خبراء يطالبون بإجراءات ردعية لمواجهة إرهاب الطرقات دقت جمعيات تنشط في مجال الوقاية من حوادث المرور، ناقوس الخطر بسبب الارتفاع المتزايد في حوادث المرور وتزايد عدد القتلى والمعاقين بسبب إرهاب الطرقات، وقالت الجمعيات، بان حوادث المرور أضحت تشكل تهديدا للأمن القومي، وطالبوا بإطلاق حملات توعوية على المستوى الوطني للحد من الحوادث، وطالبوا بالتعجيل في تطبيق رخصة السياقة بالتنقيط، كما طالبوا بإشراك صانعي السيارات في تمويل صندوق لتمويل عمليات التكفل بالمعاقين وضحايا حوادث المرور. طالبت جمعيات ناشطة في مجال الدفاع عن ضحايا حوادث المرور، من السلطات العمومية، اتخاذ تدابير عاجلة وردعية لوقف "إرهاب الطرقات" وقالت السيدة فلورا بوبرغوث رئيسة جمعية "البركة" أمس خلال منتدى يومية "المجاهد" بان الطرقات الجزائرية أصبحت تخلف مآسي للعائلات الجزائرية، وأضافت بان أرقام الضحايا بلغت حد لا يطاق ولا يمكن الاستمرار فيه. وقد تم تسجيل ارتفاع في حوادث المرور خلال الثلاثي الأول من هذه السنة حيث وصل العدد إلى 11 ألف و 900 حادث مرور على المستوى الوطني خلف 14 ألف و 55 جريح و وفاة 490 شخصا. منها 23 وفاة في أسبوع واحد، و يبقى العامل البشري هو المتسبب الأول في هذه الحوادث تارة جراء السرعة المفرطة و تارة أخرى التجاوز الخطير و عدم الالتزام بالمسافة المحددة بين السيارات. وتحدثت رئيسة الجمعية عن الصعوبات التي تواجهها الجمعيات وكذا عائلات الضحايا للتكفل بالمصابين جراء هذه الحوادث التي تخلف عاهات مستديمة وإعاقات تحول حياة الضحية إلى جحيم، وقالت بان المؤشرات تؤكد بان رقم 4500 قتيل المسجل العام الماضي سيتم تجاوزه هذه السنة، رغم كل الإجراءات المتخذة للحد من إرهاب الطرقات من جانبه ذكر رئيس جمعية "طريق السلامة" الخبير في أمن الطرقات محمد العزوني، أن مكافحة إرهاب الطرقات لا يتم "عبر حملات مؤقتة و ومضات اشهارية" مضيفا بان الجهود يجب أن تكون متواصلة طالما أن إرهاب الطرقات يحصد مزيدا من الأرواح يوميا، وقال بأن أسباب حوادث المرور المتعلقة بعربات الوزن الثقيل تتعلق أساسا بالمستوى العقلي للسائقين، وطالب بفرض اختبار مقياس الذكاء عليهم قبل السماح لهم بقيادة تلك المركبات في الطرق العمومية. ودعا العزوني إلى استحدث صندوق وطني للتكفل بالضحايا وتمويل الحملات التوعوية، وقال العزوني أن "مصنعي السيارات الذين يتهافتون على السوق الجزائرية لبيع سياراتهم عليهم أن يساهموا في تمويل الصندوق الذي يتكفل بإعانة الجمعيات الناشطة في مجال حماية ومساعدة ضحايا حوادث المرور" من جانبه أكد الدكتور بن اشنهو، أن الجزائر تواجه كارثة حقيقية بسبب ارتفاع ضحايا حوادث المرور، موضحا بان إرهاب الطرقات تحول إلى قضية امن وطني وتستدعى إجراءات عاجلة للحد منها، وقال بان الجزائر غير مستعدة للتكفل بكل الضحايا ولا تتوفر على الإمكانيات والوسائل العلاجية التي تضمن التكفل الأفضل بالضحايا والمعاقين واقترح المشاركون في الندوة، اتخاذ المزيد من الإجراءات الرّدعية التي من شأنها تهذيب سلوك مستعملي المركبات، بانتهاج خطط على المدى البعيد كالاهتمام بتربية النشء وتعليمهم الإلمام بقواعد المرور وبث ثقافة احترامها والالتزام بها، بإدراج مادة "التربية المرورية" ضمن المقررات المدرسية، بالإضافة إلى إنشاء حظائر التربية المرورية في كل البلديات لتطبيق الدروس النظرية على أرض الواقع. كما طالبوا بتطوير وتحديث منظومة التكوين والتدريب على السياقة من حيث المناهج وشروط إنشاء المدارس وتطوير طرق الامتحانات وذلك حرصا على توفير أحسن تكوين ممكن ومنح الرخص لمستحقيها بجدارة. كما طالبوا من وزارة النقل تطبيق رخصة السياقة بالنقاط، ضمن سلسلة التدابير المتخذة لتحسين منظومة الوقاية بصفة عامة وتدريب السائقين على تحمل المسؤولية في حال ارتكاب المخالفات وعدم احترام قواعد المرور.