حيمودي أول حكم جزائري في ثمن نهائي المونديال - يدخل سهرة اليوم الحكم الدولي الجزائري جمال حيمودي التاريخ عبر بوابة ملعب أرينا فونتي بمقاطعة سلفادور باهيا البرازيلية، عند إدارته المباراة الختامية للدور ثمن النهائي من المونديال بين منتخبي بلجيكا والولايات المتحدةالأمريكية، بكونه أول حكم جزائري يسجل تواجده في الدور الثاني من نهائيات كأس العالم، في إنجاز تاريخي يواكب ما حققه الخضر في هذه النسخة، و كأن إنعكاسات المسيرة المميزة للنخبة الجزائرية في هذه الدورة ألقت بظلالها على سفرائها في سلك التحكيم، و الذين شاءت الصدف أن يدخلوا التاريخ بنيل شرف إدارة لقاء من الدور الثاني. حيمودي الذي تألق في دور المجموعات عندما أدار مقابلتين، الأولى جمعت هولندا و استراليا في إطار الجولة الثانية للفوج الثاني، وهي المواجهة المثيرة التي كان فيها إبن مدينة غيليزان قد أعلن عن ضربة جزاء لأستراليا إضافة إلى 43 مخالفة و وضعية تسلل وحيدة، مع إشهاره البطاقة الصفراء في مناسبتين، بينما كان حضوره الثاني في لقاء كوستاريكا و إنجلترا لحساب الجولة الثالثة من الفوج الثالث، في مباراة صفر فيها حيمودي 34 مخالفة و إعلانه عن 4 حالات تسلل مع توجيهه 3 إنذارات، و لو أن لجنة التحكيم على مستوى الفيفا وقفت بعد معاينة شريط الفيديو على خطأ إرتكبه المساعد المغربي رضوان عشيق من خلال إشارته إلى وضعية تسلل غير صحيحة، لكنها قررت إبقاء هذا المساعد ضمن طاقم حيمودي، بينما سيكون الجزائري عبد الحق إيتشعلي المساعد الثاني في مباراة سهرة اليوم، في الوقت الذي سيتكفل فيه التاهيتي هواتا روبيرت بمهمة الحكم الرابع، بينما سيبقى المساعد الكيني رونجي ماروا كحكم إحتياطي. إنجازات الخضر تلقي بظلالها على تعيينات الحكام الجزائريين إنجاز حيمودي ببقائه ضمن قائمة 16 حكما في الدور الثاني جعله يكتب صفحة تاريخية للصفارة الجزائرية في نهائيات كأس العالم، تساير إنجازات الخضر في نفس الدورة، لأن بلعيد لكارن كان الحكم الجزائري الوحيد الذي نال شرف إدارة مقابلة في المونديال، و كان ذلك يوم 18 جوان 1982 في مونديال إسبانيا، وهو إنجاز تزامن مع "ملحمة خيخون "، و قد انتظر التحكيم الجزائري 32 سنة لرؤية ثاني سفير له يسجل حضوره بقوة في أكبر حدث كروي عالمي، لأن حنصال إكتفى بدور الحكم الرابع في مونديال إيطاليا 1990، و إبراهيم الجزار كان حكما مساعدا في مونديال ألمانيا 2006، قبل أن يسطع نجم حيمودي في سماء البرازيل، لأنه كان حكما رابعا في الجولة الأولى في لقاء الأرجنتين و البوسنة، قبل أن يدخل الميدان كحكم ساحة في مباراة هولندا و استراليا، و قد شاءت الصدف أن يتزامن هذا الحدث التاريخي مع الذكرى ال 32 لتواجد لكارن في المونديال، لكن حيمودي دخل التاريخ لما أشرف على إدارة ثاني مباراة له في هذه الطبعة، على اعتبار أنه أصبح أول حكم جزائري يدير مقابلتين في نهائيات كأس العالم، قبل أن يجسد علو كعبه و تواجده ضمن قائمة أفضل حكام العالم بعد الإحتفاظ به ضمن قائمة 16 حكما للدور الثاني، ليكتب صفحة تاريخية عقب اختياره لإدارة مباراة ثمن النهائي المقررة سهرة اليوم. إدارة نهائي المونديال حلم مشروع قبل الإعتزال حيمودي المقبل على وضع حد لمشواره التحكيمي مباشرة بعد نهاية هذا المونديال كونه يبلغ من العمر 44 سنة، يبقى يحلم بشرف إدارة نهائي كأس العالم، على خطا فقيد الصفارة العربية المغربي السعيد بلقولة الذي يبقى العربي الوحيد الذي أدار نهائي المونديال بين فرنسا و البرازيل في دورة 1998، لأن إبن مدينة غيليزان و منذ ظفره بالشارة الدولية قبل 10 سنوات سجل تواجده في جميع التظاهرات الكروية الكبرى، منها مونديالات الأشبال ثم الأواسط و كذا كأس العالم للأندية و بطولة العالم للقارات، فضلا عن تألقه على الصعيد القاري بعد تواجده في 3 دورات من "الكان " و تتويجه بلقب أفضل حكم إفريقي لسنتين متتاليتين، لكن قرار إعتزاله مباشرة بعد نهاية هذه الدورة يجعل إدارة النهائي أفضل سيناريو لختام مسيرة ذهبية مع الصفارة. و ما يحسب لحيمودي نجاحه في إبراز مؤهلاته و قدراته في التحكيم أثناء إدارة المباريات، من خلال اللياقة البدنية العالية، التمركز على مقربة من الكرة، و إتخاذ زوايا رؤية تسمح له بالتموقع الجيد، فضلا عن التركيز و برودة الأعصاب، لأنه كان قد أدار في مشواره الدولي 48 مقابلة، أنذر فيها 162 لاعبا، مقابل تسجيله 14 حالة طرد.