سكان بوادي الزناتي في مسيرة من أجل العمل و رد الاعتبار للمدينة العريقة خرجت مجموعة من سكان مدينة وادي الزناتي أمس في مسيرة احتجاجية منددة بالوضع الاقتصادي و الاجتماعي الذي تعيشه عاصمة سهل الجنوب بقالمة في السنوات الأخيرة. و قد بدأت المسيرة قبل منتصف النهار بطريقة سلمية جابت الشوارع الرئيسية و الساحات العمومية و رفع المحتجون شعارات تطالب بالعمل و السكن و وقف ما وصف بالتهميش الذي تعاني منه المدينة العريقة في كل المجالات الاجتماعية و الاقتصادية . غير أن الوضع تطور بسرعة و خرجت المسيرة عن طابعها السلمي حيث توجه المحتجون إلى المدخل الشرقي للمدينة و قاموا بإغلاق الطريق الوطني 20 الرابط بين قالمة و قسنطينة مستعملين الحجارة و المتاريس و شلت حركة المرور تماما عبر الطريق الاستراتيجي ،و اضطر المئات من مستعملي الطريق إلى التحول باتجاه عين مخلوف عبر الطريق الوطني 81 و برج صباط و بوحمدان عبر الطريقين الولائيين 19 و 27 . و قد انتشرت الشرطة بالمدينة و رافقت المحتجين عبر الشوارع و الساحات العمومية وسط مخاوف من انزلاق الوضع في ظل الغضب و الاحتقان الكبير و لتوتر الذي بدا على المحتجين و هم يرفعون شعارات مطالبة برد الاعتبار لمدينة وادي الزناتي و حل مشكل السكن و التهيئة و الشغل و تحقيق ما وصف بالعدالة في توزيع المشاريع معتبرين ما تحصل عليه وادي الزناتي كل سنة أقل بكثير من المشاريع الاجتماعية و الاقتصادية التي تحصل عليها مدن أخرى يقولون بأنها كانت أقل من وادي الزناتي بكثير و في كل المجالات. و لم تستعمل الشرطة القوة ضد المحتجين عندما أغلقوا الطريق و بقيت قواتها تراقب الوضع من بعيد إلى غاية انسحاب المحتجين من الطريق الوطني 20 بعد منتصف النهار حيث توجهوا من هناك إلى مقر البلدية ثم الدائرة أين تم استقبال ممثلين عنهم من قبل رئيس الدائرة. و حسب السكان المحتجبين و اغلبهم من الشباب فإن مدينة وادي الزناتي العريقة لم تحصل بعد على حقها في التنمية و التطور باعتبارها مدينة تاريخية عريقة تمثل عاصمة سهل الجنوب الكبير و يرون بأن المسؤولين المحليين المتعاقبين على ولاية قالمة لم يولوا الأهمية اللازمة للمدينة التي تعاني من ضعف الخدمات و تراجع التجارة و العمران و انهيار الطرقات و الشوارع الرئيسة داخل الأحياء السكنية و انتشار البطالة و الآفات الاجتماعية و غيرها من المشاكل المستعصية للتي يقول المحتجون بأنها دفعتهم للخروج إلى الشارع و الاحتجاج على الوضع الذي آلت إليه المدينة.