الكناري يضيع فرصة دخول التاريخ وخيارات غيغر محل انتقادات مبعوث النصر إلى تيزي وزو: محمد مداني تصوير: الشريف قليب أجمع المتتبعون على أن شبيبة القبائل ضيعت فرصة سانحة لدخول التاريخ وتنشيط نهائي رابطة الأبطال الإفريقية حيث كان بإمكانها بلوغ هذه المحطة لولا العجز الذي أظهرته أمام منافسها حامل اللقب تي بي مازمبي في مقابلة العودة التي أبدى خلالها الضيوف مقاومة كبيرة وعرفوا كيف يخرجون بأخف الأضرار واقتطاع تأشيرة التأهل للنهائي لثاني مرة على التوالي. والظاهر أن مؤشرات الإقصاء ارتسمت ملامحها بعد الخسارة المفاجئة في لقاء الذهاب، ما جعل رفقاء عودية يجدون صعوبات جمة في الوصول إلى شباك مازمبي روبير كديابا و تدارك فارق الهدفين، ولو أن الجمهور الغفير الحاضر بملعب أول نوفمبر أعاب كثيرا على لاعبي الكناري غياب الروح القتالية المعهودة والحرارة في اللعب فضلا عن نقص الفعالية والنجاعة الهجومية وتنظيم الصفوف رغم بعض المحاولات المحتشمة لتجار وعودية والتي لم تشكل خطرا حقيقيا على مرمى المنافس. خروج الشبيبة من السباق حتى وإن اعتبره الملاحظون منتظرا بالنظر لتراجع مستوى الفريق في الآونة الأخيرة والخسارة المرة في لوبمباشي، إلا أنه أفرز حالة من الغضب والتذمر وسط الأنصار الذين كانوا يراهنون على مباراة سهرة أول أمس لمواصلة الأفراح بعد أن تنقلوا من كافة منطقة القبائل حتى من ولاية سطيف ليصطدموا بواقع مغاير غير الذي كانوا ينتظرونه،ومن ثمة العودة بخيبة أمل كبرى أجهضت أحلامهم في تذوق طعم الكأس القارية لأول مرة في الصيغة الجديدة لهذه المنافسة. من جهة أخرى شكلت الخيارات التكتيكية للمدرب آلآن غيغر محل انتقادات واسعة إلى درجة تحميله نسبة كبيرة من مسؤولية الإقصاء، حيث اعتبرت أوساط من أسرة النادي أن اعتماد التقني السويسري في لقاء مصيري على عناصر غير جاهزة بدنيا ونفسيا على غرار النيجيري أزوكا بغض النظر عن الخطة التكتيكية التي لم تسمح لعناصر القاطرة الأمامية باختراق دفاع الخصم وترجمة الفرص المتاحة. وترى ذات الأوساط أن فشل غيغر في تدارك نقائص منطقة الوسط وإيجاد الحلول المناسبة في المرحلة الثانية جسد معاناة الشبيبة في هذه المواجهة التي تحكم فيها الزوار بالشكل المطلوب من خلال التنظيم الجيد في اللعب. الأنصار تحت الصدمة وأيام غيغر معدودة عكس الخرجات السابقة أمام الإسماعيلي والأهلي المصريين وهارتلاند النيجيري التي فجرت في كل مرة أفراح أنصار الشبيبة عبر مختلف شوارع وأحياء تيزي وزو، فإن لقاء أول أمس ضد مازمبي أعقبته حالة من الحزن حيث عرفت المدينة سكونا رهيبا بعد أن اختفت رايات الفريق وغابت مظاهر الاحتفالات المعهودة حتى أن الكثير من الأنصار غادروا الملعب في صمت رهيب قبل نهاية اللقاء تعبيرا عن غضبهم الشديد من الأداء المتواضع للتشكيلة و عدم تحملهم صدمة الإقصاء. ويبدو من خلال ما استقيناه في محيط الشبيبة أن المدرب السويسري صار جالسا على كرسي قاذف لعدم اقتناع أسرة الفريق بالعمل الذي يقوم به، حيث لا تستبعد مصادر عليمة إقالته من منصبه على خلفية نتيجة التعادل أمام مازمبي وإهدار فرصة التأهل للنهائي. معنويات اللاعبين منهارة والإدارة تطمئن من جانب آخر، يبدو أن اللاعبين تأثروا كثيرا بهذا الإقصاء حيث لم يقو تجار و يعلاوي و رماش و نساخ ويحي شريف على مغادرة أرضية الميدان وظلوا يتحسرون على ما حدث لفريقهم في هذه الأمسية وسط حالة من الإحباط النفسي، مقابل فرحة الكونغوليين الذين عمدوا إلى استفزاز عناصر الكناري من خلال بعض الحركات البهلوانية في نهاية اللقاء اعتبرها الجميع"لا حدث". إدارة الشبيبة وعلى لسان رئيس الفرع كريم دودان سارعت إلى طمأنة الأنصار على إصرار الفريق على العودة الموسم القادم إلى ذات المنافسة من بابها الواسع داعية إلى ضرورة مواصلة وضع الثقة في الفريق واللاعبين الذين أبدوا شجاعة كبيرة ولو أن الحظ أدار لهم ظهره في مواجهة مازمبي معتبرا في نفس السياق بأن الإقصاء ليس نهاية العالم بقدر ما يجب استخلاص العبر من هذه التجربة. تغييرات مرتقبة في "الميركاتو" خلال تواجدنا بمقر شبيبة القبائل الكائن بمركب أول نوفمبر عقب نهاية المباراة، تسربت أخبار من كواليس الفريق تؤكد بأن الإدارة تعتزم إدخال تعديلات على التركيبة البشرية للكناري في فترة التحويلات الشتوية بالنظر للنقائص والثغرات التي بدت واضحة في لقاء سهرة أول أمس، حيث تشير المعطيات الأولية إلى أن 4 لاعبين تم وضعهم في قائمة المسرحين إضافة إلى النيجيري أزوكا الذي تنهتي مدة عقده في ديسمبر القادم مقابل انتداب 3 عناصر جديدة ذات خبرة واسعة لتعزيز الخط الهجومي ووسط الميدان. كما تنوي الإدارة جلب لاعب إفريقي يشغل منصب قلب هجوم إلى جانب تكثيف المساعي للاستفادة من قانون البطالين الذي قد يتم اعتماده شهر نوفمبر المقبل من خلال استقدام لاعبين اثنين تحسبا لاستئناف البطولة الوطنية. وبالموازاة مع ذلك كشف مصدر النصر أن التغييرات لن تقتصر على التعداد فحسب، بل ستشمل الجهاز الفني بعودة المحضر البدني محمدي وإمكانية الاستغناء عن السويسري غيغر في ظل عدم اقتناع حناشي بعمل المدرب الحالي.