزايد هذا العام بشكل ملفت، إذ تسجل بعض المؤسسات ما بين 3 إلى 4 إغماءات يوميا، و إن كان بين الحالات ذكور أحيانا، فإن الغالبية من جنس الإناث، و هو ما يقولون بأنه يكون مفتعلا في بعض الأحيان خاصة و أن بعض الحالات التي كانت تدعي الإغماء العام الماضي لم تعد تتعرض له هذا العام بحسب ما أكدوه لنا، ما يعني في تفسيرهم أنه مجرد خطوة يتهرب عبرها التلميذ من شيء ما سواء تعلق الأمر بالدراسة أو بشيء آخر. المرض حجة البعض و آخرون يشتكون من "الخلعة و السحر" كثيرة هي التفسيرات التي يقرأها الضحايا على مسامع الأطباء، الأساتذة و المساعدين التربويين عند محاولة الاستفسار عن السبب المباشر في حالات الإغماء المتكررة التي يصابون بها، فالبعض يقول بأنه مصاب بمرض في رأسه، أو بفقر الدم، في حين تقول بعض البنات بأنهن تعانين مما يعرف بالخلعة أي عدم القدرة على تحمل الأخبار السيئة أو خوفا من سماعها، في وقت تتحجج أخريات بأنهن مصابات بسحر أو ما شابه ذلك. مصادرنا قالت بأن بعض الحالات باد عليها المرض و هو ما قد يعلل ما تتعرض له بين الحين و الآخر، في حين تبدو أخرى و كأنها تمثل دورا للتهرب من أمر ما، حيث تحول بشكل مباشر إلى العيادات أو المستشفيات المجاورة بعد نقلها من طرف أعوان الحماية المدنية التي باتت تتكبد عناء نقل هذا الصنف الجديد من الضحايا بالإضافة إلى ما تقومن بنقله يوميا من ضحايا الطرقات. و تشير ذات الأطراف إلى بعض السلوكيات السلبية لبعض من يغمى عليهم، حيث تقول بأنها مجرد حجة للانقطاع عن الدراسة، و غالبا ما تأخذ الفتاة أو حتى الشاب فترة راحة لمدة يومين أو ثلاثة على الأقل، بعد إحضار شهادة طبية يشكك في مصداقيتها بحسب تعبيرهم. وحدة الكشف و المتابعة للطب المدرسي تتحدث عن الهروب من نتائج الامتحانات أما وحدة الكشف و المتابعة للطب المدرسي بثانوية الحرية بقسنطينة و بحسب ما صرحت به الأخصائية النفسانية أحريز نوال، فإن الظاهرة في تنام مستمر في الفترة الأخيرة خاصة و أن الوحدة تسجل ببعض المؤسسات إلى 4 حالات يوميا، كما أكدت بأن معدلها يتزايد خلال فترة الامتحانات و الكشف عن النتائج، علما أن الظاهرة و بشكل ملفت تسجل في أوساط البنات. و أضافت الأخصائية التي قالت بأن بعض التلميذات يحاولن عبر الإغماء الهروب من مواجهة الأهل أو الأساتذة بسبب تدني النتائج، مؤكدة ما يتردد على لسان بعضهن من ادعاء تعرضهن للسحر، فضلا عن بعض مشاكل البيت التي تنقل إلى المدرسة و تأثر سلبا على عملية التحصيل العلمي، بالإضافة إلى أمور تتعلق بفترة المراهقة بالنسبة لهذه الفئة.