أول من اكتشف مكان تواجد الطائرة المحطمة راع كان يبحث عن أبقاره اقتربت النصر أمس من سكان دوار بئر عقلة بأولاد قاسم والتي كان جبل فرطاس الذي يحرسها مسرحا للحادثة المأساوية. و أجمع العشرات ممن التقينا بهم بأن رعاة غنم من سكان الدوار هم أول من نقل خبر تحطم الطائرة العسكرية لفرقة الدفاع الذاتي بالمنطقة والتي أعلنت بدورها حالة طوارئ واتصلت بقيادة المجموعة الإقليمية للدرك الوطني. وكانت شكوك سكان المنطقة متوجهة في البداية لربط صوت الانفجار إلى صوت تفجيرات المحاجر القريبة منهم والتي اعتادوا عليها وألفوها. يكشف شاب ينحدر من بلدية هنشير تومغني والذي التقيناه بمعية أحد سكان الدوار بأنه لاحظ الطائرة منخفضة جدا من أحد الجبال غير أنه شاهدها فيما بعد تتقدم باتجاه قسنطينة ليعلم بعد ساعات بأنها تحطمت، هذا فيما ذهب شاب آخر لم يتجاوز عمره العقد الثاني للكشف بأن أحد رعاة الغنم والمسمى "صالح" هو من توجه لأعلى جبل فرطاس الذي تحطمت به الطائرة للبحث عن قطيع أبقاره في ظل تردي الأحوال الجوية أين تهاطلت كميات معتبرة من الثلوج ليتفاجأ بعد وصوله للقطيع بالطائرة المحطمة أين عاد مسرعا باتجاه عناصر الدفاع الذاتي مخطرا إياهم بالحادثة، ومن جهته أكد شيخ طاعن في السن بأنه من رعاة الغنم بالمنطقة ولحظة تحطم الطائرة كان يرعى قطيع غنمه وسط تهاطل للثلوج، ليسمع صوت انفجار قوي بدا حسبه للوهلة الأولى بأنه صوت الانفجارات التي تصدرها محاجر منطقة اولاد نويوة بعين فكرون التي تبعد بنحو 5 كلم عن الدوار، غير أن انقشاع السحب وتوقف تهاطل الثلوج كشف عن سحب دخان تبعث من أعلى قمة الجبل، ليعود بعدها أحد الرعاة بخبر أكده أطفال الدوار الذين هبوا باتجاه الدخان وهو أن الأمر يتعلق بطائرة كبيرة الحجم تحطمت بعد ارتطامها بالجبل، وذهب أحد المواطنين للتأكيد بأنه كان قبل الحادثة متوجها لأعلى الجبل غير أن السحب المنخفضة وتساقط الثلوج وسط رداءة المناخ أثنته عن ذلك وأرجعته لسكنه متفاجئا فيما بعد بخبر تحطم طائرة النقل العسكرية، وأكدت شهادات السكان بأن المنطقة اليوم أصبحت مزارا للسلطات المحلية والمدنية والعسكرية وكانت بالأمس القريب ولا تزال منطقة معزولة حاصرتها المرتفعات وضيقت خناقها المسالك المهترئة على طول 7 كلم بين سكناتهم ومدينة أولاد قاسم، مطالبين اليوم بالالتفات لحالهم وحل أزمة تذبذب تزويدهم بالمياه الشروب التي يواجهونها يوميا بعد المشروع الذي لم يثبت نجاعته بربط مشتتهم بالمياه بقنوات مستقدمة من قرية الفزقية بعين مليلة. أحمد ذيب تحاليل الحمض النووي للتعرف على أصحاب الجثث المتفحمة علم أمس من مصادر أمنية أن المصالح الطبية على مستوى المستشفى العسكري بقسنطينة لجأت إلى تحويل أشلاء من الجثث التي تفحمت ملامح أصحابها لإخضاعها لتحليل الحمض النووي. وكشفت مصادر النصر بأن اللجوء لتحاليل "ADN" تأتي في ظل تأكد عديد العائلات من عدم توصلها لهوية أبنائها من بين الجثث واضحة الملامح والتي يتجاوز عددها 65 جثة، ومن بين الجثث التي لم يتم التوصل إليها جثة الطيار العسكري برتبة نقيب والعامل بإحدى ثكنات تمنراست المسمى "رمزي حمديكن" البالغ من العمر 30 سنة وهو الذي أكدت مصادر مقربة من عائلته بأنهم لم يتعرفوا عليه عند تنقلهم للمستشفى العسكري وتم إخطارهم بضرورة انتضار نتائج الحمض النووي، وخصصت قيادة الجيش عددا من الفرق الطبية والنفسانية لاستقبال العائلات على مستوى المستشفى العسكري بقسنطينة. أحمد ذيب قائمة الضحايا المنحدرين من أم البواقي رمزي حمديكن: 30 سنة برتبة نقيب ويعمل طيار يقيم بوادنين بدائرة فكيرينة. شهيلي الباهي: من مواليد 1970 برتبة رقيب أول يعمل رئيس فرقة الدرك بتينزاواتين بتمنراست يقيم ببئر الشهداء. بن بوزيد علي باي: العقد الرابع برتبة رائد وهو قائد الطائرة، ينحدر من عين البيضاء ويقيم في عنابة.