شدّدت برغوث فلورا، رئيسة الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعاقين "البركة"، أمس، في اتصال ب"السياسي" على ضرورة الإسراع والتعجيل في تطبيق عملية سحب رخصة السياقة بالتنقيط الذي سيشرع في تطبيقه العام القادم، من اجل المحافظة على أرواح الضحايا التي تحصدها الطرقات في الجزائر يوميا وسنويا، وأوضحت فلورا أن إجراءات الردع الحالية والمتمثلة في سحب رخصة السياقة لم تأت بالنتائج المرجوة منذ تطبيقها في الميدان، »وبالتالي نحن كمجتمع مدني دافعنا على تجسيد هذا القانون الجديد للتقليل من حوادث المرور القاتلة، والتي أصبحت حربا غير معلنة تحصد الكثير من الأرواح كل يوم عبر الطرقات«. في حين أوضحت المتحدثة أن سبيل هذه الإجراءات الردعية في قانون المرور كان مآلها الفشل حيث لم تأت بأي نتائج جديدة لأن هذا القانون الردعي لم يطبق فعليا في الميدان، لأن هناك أشخاصا يعملون فوق القانون، من حيث سحب رخصة السياقة، الذي أصبح يمس فقط المواطن الضعيف والبسيط. ودعت المتحدثة إلى فتح تحقيقات ومراقبة مدارس تعليم السياقة وكشف الخبايا التي تدخل في عدم التكوين الجيد للسائقين في هذه المدارس، وهي من الأسباب المسؤولة التي جعلت حوادث المرور تتضاعف وتدق ناقوس الخطر في طرقات الجزائر، واستغربت المتحدثة من وجود شباب يقومون بقيادة مركبات للوزن الثقيل وهم صغار في السن، متسائلة من أين حصلوا على هذه الرخص الذي تعتبر من بين الأسباب التي جعلت مشكلة حوادث المرور لازالت قائما إلى غاية الساعة رغم الإجراءات الردعية التي لم تأت بالنتائج المرجوة منها منذ تطبيقها. في حين تفاءلت المتحدثة بالتنقيط في آفاق 2013، حيث انه سيساهم في التخفيف من حوادث المرور، لتبقى هذه الحوادث تحصد الكثير من الأرواح في كل عام، ففي سنة 2011 قتلت نحو 4000 شخص، كما خلّفت أيضا الآلاف من المعاقين في نفس السنة، تضيف فلورا. وطالبت برغوث بمساعدة جمعيات المجتمع المدني خاصة التي تنشط في مجال الأشخاص المعاقين لمكافحة حوادث المرور وتقديم يد المساعدة لها وتسهيل مجال نشاطها عبر مختلف المؤسسات والوزارات للقيام بعملية التحسيس والتوعية في مجال السلامة المرورية. والقيام ببرنامج للتوعية والتحسيس في المدارس والمؤسسات التربوية تحت شعار »تلميذ اليوم.. سائق الغد«، كمحاولة من جمعية »البركة« للقيام بهذه الخطوة المهمة لتوفير ثقافة مرورية لدى التلاميذ الذين يعتبرون سائقين في المستقبل. في حين أوضح محمد العزوني، رئيس جمعية »طريق السلامة« ل»السياسي« انه لا يؤمن بقانون المرور الجديد الذي يقوم على الردع والمتمثل في سحب رخصة السياقة مباشرة من السائق في حال ارتكابه أي مخالفة مرورية، لأن هذا الإجراء أصبحت فاعليته محدودة في الكثير من الحالات.