الديكور الغربي يزيح التقليدي المحلي من قاعات الافراح باتت التصاميم المقّلدة تطغى على ديكور قاعات الأفراح التي لا يكف عددها عن التضاعف من سنة إلى أخرى، و يؤكد بعض محترفي الديكور بأن أغلبها مأخوذة عن الفضائيات و مواقع الانترنيت و المجلات المتخصصة و بشكل خاص الغربية، فيما تراجع الطلب على المنصات المستوحاة من الأعراس التقليدية المحلية. و مع تزايد عدد قاعات الأفراح، و انتشارها بكل مكان بالأحياء السكنية و حتى المناطق الصناعية و خروج الأفراح من الحيّز الأسري الضيّق، زاد الإقبال على خدمات محترفي الديكور الذين تملأ إعلانات بعضهم مواقع التواصل الاجتماعي و اكتفى بعضهم الآخر بإلصاق أوراق عليها أرقام هواتفهم بواجهات المحلات أو بصالونات الحلاقة و توزيع بطاقات الزيارة لاسيما لدى تنظيم المعارض. و لأن العرسان أصبحوا يولون اهتماما مفرطا بمنظر المكان الذي يحتضن مراسيم عرسهم بدء بمدخل القاعة و المنصة وصولا إلى قالب الكعك المركب»بياس مونتي»و ما يرافقه من إيتيكيت خاص. عدد من أصحاب وكالات تنظيم الأفراح و ديكور قاعات الأعراس بقسنطينة أرجعوا سبب احترافهم لهذا النشاط الجديد على المجتمع الجزائري، بتضاعف الإقبال على خدماتهم مما شجعهم على فتح مؤسسات مصغرة و وكالات كان التفكير فيها منذ وقت قريب بمثابة الرهان غير المضمون. و قال صاحب وكالة أعراس بالقماص، بأن الكثيرين باتوا يفضلون ترك مهمة الديكور للمختصين، بدافع الحصول على شيء مميّز يتباهون به و يزيد من نجاح المناسبة السعيدة و يمنحهم أجواء أكثر راحة و جمالا تزيد من جمال صور الذكرى، موضحا بأنه و فريقه المتكوّن من خمس متعاهدين و خياطة محترفة يحرصون على تقديم تصاميم تواكب الموضة لإرضاء و تلبية أذواق الشباب الذين أصبحوا متطلبين أكثر، و يحاولون قدر الإمكان تقديم موديلات مغرية و منافسة لما يعرضه باقي المصممين، قائلا بأنهم يعتمدون استخدام خامات ذات الألوان الفاتحة و الذهبية التي تتماشى و الموجة الحالية، مع حسن انتقاء أطقم الطاولات و أغطية جذابة للكراسي. و من جهتها قالت ممثلة عن دار مختصة في ديكور الأفراح بسيدي مبروك بأن قاعات الأفراح في بداية ظهورها بمدينة قسنطينة لم تكن تهتم بالديكور و كل ما توّفره طاولات و كوشة للعريسين، الشيء الذي حفزها على خوض تجربة الديكور في هذه الفضاءات، مستوحية فكرتها من الفضائيات المتخصصة و على رأسها «مسايا»، و رغم نقص ثقافة الديكور و رفض الأسر دفع تكاليف إضافية خارج نطاق الأكل و الشرب، إلا أنها تمسكت بفكرتها و نجحت في كسب ثقة الزبائن و كسبت الكثير من وراء نشاطها الذي وسعته لتهيئة و تزيين قاعات المحاضرات و اللقاءات الثقافية. من ألف ليلة و ليلة إلى الحلم الأوروبي و عن التصاميم المطلوبة من قبل العرسان، قال الحرفيون بأن الأكثرية يميلون للتصاميم الأوروبية، فيما يفضل الأغلبية الكوشة التركية، وكذا التصاميم التقليدية القسنطينية يقول سفيان بوهيدل ممثل «مرجانة ديكو». نفس الشيء أكدته من جهتها لمياء عمور ممثلة «دار التصاميم الراقية» التي أسرت بأنهم يعتمدون على الانترنت لتوسيع كتالوج عروضهم، حيث يعيدون تجسيد أجمل التصاميم باستعمال خامات ذات جودة عالية سواء تعلّق الأمر بأقمشة الستائر الملكية أو سمط الطاولات و اكسسواراتها الفاخرة. و أكدوا استمرار الطلب على تصاميم ألف ليلة و ليلة التي يطبعها الستيل الملكي و بشكل خاص بالنسبة للأريكة ذات الزخارف الذهبية، مشيرين إلى تزايد الطلب على الموديلات العصرية البسيطة و الجميلة و المستوحاة من التصاميم الأوروبية. و بخصوص الأسعار قالت المصممة ميساء بوعافية بأنها تتراوح بين مليوني سنتيم و سبعة آلاف سنتيم عند الأغلبية و ثمة مصممين وصلت تكاليف خدماتهم إلى 17مليون سنتيم، لكن هؤلاء يتعاملون أكثر مع الشركات و العائلات الميسورة تقول ميساء التي أوضحت بأن هناك الكثير من الزبائن من يقترحون تصاميم خاصة يقومون بتجسيدها لهم إن كانت سهلة و لا تتطلّب الكثير من الوقت و المواد. و من جهته ذكر سفيان بوهيدل بأن المغتربين أكثر الزبائن طلبا للتصاميم غير الموجودة ضمن الموديلات المقترحة عليهم. التصوير، المونتاج و الألعاب الضوئية خدمات مضمونة و انطلق عديد الحرفيين من فكرة التصميم لكنهم وسعوا عروضهم و خدماتهم لمنح فرص عمل للشباب البطال و بشكل خاص لهواة الصورة و الصوت و الإضاءة و الموسيقى ، بأمل توسيع وكالاتهم إلى شركات كبرى تشرف على ترتيبات العرس من أوله إلى آخره كما هو رائج بالخارج.