نقابات التربية تتهم الوزارة بالتعسف في تطبيق القوانين نددت نقابات التربية الثلاث، وهي المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع '' كنابيست '' والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين '' إنباف '' والنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني '' سنابيست '' بالإجراءات العقابية التي قررت الوزارة الوصية اتخاذها في حق المضربين وشروعها في إرسال الإعذارات الفردية للأساتذة لحملهم على الرجوع إلى مناصب عملهم وتهديدهم بالفصل من سلك التعليم في حالة إصرارهم على مواصلة الإضراب، واتهمت الوزارة بالتعسف في تطبيق القوانين. وفي هذا الصدد قال عضو المكتب الوطني ل ''كنابيست '' المكلف بالإعلام مسعود بوديبة في تصريح للنصر بان '' الأساتذة قد شعروا بالإهانة والمساس بكرامتهم عندما بدؤوا أمس في تلقي الإعذارات على مستوى العديد من الثانويات من بينها - كما ذكر – ثانوية طارق بن زياد ببراقي وثانوية بباش جراح في العاصمة وغيرهما '' وقال بأن العديد من الأساتذة قد التحقوا أمس بالإضراب تضامنا مع زملائهم، واتهم بوديبة الوزارة بالسعي لتعفين الوضع عوضا عن البحث عن حلول لمشاكل القطاع. وبالنسبة للمتحدث فإن الوقت مازال أمام الوزارة لدعوة '' كنابيست '' إلى طاولة الحوار، من أجل التفاوض حول الطريقة المناسبة لتنفيذ التعهدات المكتوبة التي '' التزمت فيها الوزارة بتنفيذ مطالب النقابة ''، مشيرا إلى أن نسبة استجابة الأساتذة قد ارتفعت أمس إلى حدود 87 بالمائة. من جهتها انتقدت '' إنباف '' ما وصفته '' ترسانة المراسلات التهديدية المتنافية مع كل قوانين الجمهورية، و الإجراءات الردعية التي أصدرتها وزارة التربية وقالت في بيان – تحصلت النصر على نسخة منه – أن هذه التهديدات والإجراءات قد زادت مستخدمي التربية من أساتذة ومعلمين وغيرهم من فئات الاسلاك الإخرى الذين استجابوا للإضراب سوى '' إصرار وعزيمة على مواصلة الإضراب وعدم العودة للتدريس سوى بتلقي وثيقة يتم الالتزام فيها بتحقيق كل المطالب المرفوعة. وقالت '' إنباف '' بأنها تتعجب من تصريح وزارة التربية حين تتحدث عن فتح أبواب الحوار في حين لم توجه أي دعوة رسمية منها للجلوس على طاولة الحوار منذ 27 جانفي الماضي، ودعت إلى ضرورة '' عقد جلسة عمل استعجاليه بحضور طرف ثالث يضمن تطبيق ما يتم الاتفاق عليه للخروج من الأزمة ''. وحرصت إنباف بذات المناسبة على توجيه نداء لأولياء التلاميذ بالقول '' إنا جميعا آباء وأمهات مثلكم لذلك فإننا نتألم لكل يوم يضيع من دراسة أبنائنا، ومن أجل ذلك ندعوكم لتوجيه خطابكم للوزارة الوصية والسلطات المعنية التدخل العاجل للفصل في القضايا العالقة ونعدكم بأننا على أتم الاستعداد لاستدراك ما فات أبناءنا من دروس ''. أما نقابة '' سنابيست '' التي سجلت بدورها '' التحاق عدد كبير من الأساتذة في الثانويات عبر الوطن بإضربها في يومه الأول من الأسبوع الثالث ، بسبب ما عبرت عنه '' تهديدات الوصاية وتعنتها ''، أشارت إلى أنها سجلت شروع الوصاية في تبليغ الأساتذة في عديد الولايات إشعارات بالعودة إلى العمل ( إعذارات )، معتبرة بأن ذلك '' تهورا وخرقا قانونيا صارخا لكون أن النقابة – يضيف البيان لم تتلق أي رد على مطالبها ولم تتلق أي قرار من أية جهة كانت بعدم شرعية إضرابها، و'' سعي لتأجيج الوضع القائم''. وبعد أن أكدت بأن حركتها الاحتجاجية ما هي سوى '' إضراب كرامة وتصدي للإهانة والتركيع أكثر منه للمطالب المرفوعة''، حذرت '' سنابيست من انزلاقات قد تحدث في قطاع التربية في حالة مواصلة وزارة التربية بالدفع بالوضع القائم نحو التعفين من خلال إصدار تعليمات وتهديدات استفزازية و بوليسية وفي ظل غلقها التام لأبواب الحوار''. وأكدت النقابة بأن الحل في يد الوصاية والسلطات العمومية بفتحها لحوار جاد ، مسئول وصريح مع الأساتذة ممثلين في نقابتهم''. وبعد أن شارت إلى أن نسبة الاستجابة للإضراب قد تجاوزت 67 بالمائة، أكدت النقابة بأن إضرابها '' قانوني وشرعي وفقا لقوانين الجمهورية وأنه يبقى متواصلا، وسيتصاعد خلال الأسابيع القادمة ما لم تتدخل السلطات العمومية للاستجابة لمطالب المرفوعة إليها، والمتعلقة خاصة بأساتذة التعليم الثانوي. ميدانيا عرفت الدعوة للإضراب في قطاع التربية في اليوم الأول من أسبوعه الثالث استجابة متفاوتة في المؤسسات التربوية بالأطوار الثلاثة ( ابتدائي ، متوسط وثانوي )، في مختلف ولايات الوطن وسط تضارب في نسب الاستجابة التي قدمته إدارات التربية في الولايات وتلك التي تحدثت عنها النقابات، وقد أثار تواصل الإضراب حالة من التذمر وسط التلاميذ وأوليائهم.