دكتورة من السوربون و منتجة أفلام تحمل نظارات خاصة لرؤية المجتمع وزيرة الثقافة الجديدة نادية لعبيدي امرأة سينما و علم اجتماع رفضت الاكتفاء بوجه واحد من نشاطها مارست التدريس و الإخراج و الإنتاج السينمائي مفضلة الأفلام الوثائقية التي تبرز قضايا اجتماعية جادة مثل الأمهات العازبات و ساهمت بشكل كبير في تأسيس المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران. و ترفض أن يرتبط عملها السينمائي بكونها امرأة ، قائلة «كوني امرأة لا يعني بالضرورة أن أكون مخرجة أفلام عن المرأة». وتؤكد «لا أقبل أن أوضع في قالب محدّد أو أُصنّف في خانة معينة. أنا مبدعة، والمبدع الحقيقي لا يرتبط بلون ولا تقيّده حدود»، ثم تضيف «قضيتي هي الإنسان، ذكرا كان أو أنثى أو كائنا غريبا». درست نادية لعبيدي شرابي علم الاجتماع بجامعة الجزائر، وهو التخصّص الذي قالت إنه مكّنها من امتلاك «نظّارات خاصة» لرؤية المجتمع. لعلها النظارات نفسها التي استعانت بها لتقتحم المجال السمعي البصري من بوابة الأفلام الوثائقية، مجال تخصّصها الأكاديمي، وقد عملت بمديرية الإنتاج «الكاييك»، واشتغلت كمساعدة مخرج ، وفي العام 1994 أطلقت مؤسستها الخاصة «بروكوم أنترناسيونال» للإنتاج السمعي البصري، وهي المؤسسة التي أنتجت عددا من الأفلام الوثائقية والروائية، على غرار فيلم «عائشات». و تدافع السيدة لعبيدي عن تدعيم الدولة للإنتاج الثقافي و في هذا المجال تنتظرها ورشات كبيرة مفتوحة على رأسها تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية التي ورثتها عن سابقتها خليدة تومي، و قالت بمناسبة تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية سنة 2007 «انطلاقا من قناعتي الشخصية، واستنادا لتجربتي كمخرجة سينمائية أقول أنه إذا أردنا أن تكون السينما موجودة يجب أن تكون هناك إرادة سياسية، أي أن يكون الفعل الثقافي من اهتمامات الدولة عن طريق تخصيص ميزانية واضحة تذهب بطريقة منتظمة لصالح خزينة دعم السينما».وتُزاوج شرابي بين العمل الأكاديمي والعمل الميداني. فهي عضو هام في مجلس المنتجين الأحرار المتوسطيين، «لايباد»، ببرشلونة، وأستاذة محاضرة و مؤطرة بمعهد علوم الإعلام والاتصال بالجزائر العاصمة. وكثيرا ما تسمعها تقول عن طلبتها الذين تحيطهم بكثير من العطف «إنني أتعلّم منهم أكثر مما يتعلمونه مني». الوزيرة تطرقت إلى زوايا معتمة من تاريخ الجزائر ففي فيلمها الوثائقي القصير «غريب بجاية»؛ تنفض الغبار عن الرئيس البرتغالي الأسبق، مانويل تيخيرا غوميز، الذي تخلى عن الحكم في بلاده عام 1925 وسافر إلى بجاية عام 1931 بنيّة البقاء هناك لبضعة أيام، لكنه قرر أن يستقر فيها إلى غاية وفاته عام 1941م. و تقول عن ذلك «كنا بصدد إنجاز فيلم عن تاريخ هذه المدينة.. وحين سمعنا بتلك القصة؛ قررنا أن نقتفي أثر هذا الرجل الذي أُعجب بالعرب والمسلمين وقرر البقاء بينهم وأوصى بدفنه في مقابرهم». أما في فيلمها الوثائقي القصير «فاطمة العمارية»؛ فتعود إلى مدارج صباها في الأغواط. وتُقدّم حكاية فاطمة، الفتاة الزنجية التي تنتمي للزاوية التيجانية بعين ماضي. و ترغب في الغناء و تنتقل إلى وهران لكنها لم تصبح مغنية بل صارت تحترف الصيد البحري، و قد خاضت المخرجة و المنتجة تجربة الإنتاج السينمائي المشترك مع تونسيين. ع.شابي