شل أساتذة ومعلمون وإداريون أمس المؤسسات التربوية عبر الوطن، وهذا استجابة لنداء النقابات الثلاثة التي رفضت الامتثال لقرار العدالة، وهذا للاسبوع الثالث على التوالي، فيما أكد المضربون أن تهديدات الوزارة وإعذاراتها التي سلمتها أمس لهم، لم تزد سوى من إصرارهم على مواصلة الاحتجاج إلى غاية تلبية المطالب المرفوعة، حيث فاقت نسبة الاستجابة للإضراب 80 بالمائة وطنيا. أكدت كل من النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني" السناباست" والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين" الانباف" والمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "الكناباست" أن الإضراب في يومه الاول من الاسبوع الثالث على التوالي، عرف استجابة واسعة من طرف الاساتذة والمعلمين وحتى الاداريين، وهذا بسبب تهديدات وزارة التربية وتعنتها التي أجّجت حسب بيان "السناباست" الوضع عكس ما كانت تعتقده، مؤكدا أن الاستجابة بلغت حدود 67 بالمائة بالنسبة لأساتذة التعليم الثانوي حسب النقابة، وأشارت في البيان ذاته أن الإضراب بداية من أمس أخذ منعرجا آخر وهو إضراب كرامة وتصدي ل«الإهانة" و«التركيع" اكثر منه للمطالب المرفوعة، وسجلت "السناباست" أمس تبيلغ وتسليم الأساتذة المضربين إشعارات بالعودة للعمل، وهو ما اعتبرته تهورا كبيرا من طرف الوصاية، كما نددت النقابة بتصريحات مسؤولي وزارة التربية الوطنية والتي نعتتهم حسب البيان ذاته بكل النعوت فتارة تضيف النقابة " المضللين " وتارة" المتمردين" مشيرة إلى أنه لم يبق للوصاية إلا أن تنعت المضربين ب "الإرهابيين" وأكدت أن هذه التصريحات خطيرة وغير مسبوقة في قطاع التربية، واتهمت "السناباست" وزارة التربية بمحاولة تعفين الوضع، فمن جهة تدعو الى التعقل، ومن جهة تصدر تعليمات استفزازية في ظل غلقها أبواب الحوار حسب البيان ذاته. من جهته، أكد المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني " الكناباست" المسعود بوديبة، أن تسليم الإعذارات أمس الى المضربين، لم يزد سوى من حدة التوتر في القطاع، وأسفر عن التحاق العديد من الأساتذة الذين لم يكونوا مضربين الأسبوع المنصرم، مشيرا الى أنهم تأكدوا الآن أن القضية أصبحت قضية كرامة قبل كل شيء، ويجب على جميع عمال التربية الاتحاد لمواجهة تهديدات واستفزازات الوصاية، مشيرا إلى أن استجابة الأساتذة للإضراب بلغت أمس 88 بالمائة على المستوى الوطني، وأكد ان الاضراب متواصل الى غاية تجسيد الالتزامات التي وعدت بها وزارة التربية النقابات في محاضر اجتماع موقعة من الطرفين، وهو نفس الأمر بالنسبة للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين" الانباف" الذي جدد تمسك قواعده العمالية، وعبر عن استغرابه من تصريح وزارة التربية الوطنية حول فتح أبواب الحوار، في حين انهم لم يتلقوا أي دعوة رسمية منها للجلوس على طاولة الحوار منذ 27 جانفي المنصرم حسب بيان الاتحاد وأكد "الانباف" أن الوصاية تعدت مرة أخرى على القانون 90/02 المتعلق بالوقاية من النزاعات الجماعية وتسويتها وممارسة حق الإضراب ، ودعا الاتحاد الوصاية لجلسة عمل استعجاليه بحضور طرف ثالث يضمن تطبيق ما يتم الاتفاق عليه للخروج من الأزمة، فيما وجه أيضا الانباف نداء لأولياء التلاميذ من أجل توجيه خطاباتهم للوزارة الوصية والسلطات المعنية التدخل العاجل للفصل في القضايا العالقة، وقدم وعودا لهم بأن المربين على أتم الاستعداد لاستدراك ما ضاع من دروس.