الثقافة ستكون في صلب الإهتمام وعد والي قسنطينة السيد نور الدين بدوي خلال إشرافه نهاية الأسبوع الماضي على انطلاق فعاليات الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف على أن تكون الثقافة في صلب اهتماماته لإعادة الإعتبار للفاعلين في الشأن الثقافي شيوخا كانوا أو شبابا، وقال أن قسنطينة تستحق هذا الإهتمام لأنها عاصمة العلم والثقافة. ممثل وزيرة الثقافة السيد عبد القادر بن دعماش بدوره قال في كلمته أن عملية التأسيس الرسمي للنواة الثقافية التي بادرت بها وزارة الثقافة قد توجت حتى الآن بميلاد 120 مهرجان عبر الوطن وحصة ولاية قسنطينة من هذا الكم أكثر من سبع مهرجانات محلية وطنية ودولية تمس مختلف ألوان الثقافة والفنون. وقبل ذلك تحدث محافظ المهرجان الأديب جمال فوغالي الذي قال أن الطبعة الرابعة هي تخليد لروح الفنان المرحوم عبد القادر التومي التي ترك بصمات في المالوف القسنطيني كأحد الأعمدة الفنية التي أثرت هذا التراث بأروع المقطوعات الموسيقية مشيدا بالأسرة الفنية التي تتواصل مع الذاكرة الفنية. وحظي شيوخ المالوف بتكريمات المهرجان حيث منحت عائلة الشيخ عبد القادر التومي درع المهرجان وشهادة شرفية عرفانا بما قدمه الرجل للفن القسنطيني، وتوالت بعد ذلك التكريمات التي شملت كل من عميد المالوف الحاج محمد الطاهر فرقاني، والشيخ درسوني، والشيخ أحمد سري من العاصمة وفناني بونة حمدي بناني وذيب العياشي، وقد تتبع الحضور شريط وثائقي حول سيرة الشيخ التومي. قاعة المسرح الجهوي التي تحتضن هذه التظاهرة، توافد عليها جمهور غفير من محبي المالوف، حيث كانت السهرة الأولى من نصيب الفنان سليم فرقاني والفنانة التونسية أمينة صرارفي، حيث سافر الجمهور في رحلة إلى عالم الموسيقى الأندلسية مع هذا الثنائي الذي أعطى نكهة للمهرجان في أول أيامه، فتفنن نجل شيخ المالوف الفنان سليم فرقاني في آداء بإشرافات طبوع المالوف القسنطيني الذي يتميز بإيقاع وموسيقى متجذرة في التراث.. أوتار العود تدندن مرفوقة بزغاريد القاعة التي لم تنقطع تحية لخليفة الحاج فرقاني الذي أبدع فأمتع الجمهور. ورغم الحضور اللافت لموسيقى المالوف فإن هذه التظاهرة كما هو مسطر في البرنامج تضم ألوانا موسيقية أندلسية مغاربية وعربية وأوروبية حيث تشارك تونس وليبيا والمغرب وسوريا وإسبانيا وإنجلترا وهذا لتمكين الجمهور من التعرف على مختلف ألوان الموسيقى الأندلسية. إبنة تونس الفنانة أمينة الصرارفي مع فرقة العازفات قدمت عرضا استعادت فيه أشهر الألحان التراثية التي أستلهم منها ملحنون عرب نغمات الأغاني الأندلسية. وينتظر أن تعيش قاعة المسرح الجهوي بقسنطينة إلى غاية يوم الخميس برنامجا ثريا ومنوعا تشترك فيه عدة فرق فرقة الأندلس من سوريا وجمعية مقام من قسنطينة، وفرقة حسن لعريبي للمالوف من ليبيا، وفرقة الفنانة بيتونيا أوليفيد من إسبانيا، وكذلك الفنان المغربي بنيس عبد الفتاح. وتنظم على هامش هذه التظاهرة سلسلة من المحاضرات حول الموسيقى الأندلسية والتراث الفني من تقديم فنانين ومختصين من داخل وخارج الجزائر. وحسب البرنامج المسطر فإن الفنان المغربي بنيس عبد الفتاح سيكون ضيف السهرة الثالثة رفقة الفنان طارق زعزع من قسنطينة.