شارع سويداني بوجمعة الشهير يتحول إلى قبلة لعشاق السمر و التسوق بقالمة تحول شارع سويداني بوجمعة الشهير وسط مدينة قالمة إلى فضاء مفتوح للسمر و التسوق الليلي طيلة أيام رمضان و صار القلب النابض للمدينة القديمة التي تعرضت إلى ما يشبه الهجرة الجماعية للسكان و التجار إلى الضواحي و الأقطاب التجارية الجديدة التي ظهرت في السنوات الأخيرة و سرقت الحيوية و النشاط من المدينة العتيقة الضاربة في أعماق التاريخ. كل ليلة تتوجه أعداد كبيرة من سكان المدينة إلى الشارع الكبير لقضاء ساعات طويلة هناك و الهروب من جحيم المنازل و الضواحي الشعبية المزدحمة و تبدأ الحركة في الشارع بطيئة بعد الإفطار لكنها تأخذ منحى تصاعديا مع مرور الوقت حتى تبلغ ذروتها في حدود منتصف الليل عندما تصل جموع غفيرة من سكان الضواحي و البلديات المجاورة إلى الفضاء المفتوح الذي يذكر القالميين برمضان زمان عندما كانت قالمة العتيقة لا تنام. و قد اتخذت سلطات المدينة قرارا يمنع دخول السيارات و الدراجات النارية إلى الشارع الفسيح ليلا و طيلة رمضان لتوفير الراحة و الطمأنينة للزوار من عشاق السمر و المتسوقين و سمح القرار بإنشاء فضاء مريح و آمن يستقطب الآلاف من الزوار كل ليلة. و تعد المحلات التجارية الراقية و المقاهي و مطاعم الشواء و «الفاست فوود» على جانبي الشارع الوجهة الأولى للوافدين من الرجال و النساء الذين يصطحبون الأطفال معهم و يتركونهم يلعبون و يمرحون بحرية على امتداد المكان الفسيح ساعات طويلة من الليل تحت حراسة أمنية غير مرئية لكنها فعالة و سريعة كلما تعلق الأمر باعتداء أو تصرف مثير للقلق و راحة الزوار. و عبر سكان المدينة عن سعادتهم الكبيرة بعودة الروح و رمضان زمان إلى قالمة القديمة التي كادت أن تموت بعد إن هجرها أهلها من سكان و تجار إلى الأقطاب الجديدة التي تطوق المدينة من كل الجهات. و يعد شارع سويداني بوجمعة بمثابة متحف كبير فيه تجد رموزا تاريخيا خالدة نصب الشهيد الرمز سويداني بوجمعة عند المخل الشمالي للشارع و الساحة الحمراء و نصب المقاومة المخلد لشهداء 8 ماي 45 على الجهة الجنوبية و قاعة سينما عريقة و مقاهي لها تاريخ على الجانب الآخر للشارع الذي يعد أحد أهم المعالم الأثرية و التاريخية بقالمة. و تتسوق النساء بنهم كبير بين محال تجارية راقية بدأت في الظهور بقوة على امتداد الشارع و فيها تجد أجود الماركات و تجد أيضا الأسعار التي تحرق الجيوب و تفرغها كل ليلة قبل أن تعبأ برصيد جديد في الليلة الموالية. و تستقطب محلات «الآيس كريم» و «الفاست فوود» أعدادا كبيرة من الزوار الذين لا يتوقفون عن الحركة ذهابا و إيابا على امتداد الشارع إلى غاية موعد السحور حيث تبدأ الجموع في المغادرة على أن يتجدد الموعد في الليلة الموالية من ليالي رمضان الجميلة التي أعادت الروح لمدينة عريقة كادت أن تموت.