رباعين: الرشوة أصبحت بمثابة تقليد في البلاد وعد مرشح عهد 54 للرئاسيات المقبلة فوزي رباعين أمس الأحد، من مدينة القرارم قوقة بولاية ميلة، بمنح رؤساء المجالس الشعبية البلدية والمجالس الولائية في حال انتخابه رئيسا للجمهورية، الحرية التامة والصلاحيات الواسعة في اختيار وتقرير البرامج والمشاريع و تحديد الأولويات التي تهم وتلائم بلدياتهم وولاياتهم والتكفل بالميزانية البلدية والولائية، تجسيدا كما قال للامركزية القرار الاجتماعي والاقتصادي في حين سيقتصر دور الولاة كما أضاف على الرقابة لا غير عكس ما هو معمول به حاليا، كما تعهد بإعطاء ذات الحرية والصلاحيات لمجلس المحاسبة وللمجلس الأعلى للقضاء مع تمكين القضاة من التعددية النقابية. و تعهد رباعين أيضا بتقسيم اداري جديد للرفع من عدد البلديات والدوائر والولايات. أما في المجال الاقتصادي فأكد بأن الهدف بالنسبة إليه هو تحقيق الاكتفاء الذاتي ووقف الاستيراد من خلال تمكين الفلاحين بالدرجة الأولى من عقود تملّكهم الأرض دون المساس بالملكية الخاصة المتوارثة أبا عن جد. وفي الصناعة، قال أن برنامجه ينص تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الوطنية وجعلها قادرة على المنافسة لوضع حد لهيمنة الشركات الأجنبية. وبخصوص الصناعة الثقيلة والخفيفة فالأمر متروك للتشاور بين الجزائريين لتحديد أولوياتهم فيها وتبنيها لكن الشراكة التي نريدها كما قال ليست بنفس الطريقة التي تمت مع شركة رونو الفرنسية. و فيما يتعلق بالبنوك، يقول رباعين أنها في حاجة ماسة للإصلاح الجذري حتى لا تبقى بمثابة صندوق تغرف منه الأموال و حسب، مثلما نحن في حاجة لبورصة تمنع دخول المال الفاسد لسلسلة الاقتصاد الوطني، وتسمح لنا كذلك بمعرفة مصدر الأموال التي يملكها كل واحد. و في حديثه عن الفساد قال رباعين أن «الرشوة في الجزائر أصبحت اليوم بمثابة تقاليد حيث يصطدم المواطن بهذه الآفة عندما يطالب بأبسط حقوقه». و أضاف أن المواطن يعاني من ظاهرة الرشوة, فاستخراج وثيقة إدارية من البلدية أو إدارات أخرى أو طلب قرض بنكي أو خدمات أخرى يتطلب دفع رشوة. و بعد أن أكد على ضرورة محاربة هذه الظاهرة التي تسببت في وضع اقتصادي وصفه بغير المحتمل، أبرز رباعين بأن برنامجه الانتخابي يتضمن إجراءات من شأنها محو هذه الآفة من خلال تفعيل مؤسسات الرقابة لاسيما منها مجلس المحاسبة. كما وعد رباعين في هذا السياق، في حالة انتخابه رئيسا للجمهورية بإعادة الاعتبار لكل من جهاز الجمارك الجزائرية باعتبارها فاعلا محوريا في حماية الاقتصاد الوطني و المفتشية العامة للضرائب و تدعيم المجتمع المدني للقيام بدوره الرقابي. و بمناسبة هذا اللقاء الذي ميزه حضور شباب دائرة قرارم قوقة عرج رباعين على مجريات الحملة الإنتخابية مبديا استيائه إزاء عدم تساوي الإمكانيات بين المنافسين، مشيرا إلى ما اعتبره تجاوزات تمثلت في استغلال إمكانيات الدولة من طرف بعض ممثلي الحكومة. وفي سياق ذي صلة تساءل عن دور اللجنة الوطنية للاشراف على الانتخابات في التصدي لهذه التصرفات غير القانونية. و خلص رباعين إلى القول بأن المشكل ليس في انتخابات يوم 17 أفريل في حد ذاتها وإنما فيما سيأتي بعدها، مؤكدا بأن استقرار البلاد غير مرتبط بالأفراد بقدر ما هو مرتبط بالشعب ومصير البلاد لا يتوقف على شخص واحد وإنما يحدده الشعب والأجيال المتعاقبة.