طاقم الطائرة العسكرية المحطمة لم يطلب إذن الهبوط بالقاعدة الجوية بأم البواقي * الشركة المصنعة للطائرة تؤكد للنصر بأنها تنسق جهودها مع وزارة الدفاع للتحقيق في الحادثة كشف أمس مصدر أمني للنصر أن طاقم طائرة النقل العسكرية من نوع "هيركيل سي 130" المحطمة فوق مرتفعات جبل الفرطاس بأولاد قاسم بأم البواقي الأسبوع الماضي لم يربط اتصالاته بالقاعدة الجوية العسكرية المتواجدة ببئر رقعة بدائرة عين البيضاء قصد التحصل على الإذن بالهبوط الاضطراري وهو ما يرجح فرضية حصول خلل تقني بالطائرة قبل حادثة التحطم بالنظر للتأكيدات التي كشف في وقت سابق عن انقطاع الاتصالات بالطائرة قبيل مغادرتها الأجواء الإقليمية لولاية بسكرة. وفي المقابل عبرت عديد عائلات الضحايا عن قلقها جراء التأخر في تحديد جثث أبنائهم وطالبوا بالإسراع في إتمام تحاليل الحمض النووي ومن جهة ثانية أكد المكلف بالإعلام على مستوى الشركة الأمريكية المصنعة للطائرة للنصر بأن جهود الشركة مسخرة بالتنسيق مع وزارة الدفاع قصد الوصول إلى الملابسات الحقيقة للحادثة. سوء الأحوال الجوية لم يمنع الطائرة من التواجد في المجال الجوي وفرضية الخلل التقني تلوح في الأفق وكشف المصدر الأمني في معرض رده على استفسارات النصر بخصوص الحادثة بأن الفرضية الأقرب هي حصول خلل تقني وهو ما أدخل الطائرة وطاقمها بداية في عزلة هاتفية انطلاقا من مغادرتها الأجواء البسكرية، ويضيف المتحدث ذاته بأن القاعدة الجوية العسكرية بمنطقة بئر رقعة بأم البواقي لم تتلق أي اتصال من طاقم الطائرة على عكس ما روجت له عديد الجهات بكون طاقم الطائرة ربط اتصالات مع القاعدة الجوية بشأن قيامه بهبوط اضطراري، فالطائرة المحطمة وبالرغم من كون الاتصالات انقطعت بين طاقمها والقائمين على الاتصالات بمطار عين الباي بقسنطينة إلا أن مسارها كان صحيحا باتجاه النقطة التي كانت متجهة لها وهو ما يثبته مكان التحطم نفسه الذي يتواجد في منطقة جوية مجالها الجوي يعد منطقة لعبور الطائرات من شتى الأصناف، ويعزز طرح الخلل التقني بحسب مصادر النصر المكان المنخفض نسبيا الذي تحطمت فيه الطائرة بأحد مرتفعات الفرطاس بأولاد قاسم، ويعد ربط سبب تحطم الطائرة إلى مشاكل تقنية مجرد طرح مؤقت عززه انقطاع الاتصالات وانخفاض المستوى الذي تحطمت فيه الطائرة ويبقى الصندوق الأسود هو الكفيل بتحديد جانب من أسباب وملابسات تحطم الطائرة وتأكيد المكان الذي انقطعت منه اتصالات طاقم الطائرة الذي توجه مباشرة ناحية مطار عين الباي. إنهاء شق الطريق باتجاه الطائرة تحسبا لحلول لجنة من الشركة المصنعة للطائرة من جهة ثانية أنهت السلطات المحلية ببلدية أولاد قاسم عملية شق مسلك جبلي فوق المرتفعات على طول 4 كلم باتجاه المكان الذي يتواجد فيه حطام الطائرة، وهو المسلك الذي استغرقت فترة فتحه 5 أيام بلياليها وذلك تحسبا لحلول لجان تحقيق تقنية من وزارة الدفاع الوطني وكذا اللجنة الموفدة من الشركة المصنعة للطائرة المحطمة "لوكهيد مارتين" الأمريكية، وبحسب مصادرنا فاللجنة الأمريكية ستعاين حطام الطائرة قبل رفعه وستقف من جميع الزوايا على طريقة التحطم وترفع رسما تخطيطيا أوليا عن ملابسات السقوط في انتظار فك الطلاسم التي تخفيها العلبة السوداء، وكشفت مصادر النصر بأن عناصر كتيبة الإقليمية للدرك الوطني بعين مليلة باشروا هم كذلك تحقيقاتهم لتحديد ملابسات وأسباب السقوط، وفي الوقت الذي تجري فيه لجنة من وزارة الدفاع تحقيقها التقني المعمق تدقق كتيبة الدرك في أسباب الحادث من خلال جمع شهادات سكان المنطقة من الذين عايشوا الحادثة قبل وبعد حصولها والاستماع لكل طرف له علاقة بها والاتصال كذلك بقيادة القاعدة الجوية وتشير مصادرنا إلى أن المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام ينسق جهوده هو الآخر مع أعوان الكتيبة قصد الوصول إلى ملابسات الحادث. ممثل شركة "لوكهيد مارتين" يؤكد بأن تحقيقات الشركة في الحادثة جارية كشف أمس المكلف بالإعلام على مستوى الشركة الأمريكية المصنعة للطائرة ستيفان ستين في رده على استفسارات النصر بأن الشركة علمت بالحادثة عن طريق التقارير الإعلامية التي بثتها قنوات فضائية عالمية مؤكدا بأن الشركة ولحظة علمها أوفدت لجنة للتحقيق في الحادثة عن طريق تنسيق الجهود مع وزارة الدفاع، قائلا في ذات السياق "نقدم مواساتنا لأولئك الذين فقدوا أحباءهم في هذا الحادث، وسنعمل مع السلطات الجزائرية لدعم أي تحقيق حول تحطم الطائرة" المعني رفض الخوض في أسباب التحطم مشيرا بأن التحريات جارية ورد في هذا الخصوص "للحصول على تفاصيل حول الطائرة وتحطمها أقترح عليكم الاتصال بسلاح الجو الجزائري". جثث لم يتم التعرف عليها بعد وأهالي الضحايا يطالبون بتسريع تسليمها من جهة أخرى علمت النصر من أهالي الضحايا بأنهم باتوا في اتصالات يومية مع إدارة المستشفى العسكري الجهوي الجامعي الرائد عبد العالي بن بعطوش بقسنطينة قصد الاستفسار عن المراحل التي وصل إليها التحقيق بإخضاع عينات من الدماء والأشلاء على تحاليل الحمض النووي، وتكشف مصادر النصر إلى أن أزيد من 15 جثة لم تتحدد هوية أصحابها بعد قبل تسليمها لأصحابها، ومن بينها جنود وضباط سامون ومنهم جندي كان في طريقه ليحول إلى إحدى ثكنات جيجل والمنحدر من بني فضالة بباتنة والمدعو وحيد نصر صاحب الواحد والعشرين ربيعا إلى جانب عدم التعرف على جثة الطيار العسكري برتبة نقيب المنحدر من واد نيني بفكيرينة بأم البواقي، وسلمت أمس إدارة المستشفى العسكري جثة الدركي برتبة عريف العامل بتمنراست والذي كان في زيارة عائلية لأهله بمنطقة بومقر بنقاوس بباتنة والذي وري عشية أمس الثرى، أهالي الضحايا الذين لم تنته عملية التعرف على جثثهم طالبوا بالإسراع في تحديدها وبدوا قلقين من طول مدة انتظارهم غير أن الاتصالات التي تردهم يوميا طمأنتهم بأن المستشفى العسكري يعمل على تسليمهم جثث أبنائهم في أقرب وقت.