اللجوء إلى متعهدي حفلات الزفاف لتنظيم الأعراس و تجنب التعب منصة مستوحاة من ديكورات قصور الملوك تليق ببلاطوهات التصوير في الفن السابع، تتمازج فيها الألوان الذهبية و الفضية مع الألوان العصرية على الموضة تتوسطها باقات الأزهار بألوانها المتباينة تزيدها الإضاءة سحرا، هذه عيّنة من العروض المغرية التي يقدمها متعهدو حفلات الزفاف للترويج لنشاطهم الجديد الذي لم يكن يوما ضمن قائمة أهل العروسين الذين تعودوا على القيام بكل الترتيبات بمفردهم دون اللجوء إلى خدمات متعهدي الحفلات الذين لا يكاد عددهم يزيد عن عدد أصابع اليد بقسنطينة. شولاخ خديجة و قبايلي نسيم شابان خاضا تجربة ترتيب حفلات الزفاف لكن في مجال الديكور و الفرجة فقط، قالا أنهما درسا فن الديكور بمركز للتكوين المهني و بدأوا تطبيق ما تعلماه في أعراس العائلة فأثارا الانتباه و بدأ الناس يطلبون مساعدتهما ففكرا في خوض المغامرة و احتراف هذا النشاط من خلال انضمامهم إلى جمعية رائدة الصخرة العتيقة التي ساهمت في إبراز موهبتهما في صنع تحف الزينة و الديكور الجميل قبل تشجيعهما على خوض تجربة تنظيم حفلات الزفاف و إن اقتصرت مهمتهما حتى الآن على تزيين القاعات و اختيار ما يليق بها من إكسسوارات تزيد من بهاء الديكور العام.و ذكرت المنظمة شولاخ خليدة أن الاهتمام بنشاطهم و طلب خدماتهم يتزايد يوما بعد يوم، تحت رغبة الكثيرين في التخلص من كابوس ترتيبات مناسبات الزفاف و الأعراس المتعبة، حيث أصبح الكثيرون لا يترددون عن دفع المال من أجل التمتع بفرحهم دون تعب و لا تهمهم التكاليف طالما ستكون النتيجة مشرفة أمام الضيوف. و استطرد زميلها نسيم بأن خدماتهم يزيد الطلب عليها بفضل تفننهم في ضمان الفرجة للضيوف الذين مل الكثيرون منهم حضور الأعراس من أجل الأكل و الرقص فقط حسبه، مما دفعهم إلى البحث عن طريقة تجنبهم الملل، فاستوحوا فكرة الفرجة من الأعراس القديمة التي كان يحضرها الجميع بدافع الفضول و الرغبة في مشاهدة اللوحات الفنية الجميلة التي تبدع فيها الفرق التقليدية و الفلكلورية. غير أنهم أضافوا لمسات عصرية تتماشى و الموضة و جعلوا العروس تشعر بأنها أميرة فعلا تلك الليلة بفضل الديكور الساحر و ما يرافقه من عروض و خدمات راقية تزيد من جمال المنظر العام . و من أهم تلك الخدمات مرافقة عشر فتيات للعروس و هن تحملن جميعا شموعا مزّينة تليق بأفراح الزفاف، قبل وصول العروس إلى المنصة و جلوسها على أريكة أشبه بآرائك الملوك يقف على جانبيها شابين يتقمصان دور مروحي الملوك و الأمراء معيدين بذلك صور ألف ليلة و ليلة. ثم تأتي لحظة تقطيع حلوى العروسين التي لا تخلوا هي الأخرى من اللمسات الإبداعية التي قالت عنها إحدى زائرات جناح متعهدي الحفلات في المعرض المنظم بحر الأسبوع الماضي أنها أشبه بالديكورات المقترحة على فضائية "مسايا" المتخصصة في عرض ديكورات الأعراس المغرية، لما يقترحه المنظمون من خدمات متميزة كوضع السكين و الخواتم على وسائد جميلة. كما يهتمون هم أيضا بتزيين قالب الحلوى على طريقتهم. و عن تكاليف إعداد ترتيبات العرس داخل القاعة قال الشاب قبايلي نسيم أنها تتراوح بين 30000دج و 50000دج فما فوق، مؤكدا أن الطلبات تكثر على خدماتهم المتعلقة بتزيين منصة العروس، مرجعا ذلك للسعر حيث أن تزيين المنصة مع قطعة الحلوى لا تتعدى ال30ألف دج، أما تزيين القاعة بما فيها الطاولات يصل إلى 50ألف دج. و خلال تواجدنا بجناح متعهدي حفلات الزفاف خلال معرض الحرف الذي نظمته جمعية رائدة الصخرة العتيقة الأسبوع الماضي، لاحظنا اهتمام الفتيات بشكل خاص و إعجابهم بالنموذج الموضوع لإحدى الديكورات المقترحة من قبل المنظمين. و قالت أسيا (27سنة) أنها لم تكن تعرف بوجود مؤسسات أو متعهدي حفلات زفاف بقسنطينة و اكتشفت ذلك اليوم فقط و هو ما أثار اهتمامها ورغبتها في التميّز في حفل زفافها " هو يوم في العمر، و أريد أن تكون أجمل ذكريات فيه، و سأدفع بصدر رحب ما سيطلوبنه بشرط أن يضمنوا لي ديكورا كهذا ...هو بالفعل كديكور الأفلام".