أطباء يحذرون الأولياء من "القطيع" و الوصفات التقليدية و يشدّدون على التشخيص المبكر حذر رئيس جمعية أطباء الأطفال لولاية قسنطينة من لجوء الكثير من الأولياء للوصفات و الطرق التقليدية و من بينها ما يعرف ب"القطيع"، بمجرد ملاحظتهم بعض الأعراض المرضية أو الاضطرابات لدى أبنائهم حديثي الولادة مثل اليرقان "الصفاير" أو صعوبات في التنفس، مشيرا إلى أن 80 بالمائة من وفيات الأطفال ببلادنا تمس شريحة المواليد حديثي الولادة خلال الشهر الأول من حياتهم استنادا لإحصائيات وزارة الصحة و ذلك إثر تعرضهم لميكروبات و التهابات تصيب في حالات كثيرة الجهاز التنفسي و المخ تتحدى مناعتهم الضعيفة. الدكتور الطاهر خليفي التوهامي أوضح للنصر، بأن تزايد الوفيات المسجلة لدى حديثي الولادة خلال الساعات الأولى من الميلاد إلى غاية بلوغهم الشهر من عمرهم ، دفع بالجمعية إلى تنظيم يوم دراسي في نهاية الأسبوع بكلية الطب بقسنطينة حضره أطباء و أساتذة مختصون من فرنسا و عدد كبير من الأطباء بشرق و غرب و وسط البلاد من أجل تقديم و تلقين آخر طرق العلاج الحديثة و الفعالة لحديثي الولادة من بينها تقنيات التنفس الاصطناعي و مختلف الإجراءات الوقائية لحمايتهم. و شدد بأن التشخيص المبكر في هذا العمر الحرج جدا الذي من المفروض أن يحسب بالساعات و ليس بالأيام على حد تعبيره يضمن لفلذات الأكباد الصحة و الشفاء و تجاوز شتى المخاطر من إعاقات و أمراض مزمنة و تشوهات و موت محدق. لهذا يدعو الآباء و الأمهات إلى تحمل مسؤوليتهم و الإسراع بنقل صغارهم حديثي الولادة إلى عيادات أطباء الأطفال بمجرد ملاحظتهم لاضطرابات أو أعراض غير طبيعية لديهم، مشيرا إلى أهمية دور طبيب أمراض النساء و التوليد في تشخيص إصابات الأجنة أثناء الحمل،كما دعا بإلحاح إلى تنظيم حملات توعية و تحسيس للأولياء في هذا المجال فكل غفلة أو لامبالاة أو إهمال منهم قد تؤدي إلى إعاقة أو عجز أو فقدان رضيعهم . الطبيب حذر من جهة أخرى الأولياء من اللجوء إلى وصفات و طرق تقليدية ضارة، معتقدين بأنها تمنح مواليدهم القوة و الصحة و النشاط و تشفيهم من الأمراض، و ذكر على وجه الخصوص "القطيع" بشفرة الحلاقة بالنسبة للمواليد المصابين باليرقان و بعض الأعشاب الضارة و غيرها من الممارسات التي لا يمكن أن تعوض الفحص الاستعجالي بل الفوري الدقيق و العلاج المناسب لدى الطبيب. الجدير بالذكر أن المتدخلين خلال فعاليات اليوم الدراسي ال 16 الذي نظمته الجمعية التي رأت النور في 2008 و تحمل برصيدها 21 ملتقى طبيا ،سلطوا الضوء على عدة اضطرابات و أمراض قد تصيب حديثي الولادة من لحظة الميلاد إلى بلوغهم 30 يوما، من بينها الأمراض الأيضية و الاختناق بسبب نقص الأوكسجين و التهابات الجهاز التنفسي و إصابات المخ و السحايا و آخر المستجدات في مجال التشخيص و العلاج. ومن بين التوصيات التي نصت عليها الجمعية كما أكد رئيسها فتح وحدات متخصصة للعناية بحديثي الولادة خلال الشهر الأول الحرج و الحاسم و المصيري في حياتهم، مشيرا إلى أنه من السهل توفير الوسائل و التجهيزات المادية لتحقيق ذلك لكن المشكل حسبه في الإمكانيات البشرية، لهذا لا بد من الاهتمام بالتكوين المتواصل لأطباء الأطفال و الارتقاء بالتخصص ليواكب آخر الاكتشافات و العلاجات العالمية.