بيع أمس سمك السردين ب 500 دينار للكلغ في سابقة لم تعرفها سوق الأسماك بجيجل، عبر تاريخ هذا النشاط التجاري الذي يفترض أن تكون أسعار السمك الأزرق في متناول أصحاب الدخل الضعيف، قياسا بما يتوفر عليه الساحل الجيجلي من ثروة سمكية. لكن لم يتم اصطياد سوى 4800 طن العام الماضي بعد أن تراجع انتاج العام ما قبل الماضي الذي بلغ 6300 طن بحسب ذات المديرية التي أرجعت أسباب هذا الانخفاض الى الظروف المناخية غير الملائمة للصيد، فضلا عن التوقفات التي كانت بسبب اخضاع أسطول الصيد للصيانة والنقص المسجل في الثروة السمكية الزرقاء من مناطق الصيد الاعتيادية لوجود التيارات البحرية، كما ساهم تحويل نشاط 28 سفينة خارج الولاية في قلة الانتاج. غير أن مستهلكي الأسماك خاصة السردين يرون في الارتفاع القياسي للأسعار مرتبط بوجود العديد من الوسطاء، يتناوبون على شراء الأسماك ثم اعادة بيعها وكل واحد هامش للربح، قبل أن تصل الى المستهلك بسعر لا يقل عن 450 دينار في أحسن الأحوال. فضلا على تسويق منتوج الولاية نحو المدن الداخلية، وكذا تصدير حوالي 5 آلاف طن سنويا من الأسماك نحو تونس، ايطاليا وفرنسا وانخفاض عدد رخص ممارسة الصيد القاري على مستوى السدود، الى جانب غياب مسمكاة للبيع بالجملة هذه المعطيات والعوامل التي لم تكن في صالح الصيادين حسب مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية لم تقنع المترددين على سوق الأسماك حيث اعتبروا أن الزيادة المرتفعة المتتالية في أسعار الأسماك غير مبررة، وكان بالامكان تخفيضها بنسبة 50 بالمائة لو كانت هناك آليات وضوابط مهنية وقانونية في تسيير هذا النشاط التجاري الذي لم يتوقع سكان مدينة جيجل بل لم يصدقوا بلوغ سعر الكلغ من السمك الأزرق 500 دينار. ع. قليل