بن فليس يبدأ الرحلة إلى المرادية من أرض الأمير اتخذ المترشح لرئاسيات أفريل المقبل علي بن فليس، مركز استقبال التأشيرات المتعاقد مع السفارة الفرنسية سابقا، والمتواجد بأعالي العاصمة، وبالتحديد في بن عكنون مقرا للمداومة الوطنية، حيث تبرز صورة كبيرة لعلي بن فليس على الواجهة الخارجية للبناية، وللوهلة الأولى تبدوا الأمور من الخارج جد عادية ولا توحي بوجود أي نشاط سياسي، لكن ما أن تعبر المدخل حتى تصادف عشرات المواطنين جلهم شباب في بهو الفيلا يتبادلون أطراف الحديث ويتناقشون في مجريات الحملة الانتخابية التي لم تعد تفصل عنها إلا بضعة أيام. قبل الوصول إلى بوابة «الفيلا» قابلنا صدفة أحد سكان الحي، الذي طلب منا «هل أنتم من أعضاء لجنة بن فليس» وعندما عرف أننا إعلاميون، رد قائلا «أتعرفون ماذا فعل هذا الرجل قبل أن يفتح مداومته قصد سكان الحي واعتذر عن أي إزعاج قد يحصل خلال الحملة... لم يكن مطالبا بذلك إلا انه أعطانا قيمة وربي يعوض له .. إنه رجل طيب».. يقول مقربون من «السي علي» أن الرجل «فكر كثيرا قبل دخول المعترك الرئاسي وهو اليوم لن يتراجع رغم كل ما يقال» فهو قضى 10 سنوات يحضر لهذا الموعد «يضع أفكاره ويصنع برنامجه الانتخابي الذي وضعه تحت اسم «مشروع التجديد الوطني» حمل عصارة أفكاره ونظرته لجزائر المستقبل، ويرى مقربوه أن الرجل يرفض أن يقابل الشخص «بمجرد أفكار بل يضع أمامهم مشروع بناء مجتمع حداثي». وأنت تدخل إلى المقر لأول مرة يستوقفك العدد الكبير من الشباب، يؤطرهم سياسيون ومسؤولون سابقون قرروا العمل إلى جانب الرجل الذين عرفوه طيلة سنوات، فلا يكاد يخلو جانب أو قاعة أو مكتب من عشرات الشباب «المتحمسين لخوص الحملة الانتخابية والدفاع عن مرشحهم وأفكاره»، وأغلبهم جامعيون وبعضهم متخرجين حديثا بل الكثير منهم لا يزالون في مقاعد الجامعات، عرف بن فليس كيف يجذبهم إلى صفه. استفسرنا عن سر تواجد هذا العدد الهائل من الشباب ضمن مديرية الحملة، فرد لطفي بومغار، نائب مدير الحملة المكلف بالإعلام، أن «المترشح على بن فليس حرص شخصيا على إشراك الشباب في حملته ومنحهم قدر من المسؤولية». قبل أن يضيف «هناك عامل أخر الكثير من الشباب أعجبوا به وقرروا الالتحاق بنا والعمل معنا وهم يعملون طوال النهار إلى غاية ساعة متأخرة من الليل». داخل مقر المداومة بالكاد يمكنك أن تتحدث مع أي عضو أكثر من خمس دقائق، حيث تصادف موعد زيارتنا مع الاجتماع اليومي الذي تعقده اللجنة الإعلامية التي تضم صحفيين من مختلف وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، كلهم اختاروا الوقوف إلى جانب «بن فليس» في سباق الظفر بكرسي المرادية، يعملون إلى جانب آخرين كانوا يلتحقون تباعا بالمقر بصفة دائمة ويومية، يسهرون على تحضير آخر اللمسات قبل انطلاق الحملة الانتخابية، فالكل مشغول بالمهام المكلف بها في سباق ضد الزمن. يتنقلون بين المكاتب. الكل جاهز لساعة الحقيقة..والبداية من معسكر يقول لطفي بومغار، مدير الحملة الإعلامية للمترشح علي بن فليس، بأن «كل شيء أصبح جاهزا للانطلاق في الحملة الانتخابية»، ويضيف «بأن مديرية الحملة ضبطت كل الترتيبات الخاصة بفتح المداومات وتعيين المسؤولين عليها محليا وذلك عند إعلان بن فليس ترشحه رسميا للرئاسيات».. مؤكدا «إدارة الحملة انتهت من ضبط أخر الترتيبات في انتظار بداية الحملة وانطلاق أولى التجمعات». وقال انه من ناحية تنظيم التجمعات لم تواجه لحد الآن أي مشاكل انطلاقة الحملة الانتخابية للمترشح علي بن فليس، يكون من ولاية معسكر «مدينة الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة»، ويقول لطفي بومغار، أن اختيار الولاية «له رمزية كبيرة بالنسبة للرجل الذي يسعى لبناء دولة المؤسسات دولة يسودها القانون والعدل» ليزور بعدها عين تيموشنت، في حين برمجت غرداية يوم الجمعة 28 مارس، وسيزور بن فليس مسقط رأسه باتنة يوم 5 أفريل، ثم ولايتي خنشلة وأم البواقي في 11 أفريل. ويؤكد لطفي بومغار، بأن مقر المداومة سيتكفل طيلة أيام الحملة، بمتابعة التطورات والأخبار القادمة من الولايات، حيث تقرر الإبقاء على خلية متابعة على المستوى المركزية، وأخرى متنقلة ترافق المترشح في خرجاته اليومية على مستوى الولايات، تضم في صفوفها العديد من الشباب، موضحا بان على بن فليس أعطى تعليمات بفتح المجال أمام الشباب لمرافقة الوفد المتنقل لتسيير الحملة، إضافة إلى خلية التعبئة التي سيعتمد عليها طاقم الحملة. وبخصوص الخطاب الذي سيرفعه بن فليس في رئاسيات 2014 مقارنة بالأفكار التي كان يحملها لدى ترشحه لأول مرة للرئاسيات عنها قبل 10 سنوات، قال بومغار، بأن «الأفكار والقيم لم تتغير والخطاب هو نفسه والمتمثل في إقرار دولة الحق والقانون ودولة تحترم فيها صلاحية المؤسسات». موضحا بأن بن فليس سيتطرق في خطابه لمواضيع تطرح نفسها بقوة على غرار «قضايا الرشوة والفساد حيث يقترح عقد وطني ضد الرشوة وهناك أفكار جديدة مثلا يقترح إدخال الجزائر في المجتمع الرقمي وهي مواضيع لم تكن مطروحة بنفس الحدة». أي بخلاصة القيم والمبادئ هي نفسها التي طرحها في 2004 لكن تكون مواكبة مع التحولات التي عرفتها الجزائر طيلة السنوات الأخيرة. وحسب القيادي في حملة المترشح على بن فليس، فان هذا الأخير «سيدافع عن مبدأ انتقال المسؤولية وتسليم المشعل لفئة الشباب حقيقة وليس مجرد شعارات انتخابية». بن فليس سيخوض حملة نظيفة ولا يخشى أحد عندما تسأل نائب مدير حملة «السي علي» عن ردود فعل مرشحهم عندما يدخل الحملة والتي قد يتعرض فيها للنقد أو التجريح، يرد بومغار قائلا «قد تلمسون في ردي أن هناك نوع من السذاجة في التعامل مع وضع كهذا ولكن أؤكد لكم أن مرشحنا سيخوض حملة نظيفة لن يشتم ولن يتعدى على احد ولن ينتهك حرمة احد.. سيقوم بشرح برنامجه للجزائريين الذين لا ينقصهم عنف لفظي وهم في غنى عن النقاشات العقيمة». ويشدد بومغار، بان علي بن فليس سيقترح حلول للمشاكل الحقيقية التي يعاني منها الجزائريين «حلول واقعية وقوية ستستقطب المزيد من الأنصار ولن يكون ذلك لا بالسب ولا بالشتم» ويؤكد لطفي بومغار من جانب آخر، بان المترشح على بن فليس «لا يخشى أي شيء خلال الحملة» وقال «لدينا قاعدة شعبية و بن فليس له علاقة وطيدة في كل ولايات الوطن لا يوجد أي تخوف». مؤكدا بان بن فليس سيزور ولاية غرداية أين سيلتقي بأعيان المنطقة وكل فئات المجتمع، ويجزم بومغار بان «بن فليس سيجد في المنطقة استقبالا طيبا بالنظر للعلاقات التي تربطه مع سكان غرداية بكل مكوناتها منذ عدة سنوات» لا نملك الملايير والحملة يمولها أنصار المترشح ومحبوه تمويل الحملة الانتخابية لرئاسيات 2014، من النقاط التي أثير بشأنها جدل كبير بالنظر لتفاوت الإمكانيات المادية المتاحة لكل مترشح من التنافسين الستة على سباق الرئاسيات، حيث ينفي بومغار، أن تكون إدارة بن فليس تتعامل بالملايير في تسيير الحملة، ويؤكد بان الأموال التي تدار بها حملة بن فليس «تأتي من محبيه ومناصريه» في انتظار استلام مساعدة الدولة خلال الأيام القادمة كما ينص عليه القانون. كما ينفى بومغار أي علاقة للمترشح علي بن فليس بقناة «الأمل» التي شرعت منذ أيام في بث صور المترشح على بن فليس وأناشيد وطنية، وقال بهذا الخصوص «أحد محبي بن فليس استحدث هذه القناة كمساعدة وهو مشكور على دعمه وله الحق في دعم المترشح الذي يراه الأنسب لقيادة البلاد ولكن ليست القناة الرسمية للمترشح على بن فليس وليس مسؤولا على محتواها وليست ناطقة باسم المترشح علي بن فليس لان كل ما يتعلق بتسيير الأمور الإعلامية تتكفل بها لجنة الإعلام على مستوى مديرية الحملة حملة على شبكات التواصل الاجتماعي ويبرز دور الشباب المشارك في حملة على بن فليس، في كيفية إدارة مواقع المترشح على شبكات التواصل الاجتماعي «فايسبوك وتويتر»، أين ينشط شباب على "فضاء آخر" هو "الفضاء الإفتراضي" على شبكة الأنترنت، ويقول لطفي بومغار بان «المترشح له موقع رسمي واحد في نفس الوقت المحبين أحرار في فتح صفحات أخرى مؤيدة للمترشح». وهو ما يؤكد –حسبه- على الشعبية التي يتمتع بها المترشح. وذكرت إحدى الناشطات التي تعمل مع زملائها في الحملة على متابعة الصفحة الرسمية للمترشح، أن الخلية تستقبل العشرات من التعليقات وترد على المتصلين بالصفحة، والذي يقدر عددهم بالآلاف يوميا. مرشحنا لن يقصى أحدا ويريد جمع كل أطياف المجتمع سيخوض على بن فليس رئاسيات 2014 لاستمالة كل الجزائريين على اختلاف توجهاتهم السياسية دون إقصاء، ويقول لطفي بومغار بهذا الخصوص بان «الوعاء الانتخابي للمترشح هو الشعب الجزائري بكل أطيافه من التيار الوطني إلى الديموقراطي إلى الإسلامي». ويستدل في ذلك بالإمضاءات التي حصل عليها المترشح من المنتخبين المحليين والتي ضمت منتخبين في التيار الوطني و الديموقراطي وكذا المحسوبين على الإسلاميين. ويرى بومغار بان هذا التوجه الذي رسمه بن فليس لنفسه بجمع كل الأطياف» سيجسده في حال وصوله إلى كرسي الرئاسية بالدعوة لإقامة «حكومة وحدة وطنية لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها الجزائر». ويقول بومغار بان المترشح علي بن فليس طرح برنامجا يحمل حلولا لكل الجزائريين، وكل من يرى بان البرنامج يناسبه فهو مرحب به، وقال بان بن فليس «لن يقصى أحدا».