هي ليلة العمر التي تحلم بها كل فتاة وكل شاب، الليلة التي لا تتكرر في العمر إلا مرة واحدة، وكثيرون يمضون أياما وليالي وأشهرا وهم يخططون، ويفكرون في السبيل الأمثل لتنظيم عرس على أعلى مستوى، يستجيب لتطلعاتهم وأحلامهم، بعيدا عن أية نقائص أو سلبيات مهما كانت، هذه الاستعدادات التي تنطلق على قدم وساق، بمجرد إعلان الخطوبة، لطالما تسببت في إرهاق معنوي وبدني ومادي للعائلة الجزائرية المقبلة على تنظيم عرس أحد أبنائها، خاصة الذين يرغبون أن تكون ليلة عرسهم، واحدة من ألف ليلة وليلة· فضائيات الأعراس تغير الذهنيات مع غزو الفضائيات العربية الخاصة بالأفراح والأعراس فحسب، كقناة (مسايا) مثلا، المتخصصة في الأعراس وما يرافقها من تحضيرات منذ البداية وإلى النهاية، وكذا غزو المسلسلات التركية والخليجية والسورية التي تقدم للمشاهدين العرب نماذج مختلفة عن الحياة اليومية والمناسباتية لمجتمعها، انتبهت العديد من الجزائريات إلى التحضيرات المميزة والجميلة التي ترافق الأعراس العربية خاصة في يوم الزفاف بالذات، من حيث قاعات الحفلات، ومكان جلوس العروس، ومقاعد الضيوف والمدعوين، ونوعية الموسيقى والتصوير والإضاءة، والفِرق الموسيقية، وغيرها من الترتيبات الأخرى، ما يجعل حفل الزفاف حفلا أسطوريا، والأهم في كل ذلك، أن أفراد عائلتي العروسين، يكونون مرتاحين تماما، فلا جري ولا هرولة، ولا قفز هنا وهناك، ولا توتر، ولا ضغط، ولا عصبية، إلى درجة أن كثيرا من أفراد العروسين المقربين لا يحضرون العرس بسبب انشغالهم باستكمال الكثير من الإجراءات والترتيبات، والله وحده من يدري إن كان كل ذلك التعب، قد ينتهي إلى نتيجة إيجابية ومرضية للعروسين وعائلتيهما والمدعوين على حد سواء· من هذه النقطة، ظهرت وكالات تنظيم الأعراس بصورة قوية في الجزائر خلال السنوات القلية الماضية، هذه الوكالات التي تولت على عاتقها مهام تحمل كافة التحضيرات والترتيبات الخاصة بأعراس العائلات الجزائرية، منذ اللحظة الأولى، وتولي زمام كافة الأمور، بما يضمن راحة بال أفراد العائلة والعروسين، بتخليصهم جميعا من التفكير في بطاقات الدعوة وكراء القاعة، وال(دي جي) أو الفرقة الموسيقية، وغيرها من الأمور الأخرى التي تكلفهم الكثير من الجهد والوقت والمال، وربما لن يتمكنوا في النهاية من الإلمام بكل تلك الأمور، لتبقى هنالك نقائص تؤرقهم، وتقف حائلا دون استمتاعهم بالعرس ورضاهم عنه· لمسة السلطان وكالة (دار السلطان) لتنظيم الحفلات والأعراس، التي كانت حاضرة بقوة في معرض حواء بقصر المعارض المنظم بمناسبة الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة، واحدة من الوكالات التي أثبتت وجودها وتميزها بقوة على ساحة الأفراح في الجزائر، تأسست قبل نحو ست سنوات، وتصر دائما على تقديم خدمة مميزة للعائلة الجزائرية، وجعل عرسها شبيها بالأعراس الملكية، حسب مديرها السيد (رضا) فإن الهدف الرئيسي للوكالة هو تخفيف العبء عن العائلة الجزائرية وهي تحضر ملاقاة عرسها، ومساعدتها على تنظيمه، في أحسن صورة، وضمان نجاحه وتميزه بكل شكل· وكالة السلطان التي نجحت منذ تأسيسها في تنظيم أكثر من 250 حفل متنوع، بين زفاف، خطوبة، ختان، وغيرها من المناسبات الأخرى، استطاعت كسب ثقة زبائنها وعملائها الذين يشملون إلى جانب العائلات الجزائرية، وزارة تهيئة الإقليم والديوان الوطني للسياحة، وعددا من الفنادق، كفندق الأمير ودار الضياف وسفير مزافران، إضافة إلى عدد من قاعات الحفلات بمختلف مناطق العاصمة وضواحيها· وتتولى الوكالة المذكورة، بالنسبة لكل العائلات التي لديها مناسبة خاصة ومميزة، وترغب بإنجاحها، حسب محدثنا السيد رضا، عددا من الخدمات الراقية، ويستطرد ذات المتحدث قائلا، إن أهم ما يجب الإشارة إليه، هو أن الأسعار مناسبة وفي متناول العائلات الجزائرية بمختلف طبقاتها، البسيطة والمتوسطة والغنية، تبدأ ب20 مليون سنتيم فما فوق، ومن بين الخدمات التي تقدمها الوكالة لزبائنها، فرق موسيقية أو مطربين، في مختلف الطبوع، العاصمي، الشعبي، الشاوي، الراي، القبائلي، بالإضافة إلى فرق ال(دي جي) والزرنة، وكذا مصوري كاميرا ومصورين محترفين من الجنسين، هذا إلى جانب تولي خدمات مختلف أشكال المأكولات والحلويات، بموائد متنوعة، جزائرية، مغربية، مشرقية، وأيا كان نوعها، مع متخصصين في التقديم والتوزيع والتحضير من كبار الموظفين في أرقى الفنادق· وقد تبدو مثل هذه الخدمات في مجملها، مكلفة للغاية، وهو ما يمكن أن تتخوف منه بعض العائلات الجزائرية، لاسيما البسيطة منها، غير أن السيد رضا يؤكد على أن خدمات الوكالة موجهة لجميع الفئات دون استثناء، وهناك العديد من العروض والتخفيضات التي يمكن اللجوء إليها لأجل مساعدة كل من يقصد الوكالة وهو يرغب في خدماتها المميزة· بين متحمس ومتخوف من التكاليف·· المواطنون من جهتهم تختلف آراؤُهم باختلاف إمكانياتهم المادية دون شك، ففي الوقت الذي اجتذب فيه جناح الوكالة عددا مهما للغاية من الزائرات اللواتي أبدين إعجابهن بالخدمات المقدمة، فإن مشكل التكاليف يبقى العائق الأكبر أمامهن، فبعضهن يعتقدن أن الأمر يتطلب الكثير من المال، تقول إحدى السيدات التي دردشنا معها في الموضوع أمام جناح الوكالة بمعرض حواء، إن الخدمات التي تقدمها بالفعل تريح أصحاب العرس وتخلصهم فعلا من التفكير المستمر والمتواصل في كافة التفاصيل مادام (أن عرس ليلة تدبيرو عام) مثلما يقول المثل الشعبي الجزائري، ولكن التكاليف تبدو مرهقة أيضا، خصوصا للمنتمين إلى الطبقات المتوسطة والبسيطة، ما يجعل خدماتها، بالنسبة إليها، موجهة لأبناء الطبقات الراقية وليس لأبناء (الزوالية)· غير أن سيدة أخرى قالت، إنه حتى عرس (الزوالي) يمكن أن تصل تكاليفه إلى أكثر من 70 مليون سنتيم أحيانا، باحتساب قاعة الحفلات، وتكاليف مأدبة العشاء، والمصور، سواء الكاميرا أو الصور، بالإضافة إلى الدي جي، والحلويات، وما شابه ذلك، وبالتالي فمادام أن العائلة ستخرج مبلغا ماليا محترما للغاية ومعتبرا في كافة الأحوال، فمن الأجدر أن يتم منحه لهذه الوكالة والتخلص من كافة آلام الرأس وكل أشكال التفكير والتعب من أجل التحضير لعرس في المستوى، لتتولى هذه الوكالة كافة الأمور من بدايتها إلى نهايتها، مادام أن النتائج مضمونة في كافة الأحوال· العمارية تكتسح الأعراس الجزائرية من الأشياء التي لاقت رواجا كبيرا في الأعراس الجزائرية مؤخرا، العمارية، وهي عبارة عن كرسي تجلس عليه العروس، ويحمله أربعة رجال، وهي تقليد مغربي قديم للغاية، لكنه صار الآن مطلوبا بشدة من طرف العرائس في مختلف ولايات الوطن، يقول السيد رضا عن العمارية، إن الوكالة تقدم أشكالا كثيرة منها تناسب ذوق وميول كل عروس، وتكلف نحو 30 إلى 40 ألف دج، بالإضافة إلى تجميل ووضع ديكور مكان تصديرة العروس الذي أضحى هو الآخر يخضع لرغبات وتطلعات كل عروسين، مادام أنه المكان الرئيسي لجلوسهما، ومع متابعة الكثير من الشباب الجزائري مؤخرا لتقاليد الأعراس العربية والغربية على السواء، فقد لاحظوا أن مكان جلوس العروسين، غالبا ما يكون مميزا ومختلفا، ولذلك فإن الوكالة تعرض ديكورات تتناسب وميول كل عروسي، كالديكور العربي المشرقي والديكور المغربي والديكور الكلاسيكي، وديكور الأحلام، وغيرها من الديكورات المميزة، التي تجعل العروس أو العريس على حد سواء، يشعرون وهم جالسون بالمكان بالتميز، وبالسعادة حقا· وعدا مكان جلوس العروسين، فإن للمدعوين أيضا، نصيبهم فيما يتعلق بتزيين الكراسي والطاولات، بمختلف أنواع الحرير والقماش الرفيع، والشموع، وغيرها من الأشياء الأخرى التي تجعل القاعة كلها تبدو في وضع منسجم ومتناسق، ومرتب بطريقة جميلة جدا ورائعة، وتمنح المدعوين الشعور بالراحة والهدوء والجمال، وتجعلهم يستمتعون أكثر فأكثر بالعرس، مع الاهتمام أيضا بمختلف الجوانب التقنية التي من شأنها أن تجعل صور العرس والفيديو على مستوى عال من الدقة والوضوح والاحترافية، من خلال تقنييها في الإضاءة والصوت· وبمناسبة العيد العالمي للمرأة، خصصت الوكالة على مستوى جناحها بقصر المعارض، تخفيضات هامة للغاية على كافة خدماتها، وصلت إلى نحو 10 بالمائة، مع تنظيم طومبولا وهدايا مميزة حسب مدير الوكالة السيد رضا لضيفات وزائرات المعرض·