سعداني: الجدل السياسي انتهى و بوتفليقة لم يكن يقصدنا كعنوان اعتبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني أن رسالة رئيس الجمهورية الأخيرة لم تكن تعنيه من حيث "العنوان" لكن تعنيه من حيث "المضمون"، وقال أن مرحلة الجدال السياسي انتهت، وأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فصل فيها على كل المستويات، محذرا في نفس الوقت كل من يحاول استغلال هذا الجدل لزعزعة استقرار البلاد وضرب الحزب، و قرّر في تعليمة لأمناء المحافظات عبر الوطن إنهاء الجدال السياسي على مستوى كل هياكله والتفرغ للحملة الانتخابية لإنجاح مرشح الحزب عبد العزيز بوتفليقة. وجه الأمين العام للآفلان عمار سعداني في اجتماعه أمس بأمناء المحافظات بالمقر المركزي للحزب بحيدرة رسائل سياسية عدة لخصومه، وردّ على كل الانتقادات التي طالته في الأيام الأخيرة، وقال سعداني في كلمة الافتتاح" لقد أخذنا الكثير من الوقت في الجدال السياسي واقتربنا من مرحلة مفصلية في حياة الوطن هي الانتخابات الرئاسية والوقت الآن وقت إشارة انطلاق". ثم أضاف تعليقا على ما جاء في رسالة رئيس الجمهورية الأخيرة لنائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بعد سقوط الطائرة العسكرية بأم البواقي، التي دعا فيها إلى عدم المس بوحدة المؤسسة العسكرية ووصفه لما يحدث بالتكالب غير المسبوق بالقول: " المرحلة التي مرت مرحلة الجدال السياسي وقد فصل الرئيس فيها على كل المستويات، وكل واحد فسر ما قاله الرئيس كما يحلو له لكن لحزبنا قراءة هي أنها لا تعنينا من حيث العنوان، ولكن تعنينا من حيث المضمون، ونحن سنلتزم بمضمون الرسالة ونطبقه حرفيا على كل المستويات وفي هذا الإطار أصدرنا تعليمة تتعلق بهذا الموضوع". وفي التعليمة التي تحمل الرقم أربعة والتي قرأها عمار سعداني على أمناء المحافظات جاء فيها انه وتطبيقا لتعليمات رئيس الحزب، رئيس الجمهورية فإنه من موقعه كآمين عام للحزب "يدعو جميع هيئات الحزب الوطنية والمحلية بأن يلتزم الجميع بغلق باب الجدال السياسي، وان تنصب كل المداخلات والتصريحات والحوارات فقط حول المسائل النظامية للحزب والتحضيرات الجارية للحملة الانتخابية لصالح مرشح الحزب عبد العزيز بوتفليقة".وعلى الرغم من ذلك لم يفوت عمار سعداني المناسبة دون تقديم بعض التوضيحات والرد على بعض الأطراف التي هاجمته مؤخرا على خلفية الانتقادات التي وجهها لمدير دائرة الاستعلامات والأمن، فقال في هذا الصدد " إن الآفلان كان ولا يزال يدعم ويقدر المؤسسة العسكرية ويثمن دورها الريادي في حماية امن البلاد والحفاظ على استقرارها، وفي نفس الوقت يحذر الأطراف التي تحاول استغلال الجدال السياسي لزعزعة استقرار الجزائر وإخراج الموضوع عن مضامينه وأهدافه والغاية من هذا تعكير صفو الحملة الانتخابية.. والأمين العام وقيادات الحزب على جميع المستويات ملتزمون بهذه التعليمة تطبيقا لأوامر رئيس الحزب ، رئيس الجمهورية". وقراءة بسيطة لما حاول سعداني إيصاله إلى خصومه بعد كل الذي حدث تحيل إلى أن الرجل أراد إفهام الجميع انه والآفلان انتقلا إلى مرحلة أخرى هي الانخراط الفعلي في الحملة الانتخابية لصالح مرشح الحزب عبد العزيز بوتفليقة، وأن إثارة الجدال السياسي في هذه المرحلة لا معنى له، ودعا المحافظات والقسمات للتنقل إلى مداومات مرشح الحزب بعد إعلان هذا الأخير ترشحه بصفة رسمية. وذهب البيان الختامي لأمناء المحافظات في نفس الاتجاه أيضا من حيث التأكيد على إنهاء الجدال السياسي والتحضير لإنجاح مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتفعيل لجان الانضباط واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل تصرف خارج الأطر النظامية والقانونية للحزب، كما جدّد أمناء المحافظات في بيانهم أيضا دعمهم ووقوفهم إلى جانب الأمين العام للحزب.