بن بوزيد يعلن عن وضع جهاز جديد لمراقبة المؤسسات المدرسية وأوضح السيد بن بوزيد خلال إشرافه على الندوة الوطنية لمدراء التربية لولايات الوطن أن هذا القرار يأتي من منظور متابعة مدى مواظبة رؤساء المؤسسات وموظفي التأطير الإداري والبيداغوجي وكذا التلاميذ ومدى تطبيق البرامج التربوية وفق الأجال المحددة. وأكد الوزير فإن هذا الجهاز الجديد يضمن متابعة دائمة لجهازي المعالجة التربوية ودروس الدعم المدرسي إضافة إلى متابعة للبرنامج الفعلي لعملية تفتيش المؤسسات المدرسية عبر التراب الوطني مبرزا في هذا الصدد بأن المعطيات التي ستسجل في شبكة بيانات، يتم إعدادها لهذا الغرض ستواكبها إجراءات أولية متخذة محليا في حالة تسجيل أي مشكل كان. وأشار إلى أن خلية مركزية ستنصب على مستوى الوزارة يرأسها المفتش العام للبيداغوجيا وهو منصب تم استحداثه مؤخرا - حسب ذات المسؤول في إطار الهيكلة الجديدة للوزارة، موضحا بأن هذه الخلية سيوكل لها مهمة جمع المعلومات الواردة من مديريات التربية والمتعلقة بسير المؤسسات المدرسية ومعالجتها يوميا. ويتمثل المستوى الثاني لتدخل الجهاز كما جاء في كلمة بن بوزيد، في مديري التربية، الذين قال انه يتعين عليهم تنشيط خلية متابعة المؤسسات التابعة لولاياتهم، وإرسال شبكة البيانات المعدة لهذا الغرض يوميا إلى الوصاية فيما يتمثل المستوى الثالث من التدخل في المفتشين الذين أوكلت لهم مؤخرا مهمة التفتيش والمعاينة الميدانية حيث أنهم مدعوون إلى إرسال تقارير يومية للخلية المركزية. وعلى هذا الأساس سيعمل هذا الجهاز يضيف وزير التربية - على إشراك الهيئات المحلية بشكل أوسع في معالجة المشاكل التي تعيق سير المؤسسات المدرسية، ملفتا إلى أن الوزارة تتطلع من خلال هذا الجهاز إلى معالجة ظاهرة ضعف النتائج المسجلة في الولايات المعنية، ومن ثمة تسجيل مردود بيداغوجي افضل مما يكفل - "تحقيق أهداف الإصلاح في هذه الولايات على غرار الولايات الأخرى للبلاد. أما عن ندوة أمس فأوضح ذات المسؤول بأنها تهدف إلى معالجة النقائص المسجلة في مجال المردود البيداغوجي في عدد من الولايات خاصة بجنوب البلاد، وبعض مناطق الهضاب العليا وولايات اخرى بالشمال، ملفتا إلى ان الملتقى الجهوي الذي انعقد في ديسمبر الفارط بولاية الأغواط، سمح بالوقوف على الواقع التربوي بهذه الولايات وبتحديد العوامل التي أدت إلى تسجيلها لنتائج ضعيفة ليس في المسار المدرسي فحسب بل في الإمتحانات الوطنية أيضا مقارنة مع المعدلات الوطنية. وقال بن بوزيد أن هذه النتائج سجلت بالرغم من تزويد هذه الولايات بنفس الوسائل التي وضعت تحت تصرف غيرها من ولايات الوطن، مبرزا بأنها (الولايات المعنية) كانت أحيانا أوفر حظا من غيرها من حيث المنشأت القاعدية والتأطير والأدوات التعليمية. وعلى هذا الأساس قال وزير التربية بأن قطاعه لم يعد بإمكانه تقبل مثل هذا الوضع الذي أضحى يتكرر سنة بعد الأخرى في هذه الولايات وهي التي تتمتع بنفس الإمكانيات التي تسخر ها الدولة لكافة المؤسسات التربوية ضف إلى ذلك - كما ذكر - عواقب التفاوت الكبير بين المؤسسات التعليمية من حيث التحصل العلمي. واعتبر أن ما يجعل الأمر مرفوضا تماما أيضا هو ما اتضح من خلال الدراسة التشريحية للوزارة التي أظهرت أن مرد هذه الظاهرة في الواقع هو انعدام الصرامة في أداء المهام الموكلة على مختلف الأصعدة وعدم نجاعة هياكل التفتيش في مجال البيداغوجيا والتسيير على حد سواء.