تسجيل 325 متدخلا لأول مرة منذ سنوات سجّل مخطط عمل الحكومة المعروض للنقاش حاليا بالمجلس الشعبي الوطني رقما قياسيا في عدد المتدخلين من النواب لم يشهده أي مشروع في السنوات الست الأخيرة، وقد بلغ عدد النواب المسجلين للتدخل 325 نائبا لغاية يوم أمس، وقد أثار العديد منهم الذين تدخلوا في اليوم الثاني مسائل ذات طبيعة محلية تخص الولايات التي ينتمون إليها، بينما سجلت المعارضة تحفظات على استغلال الغاز الصخري في الوقت الحالي وانتقادات لمضمون المخطط. وفسّرت بعض المصادر السياسية بالمجلس الشعبي الوطني الإقبال الكبير للنواب على مناقشة مخطط عمل الحكومة الذي عرضه الوزير الأول عبد المالك سلال أول أمس الأحد بتخوفهم من حلّ المجلس في الأشهر القادمة، لذلك ومن باب الاحتياط يريد كل واحد منهم الظهور وإثبات دعمه للمخطط أو إثبات مدى اهتمامه بقضايا المواطنين الذين انتخبوه في الدائرة الانتخابية التي ينتمي إليها أملا في كسب ود الناخبين مرة أخرى في حال حل المجلس مستقبلا. وحسب عاملين في المجلس الشعبي الوطني مكلفين بإدارة الجلسات فإن 325 نائبا سجلوا أنفسهم للتدخل خلال الأيام المخصصة لمناقشة مخطط عمل الحكومة، وهو رقم لم يعرفه أي مشروع قانون مرّر على الغرفة السفلى منذ ست سنوات أو أكثر. وفي اليوم الثاني من مناقشة المخطط تراوحت تدخلات النواب بين الدعم والتطرق لمسائل ذات صبغة محلية، وبين انتقادات عمومية لنواب المعارضة، فقد أثار النائب عبد الناصر قيوس عن جبهة العدالة والتنمية مثلا قضية عدم تقديم بيان السياسة العامة للحكومة، كما قال أن اللامركزية والديمقراطية التشاركية التي يتحدث عنها الوزير الأول ظاهرية فقط، متحدثا عما أسماه تهميش دور البرلمان في هذا الصدد. وطالب ذات النائب بتوزيع الحصص السكنية على الولايات بالعدل، ورأى أنه من غير المعقول حرمان من يتجاوز راتبه 24 ألف دينار بقليل من السكن الاجتماعي، وهو غير قادر على الصيغ الأخرى، وتساءل عن مصير 140 ألف منصب شغل التي تحدثت عنها الحكومة. ودعا أيضا إلى منح الأولوية في التنمية للبلديات النائية والجبلية، وبالنسبة لمسألة الغاز الصخري دعا الحكومة إلى التريث وعدم الاستعجال. أما النائبة نادية إحدادن عن جبهة القوى الاشتراكية فقد انتقدت بشدة منظومة التعليم عندنا، وقالت أن النظام التربوي رهينة صراعات إيديولوجية لغوية، و أن الجامعة شبيهة حاليا بمؤسسة استهلاكية لبرامج ومناهج منتجة في الخارج، ودعت إلى تحرير التعليم من أي بعد سياسي أو إيديولوجي. وأثار النائب عن الأفلان الطيب بادي مسألة تحسين الخدمة العمومية وترقية الحوار الوطني، ثم تطرق إلى مسائل محلية فطالب بترقية دائرتي بني عباس ولعبادلة بولاية بشار إلى مصف ولايات أو ولايات منتدبة لطبيعتها الحدودية وبعدها عن المركز، وهو نفس الانشغال الذي رفعته أيضا نائبة الأفلان أيضا عن ولاية المسيلة سعاد بوشنافة التي طالبت بترقية دائرة بوسعادة إلى ولاية في التقسيم الإقليمي المرتقب، وقد عبر عدد من النواب أيضا عن نفس الانشغال. وأظهر نواب تكتل الجزائر الخضراء وجبهة العدالة والتنمية نوعا من المهادنة بالنسبة لموضوع الغاز الصخري، بعدما أكد الوزير الأول أول أمس أنه لا مفر من استغلاله لضمان المستقبل الطاقوي للأجيال المقبلة، وقال البعض منهم على غرار لخضر بن خلاف في تصريحات لهم بالمجلس الشعبي الوطني أنهم ليسوا ضد استغلال هذه الطاقة، إنما لابد من التريث حتى تتطور طرق وتكنولوجيات استغلاله بالشكل الذي يؤدي للمحافظة على البيئة، خاصة وأن الاحتياطات الوطنية من الطاقة في الوقت الحالي كافية لعدد معتبر من السنوات.