قال أبوبكر البغدادي أمير الدولة الإسلامية في العراق و الشام «داعش» الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين بعد إعادة تسمية تنظيمه السابق باسم الدولة الإسلامية، أنه لا يعد المسلمين بالرفاهية و الرخاء، بل يعدهم بالجنة بعد أداء فريضة «الجهاد»، خاصة في شهر رمضان. و قال البغدادي الذي يحمل اسم الخليفة إبراهيم في خطبتي صلاة الجمعة في الجامع الكبير بمدينة الموصل العراقية تم نشرها على موقع «يوتوب» من طرف مؤسسة الفرقان أنه تولى أمر خلافة المسلمين و ليس بأحسنهم، معترفا أنه حمل ثقيل، مبرزا واجب القيام بتعيين خليفة عند المسلمين، و قال أن حدوث ذلك كان مباركا. البغدادي الذي ظهر مرتديا عباءة و عمامة سوداوين، لم يحمل عصا على المنبر، و ارتجل كلامه مرددا آيات من القرآن و أحاديث نبوية،قال أن إعلان الخلافة، جاء تتويجا لسنوات من الجهاد، و الصبر و دعا المسلمين إلى الالتحاق بدعوته و إلى الحض على فريضة الجهاد و تحمل المشاق في سبيلها. و قال أن الدين يقوم بتحكيم الشريعة و بفرض سلطانها بين الناس ببأس الحديد. خطبتا الجمعة و صلاة الركعة الأولى للخليفة الجديد استغرقت 21 دقيقة و كانت الخطبة الثانية أقصر،كما تنص التعاليم الدينية، تناول فيها البغدادي حث الناس على التقوى و الالتزام بأحكام الشريعة، ثم نزل المنبر و قبض يده اليمنى على اليسرى في الصلاة، و قرأ بعد الفاتحة آيات «وأطيعوا الله و الرسول لعلكم ترحمون و سارعوا الى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السماوات و الارض أعدت للمتقين...»، و أظهرت اللقطات صفوفا من المصلين في المسجد، لكن الصور لم تبرز بوضوح ملامح وجوه القادة في التنظيم الذين صلوا في الصف الأول خلف أبي بكر البغدادي، و لم يظهر أنهم كانوا يحملون أسلحة، بل يرتدون قمصانا بيضاء. و قد قامت مؤسسة الفرقان الإعلامية مباشرة بعد نشر الظهور العلني الأول للبغدادي بنشر ترجمة للفيديو إلى اللغة الإنكليزية. و تتنازع الدولة الإسلامية التي أعلنت البغدادي خليفة للمسلمين و طلبت له البيعة، مع الجبهة الإسلامية في سوريا و مع قوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وحشود من الميليشيات الشيعية التي دعا آية الله السيستاني إلى تأليفها لصد هجمات المسلحين من السنة على المراقد الشيعية المقدسة في العراق، و قد لقي إعلان الخلافة التأييد من جماعات إسلامية متشددة في افغانستان و أندونيسيا و من بعض عناصر القاعدة في المغرب الإسلامي، و لا تزال مرجعيات و قيادات إسلامية سلفية و إخوانية متحفظة في الجهر بموقفها من دولة خلافة البغدادي. ع.شابي