بن فليس: لا أريد عهدة إضافية دافع مساء أمس، المترشح الحر لرئاسيات 17 أفريل علي بن فليس عن سيرته الذاتية لما تولى منصب وزير العدل لثلاث سنوات ورئيسا للحكومة لنفس الفترة، و قال خلال تجمع نشطه بباتنة "تركت عرضي نظيف وجئت لأسترجع شرف الجزائريين". واستدل بن فليس في كلامه حول سيرته من خلال المناصب الحكومية التي تقلدها فيما مضى "بالمكانة القديرة" التي يحظى بها حاليا وسط الشعب في كل ولاية يحط بها خلال حملته الانتخابية، وقال بن فليس بأن ما دفعه للترشح للرئاسيات هو "غيرته على الوطن" ورغبته في "إعادة القطار إلى السكة" على حد تعبيره، وعبَر بن فليس عن سعادته وحيا مناصريه بعاصمة الأوراس التي ينحدر منها في مستهل كلمته، قبل أن يعرج بعد ذلك إلى الخطوط العريضة لبرنامجه، حيث وعد الحاضرين بأنه في حال انتخابه رئيسا للجمهورية فإنه سيرفع الغبن و الحقرة عن المواطنين المهمشين، حيث انتقد في هذا الصدد واقع الصحة بالجزائر وخاصة القطاع العمومي، وانتقد واقع التعليم أيضا ووعد بإعادة مكانة المعلم المقدسة بعد أن أصبح يحتج مطالبا بحقوقه المهدورة. بن فليس تأسف لواقع عدم استقرار الجزائر على دستور منذ الاستقلال منتقدا تعديل 2008 الذي فتح المجال لتمديد العهدات معتبرا ذلك "اغتصابا" للدستور وفي المقابل من ذلك حيَا الرئيس السابق اليامين زروال وقال بأنه أقر عهدتين في الدستور لا ثالثة لهما. بن فليس أشاد أيضا بدور الرئيس هواري بومدين، مؤكدا بأن سياسة الرئيس الراحل في مؤسسة سوناطراك كانت بمثابة المرجعية الدولية في التسيير مؤكدا بأن التسيير المالي للشركة في تلك الفترة تحت سدة حكم بومدين كانت نموذجا لمحاربة الفساد والرشوة، ليتأسف بعدها على واقع الجزائر الحالي وفقدانها يضيف المتحدث لمكانتها وسط الدول والأمم، ودعا الجزائريين إلى انتخابه يوم السابع عشر أفريل متعهدا بفرض الاستقامة خلال عهدة واحدة ليعود بعدها إلى أحضان الشعب دون المرور لعهدات إضافية. و من بسكرة اعتبر بن فليس أمس أن الجزائريين لا يزالون يعانون منذ الاستقلال من مشاكل عدم تسوية وثائق ملكية الأراضي الفلاحية وهو ما جعل قطاع الفلاحة يتأثر سلبا من هذه الوضعية . وتعهد في حال انتخابه رئيسا بإحداث وزارة جديدة ستكلف بتسوية ملكية العقار الفلاحي وتوفير الشروط الضامنة حسبه لإحداث إصلاح فلاحي حقيقي على حد تعبيره. كما وعد برد الاعتبار لابن المدينة العقيد محمد شعباني الذي قال انه لم ينل حقه من الجزائر. وخلال تنشيطه أمس لتجمع شعبي بالقاعة متعددة الرياضات سيدي عبدون ببسكرة قال المترشح للرئاسة أن مشاكل الجزائريين تجتمع في البطالة والفقر والمحسوبية غير أن سكان ولاية بسكرة التي تتميز بطابعها الفلاحي يعانون من مشكل خاص يتمثل في عدم تسوية ملكية العقار الفلاحي ، واعتبر أنّ هذا المشكل يعود لسنوات الاستقلال الأولى حيث بقيت مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية منذ ذلك الوقت كما قال تابعة للخواص دون وثائق ملكية رسمية تؤكد حيازتهم لها. وأكد أن برنامجه الانتخابي يتضمن في هذا الصّدد إحداث وزارة مستقلة ستكلف بمهام تسوية وثائق ملكية العقارات الفلاحية وإنهاء مشاكل الملكية بدون عقود . و أضاف أن برنامجه يهدف إلى توفير الشروط الضامنة لإصلاح فلاحي حقيقي وذكر من بين الشروط تسهيل منح رخص حفر الآبار الفلاحية والتقليل من البيروقراطية التي تشهدها هذه العملية حاليا كما تعهد بتخفيض تسعيرة الكهرباء الفلاحية بغرض تقديم الدعم المباشر للفلاحين الحقيقيين كما قال. وعاد بن فليس بمناسبة تواجده في مدينة بسكرة التي وصفها بمدينة العلم والعلماء للحديث عن بعض رموزها من شهداء وعلماء ومجاهدين وتعهد بتكريم العلماء والمثقفين والفنانين الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الجزائر. وذكر من بين أبطال ولاية بسكرة التي كشف أن ثراها يضم قبري والده وأخيه الأكبر غير أنه لا يعرف مكانهما بالتحديد كما قال، الشهيد سي الحواس والعقيد محمد شعباني وقال بأن هذا الأخير "صنع جزءا من مجد الجزائر غير أنه لم ينل حقه" على حد تعبيره ، وتعهد بأنه سيرد الاعتبار له و"سيأتي يوم تقر الدولة أن هذا الرجل - العقيد شعباني- لم ينل حقه من الجزائر " مثلما أضاف. وفي ختام خطابه أمام الحضور قال بن فليس بأن محطة هامة في تاريخ الجزائر آتية يوم 17 أفريل وخير الجزائريين بين أحد الخيارين كما قال "إما إجراء انتخابات نظيفة وشفافة سيعرف خلالها القطار طريقه في سكة إخراج الجزائر من الأزمة" على حد تعبيره، و "إما سينجح من تعودوا على البرمجة المسبقة في السطو على إرادة الشعب واغتصاب السيادة الشعبية وبالتالي سينجحون في مد عمر الأزمة". وانتقد أطرافا تتهمه بالعمالة للخارج ورد عليها بأنه لا يعرف حتى مكان قبر والده فكيف له أن يكون عميلا للخارج. ليؤكد بن فليس في الأخير أنه لن يسكت في حال تزوير الانتخابات. و من بريكة دعا بن فليس عشية أمس، أنصاره إلى التقدم بقوة نحو مراكز التصويت من أجل إثبات قدرتهم على التغيير وإحداث القطيعة مع النظام الحاكم لأن استمراره – حسب كلامه – لن يُغير من واقع الشباب شيئا، حيث أكد خلال تجمع بالمركز الثقافي "أحمد بن علية" وسط المدينة بأنه قد حان الوقت للتغيير واختيار الأفضل لهذه البلاد، من خلال انتخاب رجال أكفاء لقيادة الشعب نحو مجتمع يكفل الحريات العامة للأفراد. ياسين عبوبو/ ذباح . ت/بلال بن ايدير