رافقت الأنصار في رحلتهم الشاقة من بيلو أرويزنتي إلى كامبوريو مرورا بساوباولو رافقت النصر الأنصار في رحلتهم الشاقة و المتعبة من مدينة بيلو أوريزنتي إلى مدينة كامبوريو المتواجدة بضواحي مدينة فلوريانو بوليس مرورا بمدينة ساوباولو، حيث قطع الأنصار مسافة 1200 كم في يومين، وفضلنا أن نروي كل ما حدث لقرائنا الكرام، حتى نضعهم في الصورة بخصوص خرجات الأنصار أولا بأول و لحظة بلحظة. مبعوث النصر : بورصاص. ر * تصوير: الشريف قليب وكانت بداية الرحلة صبيحة الأربعاء، أين ضرب عمال تورينغ موعدا للأنصار في الفنادق بداية من الساعة العاشرة صباحا بعد تناول وجبة الفطور، ثم وضع الأمتعة في الحافلات و الوجهة إلى مدينة ساوباولو، التي تبعد حوالي 600 كم عن المدينة الهادئة بيلو. نسيان مناصر لأمواله جعل الرحلة تتأخر بساعة ومن سوء حظنا أن الحافلة التي كنا على متنها اضطرت إلى التوقف بعد حوالي ربع ساعة من مغادرتنا للفندق، و عند استفسارنا عن السبب ، أكد لنا سائق الحافلة أن الأمر يتعلق بنسيان أحد الركاب لأمواله بالغرفة، و هو ما جعله يقل سيارة أجرة على جناح السرعة من أجل استرجاعها، وقد بدت ملامح الخوف على محياه، خاصة بعد التحذيرات التي تلقيناها قبل الوصول إلى بلاد السامبا من السرقة و الاعتداءات، وبعد حوالي ساعة عاد المناصر مسرورا. السفرية الأولى إلى ساوباولو دامت حوالي 8 ساعات استأنفنا رحلتنا بعد ذلك و لا حديث بين الأنصار سوى عن خسارة بلجيكا التي لم ينساها عشاق الخضر، خاصة وأنهم كانوا يمنون النفس بفوز بعد هدف السبق الذي وقعه فغولي، و بعد حوالي ثلاث ساعات من السير كان الموعد مع التوقف في إحدى المحطات، من أجل تناول وجبة الغذاء و استئناف الرحلة إلى مدينة ساوباولو، والتي استغرقت حوالي 8 ساعات و كان الوصول إلى فندق إيبيس حوالي الساعة الحادية عشر ليلا حسب التوقيت المحلي ( الثالثة صباحا حسب توقيت الجزائر)، حيث كان الموعد مع فوضى عارمة قبل الحصول على مفاتيح الغرف، بالنظر إلى الكم الهائل من الأنصار الذين وصلوا في نفس التوقيت، الأمر الذي جعل عمال الفندق في ورطة حقيقية. ليلة واحدة كانت كافية لاكتشاف جمال ساوباولو ورغم أننا وصلنا إلى مدينة ساوباولو في ساعة متأخرة من الليل، إلا أن الأنصار رفضوا البقاء بغرفهم و الخلود إلى النوم، حيث أن عدد معتبر منهم فضل التجول في المدينة، من أجل تفقدها سيما و انهم سيكونون على موعد مع سفرية ثانية إلى مدينة فلوريانو بوليس التي تبعد 630 كم. وفي ذات السياق أكد لنا عدد معتبر من الأنصار الذين تحدثنا إليهم أنهم أعجبوا كثيرا بمدينة ساوباولو، رغم أن مدينة بيلو أوريزنتي هي الأخرى رائعة و تعتبر من بين المدن البرازيلية الأكثر هدوء. البنايات الطويلة والهندسة المعمارية المعاصرة أهم مميزاتها ومن بين أهم مميزات مدينة ساوباولو هي البنايات الطويلة، و الهندسة المعمارية البسيطة و المعاصرة، كما أن النقطة التي لفتت انتباهنا هي انعدام الهوائيات المقعرة، عكس ما هو الحال في بلادنا، كما أن الشيء الذي يجب التنويه به هو نظافة المحيط، وهو ما يعني أننا في بلد متطور، رغم ان غالبية سكانه فقراء و هناك أماكن تحوز على بنايات هشة. الملاعب الحرة أفضل من ملعب تشاكر؟ وكما يعلم الجميع أنه عندما نتحدث عن البرازيل مباشرة يخيل إلينا عشق كرة القدم، لكن هناك نقطة في غاية الأهمية هي الملاعب المتوفرة في كل مكان، بل أن الملاعب الجوارية المفتوحة أمام عامة الناس تحفة و أرضيتها رائعة، بل إنها أجمل من أرضية ملعب مصطفى تشاكر الذي يحتضن مباريات المنتخب الوطني، و هو من بين أهم أسباب تألق البرازيليين وكونهم من بين أحسن اللاعبين في العالم. الاستيقاظ على السابعة ومغادرة ساو باولو في العاشرة وبعد قضاء الليلة بمدينة ساوباولو، كان الموعد في اليوم الموالي مع سفرية ثانية إلى منطقة كومبوريو المتواجدة في ضواحي مدينة فلوريانو بوليس و هي جزيرة سياحية، حيث أن الأنصار استيقظوا في حدود الساعة السابعة و تناولوا وجبة الفطور، ثم كان الموعد عى الساعة العاشرة صباحا من أجل انطلاق الرحلات، إلا أن بعض الأحداث جعلت الرحلة تتأخر قليلا، حيث أن أحد الأنصار دخل في شجار لفظي مع إحدى عاملات الشركة السياحية الفرنسية و هي مغربية الأصل. التوقف بمحطة «مانوس» والأنصار حولوها إلى محطة «الخروبة» ! وعقب ثلاث ساعات سير كان الموعد مع التوقف بمحطة «مانوس» المتواجدة بين مدينتي ساوباولو و مدينة فلوريانو بوليس، من أجل تناول وجبة الغذاء، أين التقت جميع الحافلات و المقدر عددها ب30 حافلة، ما جعل الأنصار يعلقون و كأننا في محطة الخروبة، حيث أنك لا تسمع أي برازيلي يتحدث و لا صوت يعلو على صوت الجزائريين. استئناف السفرية وسط الاخضرار وأشجار الموز وبعد الكارثة التي وقعت بمحطة «مانوس» استؤنفت الرحلة، و أهم ما كان يلفت انتباهنا هو الاخضرار على طول الطريق، والمناظر الرائعة التي تميز بلاد السامبا، حيث أننا شاهدنا الأشجار بمختلف أنواعها، كما أن أكثر الاشجار انتشارا هي أشجار الموز . الوصول إلى مدينة كامبوريو الساحلية منتصف الليل وأخيرا كان الموعد مع وصول الأنصار إلى مدينة كومبوريا الساحلية بعد سفرية شاقة و متعبة تجاوزت 10 ساعات، حيث أن الحافلات حطت بهذه المدينة الجميلة في حدود الساعة منتصف الليل حسب التوقيت المحلي، و بعد تسلم الأنصار مفاتيح الغرف كانت الوجهة أحد مطاعم وسط المدينة، من أجل تناول وجبة العشاء و العودة إلى الفنادق و الخلود إلى النوم، بالنظر إلى التعب الذي نال من الجميع.