تعد نادية شرابي من أنجح وأبرز المخرجات الجزائريات بالنظر إلى حضورها المحسوس في المشهد السينمائي بفضل فيلمها الناجح “وراء المرآة"، وعن طريق شركة الانتاج السمعي البصري، ذات البعد العالمي التي تعد مساهمة فيها، وتستعد مستقبلا لانتاج مشروع فيلم مقتبس من رواية عبد الحميد بن هدوقة والموسومة ب" جازية والدراويش" علما أن الاخراج أسند لمالك العقون والسيناريو قيد الكتابة في الوقت الحالي. وجدنا المخرجة نادية شرابي مولعة بعالم الصورة والضوء، وتشعر للوهلة الأولى، أنها لا تدخر جهدا من أجل إطلاق أحسن الابداعات السينمائية والتلفزيونية تبحث عن الأحسن والأرقى من أجل ترقية إنتاجنا السمعي البصري خاصة عندما يكون بسحر أنامل الجزائرية. وحول مسار المخرجة فهو ثري، لأنها جمعت بين الدراسة الأكاديمية والعمل الميداني، الذي أكسبها الخبرة ومنحها بعد النظر، مستغلة في كل ذلك ذوقها الرفيع للانتقاء والابداع. بداية نادية شرابي كانت من مؤسسة الانتاج السينمائي العمومية “الكاييك" لكن في سنة 1994 صدر قرار حلها، وقالت أنهم كانوا مجبريين على تأسيس شركة خاصة لانتاج السمعي البصري لمواصلة نشاطهم واستمرارية التواجد في هذا المشهد المثير، وصارت مساهمة وعضو مجلس الادارة مع كل من المخرجين علي العقون وعلي ماريف، ثم انضم لهذا الفريق مخرجين شباب ومحررين للحصص التلفزيونية، وصل عددهم إلى 10 عناصر فاعلين. لم تخف أنها اقتحمت عالم الإخراج، من خلال دراستها العليا لأنها تحصلت على دكتوراه دولة في تحليل الأفلام، من جامعة السربون الفرنسية، وترى أن الدراسة الأكاديمية غير كافية للمخرج، داعية الشباب إلى الممارسة والتمرس في الميدان، لأن هذا ما دفعها إلى إنتاج وإخراج أفلامها على غرار “ غريب بجاية" الفيلم الوثائقي الذي يصور قصة الرئيس الأول لجمهورية البرتغال الذي عاش 10 سنوات بولاية بجاية. أما فيلمها الثاني الذي حقق نجاحا بعنوان “وراء المرآة" لأنه كان مرشحا لمسابقة مهرجان مراكش وحاز على جائزة الجمهور بفرنسا وعرض بكل من سوريا وتونس والصحراء الغربية. وتحدثت نادية عن تجربتهم في الإنتاج العربي المشترك والذي وصفته بالجميل مع تونس من خلال فيلم “النخيل الجريح" من إخراج عبد اللطيف بن عمر.