بدائل وحلول للحد من تفاقم الجريمة وسط المرحلين طرح الباحث في علم الإجرام توفيق خنشول ،مجموعة من البدائل والحلول للتخفيف والحد من تفاقم ظاهرة الجريمة بمدننا وخاصة بالتجمعات السكانية الجديدة التي عرفت في السنوات الأخيرة العديد من ظواهر العنف والجريمة بشتى أنواعها بحكم عدم التوازن والتجانس بين السكان المرحلين إليها . ويأتي في مقدمة هذه الحلول التي جاءت في دراسة بعنوان "المدينة والإستخدامات الأمنية" عرض ملخصا عنها في يوم دراسي حول التحسين الحضري البيئة والأمن، المنعقد بجامعة قسنطينة 3 نهاية الأسبوع، توفر الأمن والسلامة للمواطن ،تهيئة الأحياء من خلال توفير العناصر الحيوية مثل الإنارة ، الأرصفة ، التشجير ومناطق الترفيه والمرافق الخدماتية والتجارية والمدرسة والمسجد والحدائق. و كذا تمكين السكان من المشاركة في المراقبة بمعنى مشاركة المجتمع في الوقاية من الجريمة والصيانة من الانحراف بالتعاون مع عناصر الشرطة داخل الأحياء السكنية ومراقبة المناطق التي تمكن المجرم من الإختباء والمنحرفين من التجمع بعيدا عن أعين الناس مثل الأزقة المنتشرة والخالية داخل الحي وبين الوحدات السكنية. بالإضافة إلى مراقبة الأنشطة الخارجية التي يديرها الأبناء والأنشطة الأخرى والتي تدور من حولهم، و يضيف الباحث أنه كلما زاد الترابط الإجتماعي بين السكان في الحي ، كلما إنخفض مستوى الجريمة به. كما ينبغي تقول الدراسة ،ضمان التوزيع الأمثل لمقرات الأمن عبر النقاط الحضرية والزيادة في عدد رجال الشرطة وهذا من أجل الوصول إلى المعايير الدولية ( شرطي لكل 300 نسمة ) مع رسم الحدود الإقليمية الوظيفية لمقرات الأمن بطريقة أكثر منهجية وتخطيطية دون الوقوع في تداخل فيما بينها ،كما ركز الباحث على أهمية تفعيل دور الرقابة البلدية وبالخصوص المصالح التقنية في تنفيذ التشريعات واللوائح القانونية الخاصة بالبناء ، بحيث تكون أكثر فعالية للحد من الإستمرار في إنشاء البناءات الفوضوية المخالفة للأحكام التنظيمية. وللحد من خطورة وتفاقم الجرائم بالمدينة ،يتطلب حسب الباحث دائما توفير فرص الشغل للجميع وخاصة الشباب البطال والاهتمام بالوعي الإنساني و المعرفي وإعادة الإعتبار لدور الأسرة وتمتين الروابط بين أفرادها وتوفير الإعلام الهادف والموجه بطريقة صحيحة ومدروسة واستشارة الأخصائيين والمعالجين النفسانيين وخاصة المخططين للمدينة والمعماريين لإعطاء صورة عن جمالية وروعة المدن في مشوارها ومساحتها الخضراء ونافورتها العذبة التي تعطي روحا ونفسا حيويا ،فهي كلها يقول الباحث تساهم وتساعد ولو بقليل في التوازن النفسي والروحي للمواطن،مع التركز في الأخير على دور المجتمع المدني وبالخصوص الجمعيات المتخصصة والتي تعمل على تغيير القوانين بما يتناسب طردا مع العصر وتطور المجتمع.