الحفرة.. متحف مجهول تعاون الإنسان والطبيعة على تخريبه الحفرة منطقة سياحية وأثرية تقع في حدود ولايتي قسنطينة و قالمة من جهة بلديتي عين عبيد وعين رقادة .الوصول إليها أسهل عبر هذه الأخيرة بعد أن فكت مشاريع الطرق الريفية عزلتها ، فيما يصعب بلوغها من ناحية عين عبيد جراء انعدام مسلك مهيأ رغم قربها عبر أعالي القرية الفلاحية المعمرة ، فهي عبارة عن متحف في الهواء الطلق يعرض تحفه في العراء ، بعضها فوق الأرض وأخرى غطى التراب نصفها ، فيما تظهر الثالثة في شكل نتوءات. ما خفي أعظم حسب دليلنا بوحلايس النوري الذي يعمر المكان وعائلته بعد أن استفاد من البناء الريفي على غرار السكان الذين تم ربطهم بشبكة الكهرباء سنة 1997 مما جعلهم يستقرون هناك، فكان ذلك نوعا من الحماية له من زوار امتهنوا حرفة سرقة وتهريب الآثار . بحكم علاقته بالمكان الذي شهد مسقط رأسه ، كان أحسن دليل لنا في استطلاعنا ، فهو يعرف المكان وموضع التحف التي كشفها لنا بصعوبة بعد أن غطتها الحشائش ، والتي طمرت حركة الأرض بعضها، مما جعلنا نحرم من رؤيتها ، جراء وقوعها بربوة تتخللها شعاب وجداول غيرت معالم الأرض فكشفت أشياء و طمرت أخرى ، فيما امتدت يد التخريب إلى بعض القطع التي تعود لآلاف السنين جراء قلة الوعي من طرف رعاة يمرون بالمكان بين الحين والآخر و كذا المهتمين بالأعشاب الذين يفدون على المنطقة ويتخذون منها مشتى لهم عندما يقل العشب شتاء في السهول وسفوح الجبال التي تم استصلاح معظمها وقد تحولت إلى وجهة لمربي المواشي من الرحل ، وأبناء المنطقة المقيمين قريبا منها. أما عن ماهية الآثار المعروضة في الهواء الطلق، فهي توابيت حجرية في المقلع القريب في المنطقة الأثرية الرومانية ، إضافة إلى قصع دائرية الشكل وأخرى منحوتة في صخور كبيرة جدا ، فيما وقفنا على شواهد لقبور مكتوبة باللاتينية. حسب الدكتور طاوطاو مدير مركز بحوث ما قبل التاريخ ، الانسان والتاريخ بعين مليلة فإن هذه الآثار تعود إلى الحقبة الرومانية. و أكد من جهته مدير دائرة الآثار بقسنطينة سابقا الأستاذ ساحلي نوار، بأن المواقع الأثرية الرومانية كثيرة جدا بالمنطقة وتعود لفترة التواجد الروماني الذي يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد حوالي 46 ق.م إلى سقوط روما قبل مجيء الاسلام. الحفرة موقع سياحي جميل جدا امتزج فيه التاريخ والخضرة والماء الذي يجري من الجبال التي تحف المكان ، فكت عزلته برامج مديرية الغابات ، التي ربطت المنطقة بطريق يربط بالطريق الولائي الذي ينطلق من الوطني رقم 20 ، ابتداء من عين رقادة مرورا بقصر العازب والمركب ولاية قالمة إلى ولاية قسنطينة عبر منطقة الحمبلي بلدية ابن باديس، مما يجعل كل الطرق تؤدي إليه، من طالبي الراحة والاستجمام والبعد عن ضجيج المدينة. ص. رضوان