المنتجعات السياحية تستقطب الآلاف من عشاق السمر و الهاربين من بيوت الجحيم استعادت المنتجعات السياحية بقالمة حيويتها منذ حلول شهر رمضان و تحولت الى منطقة استقطاب للآلاف من السكان الهاربين من جحيم البيوت الملتهبة و الباحثين عن فضاءات طبيعية يستعيدون فيها قواهم بعد يوم من الصيام وسط ظروف مناخية استثنائية تميز رمضان هذه السنة. و قد عرف الإقبال على الفضاءات السياحية الطبيعية بقالمة ارتفاعا غير مسبوق مقارنة برمضان السنوات الماضية و أرجع البعض هذا الارتفاع الى موجة الحر التي تميز المنطقة و التي حولت المساكن الى جحيم خلال ساعات الليل الأمر الذي اجبر القالميين على الهجرة الجماعية الى المنتجعات بعد الإفطار مباشرة. و تعد منتجعات المدينة السياحية حمام دباغ الوجهة المفضلة لعشاق السمر و ليالي الصيف البيضاء حيث تحولت محمية العرائس التي تتوسط المدينة الى فضاء مفتوح يستقبل أعدادا كبيرة من العائلات القادمة من المدن و القرى المجاورة و حتى من خارج ولاية قالمة كما يقول عقبة الشمس سمير صاحب محل لبيع المثلجات بمحمية العرائس مؤكدا من عائلات كثيرة تأتي كل ليلة من قسنطينة و عنابة لقضاء ليلة رمضانية بين أحضان الطبيعة الساحرة و أضاف بان مسؤولين كبار في الدولة قد زاروا منتجع العرائس و تناولوا المبردات و أكواب الشاي بين الصخور الأسطورية التي تغطي محمية العرائس إحدى أجمل و أشهر الفضاءات السياحية الطبيعية بالجزائر الفضاءات. و يتوفر فضاء العرائس على خدمات متنوعة تقدمها المحال التجارية المحيطة بالمحمية كمياه الشرب و المثلجات و الشواء و القهوة و الشاي الى جانب خدمات الهاتف و دورات المياه. و يعتمد نظام الإنارة بالمحمية على مصابيح تضيء المكان المحيط بالمحال التجارية و تجعل محمية العرائس تحت ضوء خافت يسمح للعائلات بالبقاء هناك ساعات طويلة دون ملل. و يعود سر الإقبال المكثف على محمية العرائس كل صيف الى التيارات الهوائية الباردة التي تصل المكان بعد منتصف الليل قادمة من سد بوحمدان المجاور عبر مجرى الوادي الذي يتحول كل صيف الى مصدر تبريد طبيعي لمدينة المياه المعدنية الساخنة. و مع مرور ساعات الليل تشتد البرودة أكثر و يضطر الكثيرون من الساهرين الى المغادرة أو ارتداء ملابس واقية من صقيع الليل و تع هذه الظاهرة التي تتكرر كل ليلة من ليالي الصيف السبب الرئيسي الذي جعل المنتجعات السياحية بمدينة حمام دباغ مصدر استقطاب لعشاق السمر و ليالي الصيف البيضاء. كما يعد منتجع السد الذي أقيم هذه السنة على بعد 5 كلم من مدينة حمام دباغ بعد تعبيد الطريق المؤدي الى هناك منطقة جذب أخرى لمئات العائلات القادمة من مختلف مناطق الولاية لقضاء و يقدم المنتجع المقام على شاطئ السد الكبير العديد من الخدمات كالمرطبات و الشاي و القهوة و الشواء و المشروبات الغازية المتنوعة و يخيل لزائر المنتجع أول مرة بأنه على شاطئ البحر صوت أمواج يؤنس الساهرين هواء منعش و خدمات راقية و هدوء و سكينة و أمان. و يقضي معظم الساهرين ساعات طويلة بالمنتجعات الطبيعية و لا يغادرونها إلا مع اقتراب موعد السحور.