حيمودي ينتزع تقدير ممتاز بعد التألق في إدارة مباراة أمريكا و بلجيكا - تألق الحكم جمال حيمودي في إدارة مباراة ثمن النهائي بين منتخبي بلجيكا و الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث ترك بصمته واضحة على هذه المواجهة بفضل المستوى الراقي الذي ظهر به، الأمر الذي مكنه من إثراء حظوظ الصفارة الجزائرية في التواجد في الأدوار المتقدمة من هذا المونديال و دخول التاريخ من أوسع الأبواب، على غرار ما فعله المنتخب الوطني بالأراضي البرازيلية، التي ستبقى شاهدة على إنجازات الجزائريين، سواء اللاعبين و الحكام و حتى الأنصار. حيمودي أدار هذه المقابلة بتقدير "ممتاز"، لأنه لم يتأثر بالصيام و إنتظر إلى غاية الدقيقة 38 ليفك صيامه، عندما إستغل فرصة تواجد الطاقم الطبي للمنتخب الأمريكي فوق أرضية الميدان لتقديم الإسعافات الأولية للمدافع المصاب جونز، حيث أفطر بشربة ماء، كون عامل الصيام لم يلق بآثاره على حيمودي الذي أظهر استعداد بدنيا كبيرا، جسده بالتواجد على مقربة من جميع اللقطات، و التموقع الجيد، مع الاستعمال العقلاني للبطاقات، حيث لجأ إلى إشهار أول إنذار للمدافع الأمريكي كامرون في الدقيقة 35، قبل أن يحاول مدرب "الأمريكان " الألماني يورغان كلينسمان التأثير عليه بالاحتجاج على قرار عدم منح إنذار للاعب البلجيكي ميرتينس، لكن إبن مدينة غيليزان لم يتأثر إطلاقا بهذه الإحتجاجات، و كشف عن هدوئه و تركيزه الشديدين ببرودة أعصاب كبيرة، تجلت في طريقة تعامله مع اللاعبين فوق المستطيل الأخضر. و لعل ما يبرز قوة حيمودي من الناحية البدنية المستوى الذي أدار به الشوطين الإضافيين، لأن ريتم هذه المباراة تصاعد بشكل كبير بعد اللجوء إلى حصتين إضافيتين، على اعتبار أن مدرب بلجيكا أقحم "الجوكير " لوكاكو الذي قلب الموازين في ظرف وجيز، كما أن المنتخب الأمريكي قام برد فعل قوي و عنيف حاول من خلاله العودة في النتيجة، سيما بعد تقليصه الفارق في بداية الشوط الإضافي الثاني، مما أجبر حيمودي على إظهار لياقة بدنية عالية على مدار 120 دقيقة، كانت هي الأعلى نسقا في ثمن النهائي، و لو أن كلينسمان حاول مرة ثانية الضغط على الحكم الجزائري، و ذلك عند إقدامه على الإحتجاج لدى الحكم الرابع بخصوص الوقت المحتسب بدل الضائع للمرحلة الإضافية الثانية، لأن حيمدوي إحتسب دقيقة واحدة و مدرب المنتخب الأمريكي طالب بدقائق أكثر. هذا وقد أشهر أفضل سفير للصفارة الجزائرية بطاقة صفراء ثانية في هذه المباراة للمدافع البلجيكي كومباني، مع إعلانه عن 39 مخالفة، بينت كاميرات الفيفا بأنها كانت كلها صحيحة، مقابل عدم إحتسابه مخالفة وحيدة كانت صحيحة للمنتخب البلجيكي، في الوقت الذي طبق فيه مبدأ "الأفضلية " في 6 مناسبات، في محاولة منه لتشجيع العمل الهجومي و العمل على إتاحة الفرصة، حيث كانت 4 حالات مجدية. من جهة أخرى فقد أظهر حيمودي إنسجاما كبيرا مع كامل طاقمه، خاصة مواطنه عبد الحق إيتشعلي و المغربي رضوان عشيق على خطي التماس، حيث تمت الإشارة إلى 3 حالات تسلل كانت جميعها صحيحة، ليكون طاقم التحكيم في مستوى الحدث. للإشارة فإن حيمودي أدار إلى حد الآن 3 مقابلات في مونديال البرازيل، أعلن فيه عن ضربة جزاء وحيدة، و 116 مخالفة، مع عدم إستعماله البطاقة الحمراء في أية مناسبة، مقابل إشهاره 7 إنذارات، في الوقت الذي صفر فيه عن 8 وضعيات تسلل بعد إشارات من مساعديه، ليصبح أول جزائري يدير ثمن نهائي المونديال، و لو أن تألقه يعبد له الطريق للتواجد في باقي الأدوار، كونه لا يزال ضمن قائمة الحكام الذين قررت الفيفا الإحتفاظ بهم إلى غاية نهاية المشوار.